وقال مدير مركز الجينوم في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، والأستاذ المشارك في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية الدكتور أحمد أبوطيون، إن بحثه الفائز بالمنحة، يهدف إلى اكتشاف العناصر الوراثية لدى الشباب وصغار السن في الإمارات التي تكون سبباً في وصول حالة المريض المصاب بكوفيد-19 إلى الحالة الشديدة أو الحرجة.
وأوضح أبوطيون، أن معظم حالات مرضى كوفيد-19 التي تدخل الرعاية المركزة من كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة، لكن هناك حالات من صغار السن والشباب تدخل الرعاية المركزة، وبعضهم توفي نتيجة هذا المرض دون وجود لتاريخ مرضي معروف كالأمراض المزمنة، كما أن عنصر كِبر السن ليس متوفراً فيهم، وهذا يعني أن هذه الفئة من المرضى، قد تكون لديهم عناصر وراثية هي التي سببت هذه الأعراض الحادة، لأن الأمر الطبيعي أن النسبة الأكبر من صغار السن والشباب المصابين بكوفيد-19 لا يعانون أي أعراض، وعلى الأكثر، تكون أعراض خفيفة إلى متوسطة.
وأكد أبوطيون أن الدراسة تستهدف 200 مريض في الإمارات من المواطنين والمقيمين، حيث إن هناك فرصاً لحدوث طفرات وراثية لدى شريحة من المجتمع بسبب زواج الأقارب، لافتاً إلى أن هذه الدراسة تساعد على فهم كوفيد-19 عالمياً، وأنه سيتم إجراء 3 أنواع من الفحوصات لكل مريض هي: التسلسل الوراثي للفيروس وهي المادة الوراثية للفيروس، التسلسل الوراثي للمريض نفسه (تسلسل الإكسوم)، وفحص (ترانسكربتوم) وهو فحص مجموعة كل جزيئاتRNA التي تؤدي إلى إنتاج البروتينات في الخلايا.
وأشار إلى أن الدراسة بدأت، بالفعل، بمرحلة تسجيل المرضى من الجهات المختلفة بالإمارات، وأن 4 جهات رئيسية تشترك في هذا العمل البحثي، بإجمالي 20 باحثاً هي: مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، وزارة الصحة ووقاية المجتمع، هيئة الصحة بدبي، جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ومن المقرر الانتهاء منها خلال عام، بكلفة متوقعة تقدر بـ500 ألف درهم.
وذكر أبوطيون أنه عند فحص التسلسل الجيني للمريض (تسلسل الإكسوم) تظهر عشرات الآلاف من الطفرات الحميدة والخبيثة التي سيتم تحليلها عبر منظومات محوسبة، وإذا توصلنا إلى العوامل الوراثية أو الطفرات الجينية التي ضرب الفيروس الجسم من خلالها، يمكن تحقيق فهم أكبر لهذا الفيروس، والمساهمة في التوصل إلى علاج له.
من جانبه، قال مدير معهد الشارقة للأبحاث الطبية التابع لجامعة الشارقة وأستاذ الكيمياء الطبية، الدكتور طالب الطل، الفائز بإحدى المنح الخمس، إن بحثه يهدف إلى تطوير علاجات جديدة ومستوحاة من الطبيعة لعلاج كوفيد-19 من خلال تثبيط بروتينات وإنزيمات الفيروس المسؤولة عن دخول الخلايا المضيفة، وعن تكاثر الفيروس داخل الخلايا البشرية، مشيراً إلى أن البروتينات غير الهيكلية تلعب دوراً رئيسياً خلال دورة حياة فيروس كورونا، ويعتبر البروتين السكري المرتفع ضرورياً لتفاعلات الفيروس مع مستقبلات الخلية المضيفة أثناء دخول الفيروس.
وأضاف أن هذه البروتينات تعتبر أهدافاً واعدة لتطوير عوامل علاجية مضادة للفيروسات واسعة الطيف، على الرغم من أن جينوم فيروس كورونا المستجد، يخضع لطفرات واسعة النطاق، إلا أن البروتينات الرئيسية ثابتة بشكل كبير، حيث إن الطفرات في هذه البروتينات، غالباً ما تكون قاتلة للفيروس، وبالتالي، فإن الأدوية التي تستهدف هذه البروتينات، عادة، ما تكون قادرة على منع تكرار وانتشار الفيروس.
وأوضح أن استهداف الأدوية المزدوجة لهذه البروتينات، يعد نهجاً جديداً لتقليل خطر مقاومة الأدوية بواسطة الطفرات في السلالات المميتة الحالية والناشئة، مشيراً إلى أن فريق عمله يتمتع بخبرة وسجل حافل في التطوير الفعال والاقتصادي للجزيئات الصغيرة الجديدة المستوحاة من الطبيعة مع العديد من التطبيقات العلاجية بما في ذلك السرطان والأمراض المعدية واضطرابات الجهاز العصبي المركزي، وأن الدراسة تهدف إلى اكتشاف جزيئات جديدة، من أجل تطوير عقاقير فعالة مضادة لهذا الفيروس.
وأشار إلى أن فريق عمل هذا البحث يتكون من 7 علماء وباحثين: 3 أساتذة من جامعة الشارقة و3 طلاب ماجستير ودكتوراه بجامعة الشارقة، وباحث من جامعة هارفارد، من عدة تخصصات مختلفة مثل الكائنات الدقيقة، والبيولوجيا الجزيئية، واكتشاف الأدوية، وعلوم الأدوية والأوبئة، وأن الكلفة المتوقعة للدراسة تبلغ حوالي 500 ألف درهم، وأنه من المتوقع الانتهاء من الدراسة بحلول نهاية 2021.
وقال أستاذ علم المناعة في كلية الطب بجامعة الشارقة الدكتور ربيع حلواني، الفائز بإحدى المنح الخمس، عن بحثه الذي يستهدف تحديد العوامل الجينية والمناعية المسببة لأعراض شديدة لدى مرضى كورونا الذين كانوا أصحاء ولا يعانون أمراضاً أخرى.
وأوضح أن العيّنة المستهدفة 300 مريض من مواطنين ومقيمين، من كافة أنحاء الدولة، في الفئة العمرية تحت الـ50 عاماً ولا يعانون أمراضاً مزمنة أو أمراضاً مصاحبة عند الإصابة بكوفيد-19.
وذكر أن آلية البحث تتم من خلال، أخذ الدم من المرضى وتحليل التسلسل الجيني للمريض (الإكسوم والجينوم)، وبعد ذلك يتم تحليل النتائج بطرق حسابية لاكتشاف الطفرات الجينية التي تؤثر في عمل جهاز المناعة، ومدى مقاومته للفيروس لدى هؤلاء الأشخاص، وبمجرد اكتشاف هذه الطفرات الجينية، يتم التأكد أنها المسببة لضعف المناعة عبر إجراء أبحاث تحليلية للخلايا المناعية وقدرتها على مقاومة الفيروس.
وأشار إلى أن نتائج الدراسة تفيد المجتمع العلمي والطبي، في أن اكتشاف الطفرات الجينية المسببة لضعف المناعة، يساعد على تعديل وإصلاح الخلل في علاج هؤلاء الأشخاص بأدوية تناسب الخلل الجيني الموجود لديهم، فالطفرة التي تسبب ضعف الخلية (أ) مختلفة على الطفرة التي تضعف الخلية (ب).
ولفت إلى أنه من المتوقع الانتهاء من الدراسة بحلول نهاية 2022، وأن الدراسة يقوم عليها 11 باحثاً من مختلف المؤسسات العلمية والصحية بالدولة.