تحتفل دولة الإمارات اليوم بـ«يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يصادف 19 رمضان من كل عام والموافق لذكرى رحيل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
تأتي المناسبة هذا العام في وقت العالم فيه أحوج ما يكون إلى الاقتداء بالإرث الإنساني للقائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من أجل مزيد من التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات الناجمة عن أزمة تفشي وباء كورونا.
وتؤكد جهود دولة الإمارات لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على الصعيد العالمي، من خلال إرسال المساعدات الطبية والإغاثية إلى دول العالم المختلفة التزامها بالرؤية والرسالة الإنسانية التي رسخها الشيخ زايد «رحمه الله» والتي عززت مكانتها كعاصمة إنسانية ومحطة خير وغوث ودعم للشقيق والصديق.
ويعتبر «يوم زايد للعمل الإنساني» علامة فارقة في تاريخ الدولة ومناسبة للاحتفال بما حققته من إنجازات على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى ويعد مناسبة لإطلاق العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية والنوعية عبر مئات الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة والخاصة والأهلية.
ويسجل التاريخ للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» نجاحه في تحويل العمل الإنساني في دولة الإمارات إلى أسلوب حياة وسلوك حضاري تتناقله الأجيال، وذلك عبر مؤسسة العمل الإنساني وإكسابه صفة الشمولية بحيث لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات المادية وإنما يمتد أيضاً إلى التحرك إلى مناطق الأزمات الإنسانية والتفاعل المباشر مع مشكلاتها.
وارتقى الوالد المؤسس بقيمة وحضور العمل الخيري ليحوله إلى أحد أهم أبعاد السياسة الخارجية للدولة التي تتوجه بالعون والمساعدة إلى كل البشر أينما وجدوا دون النظر إلى دينهم أو عرقهم.. كما أصبحت الإمارات في عهده من أهم الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم وها هي اليوم في صدارة دول العالم كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية.
واستحوذت القضايا الإنسانية والخيرية على مكانة متقدمة في فكر واهتمام الشيخ زايد سواء كان داخل البلاد أم خارجها وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات منه «طيب الله ثراه» في شكل منح وقروض ومعونات شملت معظم دول العالم أكثر من 98 مليار درهم حتى أواخر عام 2000.
وحصل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» على أوسمة ونياشين من مختلف دول العام تقديراً لما قدمه من خدمات جليلة للإنسانية ففي عام 1985 منحته المنظمة الدولية للأجانب في جنيف «الوثيقة الذهبية» باعتباره أهم شخصية لعام 1985 لدوره البارز في مساعدة المقيمين على أرض بلاده وخارجها في المجالات الإنسانية والحضارية والمالية.
وفي عام 1988 اختارت هيئة «رجل العام» في باريس الشيخ زايد وذلك تقديراً لقيادته الحكيمة والفعالة ونجاحه المتميز في تحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات وتنمية بلاده أرضاً وإنساناً ما جعلها دولة متطورة متقدمة.
ومنحت جامعة الدول العربية في عام 1993 «وشاح رجل الإنماء والتنمية» للشيخ زايد، وفي عام 1995 قدمت جمعية المؤرخين المغاربة للشيخ زايد بن سلطان «الوسام الذهبي للتاريخ العربي» وذلك تقديراً منها لجهوده «رحمه الله» في خدمة العروبة والإسلام واعترافاً بأياديه البيضاء على العلماء واعتزازاً بشغفه بعلم التاريخ والدراسات التاريخية.
وفي عام 1995 اختير الشيخ زايد «الشخصية الإنمائية لعام 1995» على مستوى العالم، من خلال الاستطلاع الذي أجراه مركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الإعلامية في جدة، وشارك فيه أكثر من نصف مليون عربي، وفي عام 1996 أهدت منظمة العمل العربية درع العمل للشيخ زايد تقديراً من المنظمة للدور الرائد له «طيب الله ثراه» في دعم العمل العربي المشترك.
وحرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» على استحداث أطر قانونية وتنظيمية تضمن تحويل عمل الخير إلى منظومة مؤسسية متكاملة تتبناها الجهات الحكومية والخاصة.
وتشمل الجهات المانحة الحكومية في دولة الإمارات اليوم عدداً كبيراً من المؤسسات وفي مقدمتها مجلس الوزراء، ووزارات الداخلية، وشؤون الرئاسة والخارجية والتعاون الدولي، والقوات المسلحة، ودائرة المالية ـ أبوظبي والقيادة العامة لشرطة أبوظبي والقيادة العامة لشرطة دبي، والمشروع الإماراتي لدعم وإعادة إعمار لبنان، إضافة للمؤسسات الخيرية، ومن بينها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وصندوق أبوظبي للتنمية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.