لم تكن وانغ يوي تتخيل أن رحلتها من الصين إلى الإمارات هذه المرة ستحمل معها تجربة جديدة مختلفة تماماً عما اختبرته سابقاً، فهذه الزيارة حملت من الحماسة والفرح الكثير، رغم الظروف الاستثنائية التي فرضها انتشار فيروس «كوفيد-19» في جميع أنحاء العالم.
وتقول الصينية يوي: «أحببت الإمارات منذ زيارتي الأولى حيث أتيت فترة قصيرة لرؤية زوجي الذي يعمل مدرساً في الفجيرة، وفي يناير الماضي عدت مجدداً إلى هنا، وخلال زيارتي أغلقت المطارات في مدينتي ولم أستطع العودة إلى موطني، فقررت تمديد إجازتي مع زوجي واستغلال أوقاتنا في عمل الخير».
وتتابع: «بدأت البحث عن المؤسسات الخدمية والخيرية لرغبتي الانضمام إلى العمل التطوعي، ومن ثم انضممت إلى الهلال الأحمر الإماراتي لنشر التوعية بالتباعد وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى وتوزيع الكمامات والقفازات على مرتادي مراكز التسوق».
وذكرت يوي: أتقن اللغة العربية وذلك لعملي في مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية بالصين كباحثة، وأنا من عشاق الحضارة العربية، وبالخصوص الإمارات وما يتعلق بها من تاريخ وحضارة.
وأكدت يوي أنها تريد رد الجميل للشعب الإماراتي الذي استقبلها خير استقبال في الفجيرة حيث حظيت بترحيب من الأهالي خلال تلك الفترة، وتعرفت إلى عدد من السيدات الرائعات بحسب تعبيرها، مبدية تفاجأها من إتقان عدد من الشباب في الإمارات اللغة الصينية، وما يملكون من عزيمة وحرص على تعلمها.
وتمارس يوي أدواراً متعددة في محاربة «كورونا» حيث تتطوع أحياناً ميدانياً، وتكتب المقالات حول الحضارة في الإمارات وتراسل الصحف الصينية، حيث تقول: «التضامن والتعاون الصيني الإماراتي في مكافحة فيروس كورونا كان واضحاً منذ اليوم الأول ولذا تتشارك الصين والإمارات في السرّاء والضرّاء وها أنا أقدم ما كل ما لدي لكي أخدم الإمارات وأعزز من الحوار الثقافي بيني وبين المواطنين الإماراتيين».
وأشارت إلى أن المتطوعين يستغربون أحياناً لوجودها ولتحدثها العربية بطلاقة، لكنهم سرعان ما يبدون سعادتهم لمشاركتها إياهم عمل الخير لا سيما في شهر رمضان المبارك، وأوضحت أن الأخلاق الإماراتية الراقية تجعل الحياة في هذا البلد أمراً رائعاً، فيما أثنت على توجه الشباب الإماراتي في كافة القطاعات للتطوع والتكاتف في هذه الفترة من الجائحة العالمية.