في مشهد قلَّ نظيره، ينتظر العالم، يوم الخميس المقبل الموافق 14 مايو، رجال الدين من شتى الملل والمذاهب للمشاركة في مبادرة الصلاة من أجل الإنسانية للتضرع إلى الله لرفع ابتلاء وباء كورونا وأن يعين الإنسانية على مواجهته.
وقال رجال دين في حديثهم لـ«الرؤية» إن الدعوة المستوحاة من مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، تعد تعبيراً عن الحس الديني والإيماني للبشرية الذي لا يتنافى مع جهود البحث العلمي في التصدي لوباء كورونا، لافتين إلى أن الدعاء له تأثير روحاني يزرع اليقين والطمأنينة في قلوب البشر.
وكانت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، أصدرت بياناً دعت فيه القيادات الدينية وجموع الناس حول العالم للصلاة والصيام والدعاء من أجل الإنسانية يوم الخميس 14 مايو 2020، وأعلن شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، وعدد كبير من الشخصيات الدينية والسياسية والمجتمعية، ترحيبهم ومشاركتهم في هذا الحدث العالمي.
وتفصيلاً، قال الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان العلامة د. محمد علي الحسيني، «نحن نرحب بمبادرة مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر تحت عنوان (صلِّ بلغتك لدفع البلاء)، في زمن انتشار وباء كورونا، لأنها تشكل رافعة معنوية ونفسية كبيرة من أجل صمود البشر في كفاحهم ضد الفيروس».
وأضاف أن إيمان المسلمين بأهمية الطب ودوره في مكافحة المرض عموماً، وفي إيجاد علاج لوباء كورونا المستجد، لا يتنافى ولا يقلل من أهمية التضرع لله عز وجل لدفع البلاء، بل على العكس من ذلك تماماً، فالقرآن يؤكد على أهمية الأخذ بالأسباب والتماس العلاج (فيه شفاء للناس) وبالموازاة يؤكد أهمية الدعاء لما له من تأثير روحاني يزرع اليقين والطمأنة في قلوب البشر، (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) وهذا يعكس أهمية هذه العبادة.
ولفت إلى أننا نرى في الصلاة التي سيتشارك فيها كل البشر خير معين للأطباء ولكل العاملين في القطاع الصحي في العالم، لتنويرهم وتشجيعهم لإيجاد العلاج المناسب لهذا الفيروس، لافتاً إلى أن الإسلام هو دين الإيمان والعقل والعلم ودين الحياة، وقد أمرنا هذا الدين العظيم بالتنور بالعلم لمواجهة تحديات دنيانا، كما ألزمنا في المقابل بالعبادات كخير زاد للآخرة.
وأشار إلى أن اليوم إذ يبادر مجلس حكماء المسلمين لتلبية دعوة الأزهر والفاتكيان للصلاة المشتركة، فإنه يؤكد حقيقة تمثيله للإسلام بوصفه دين الانفتاح والتواصل والتسامح بين البشر، وهذا هو نهج دولة الإمارات منذ تأسيسها.
من ناحيته، قال عضو مجلس إدارة الكاتدرائية الأرثوذكسية في أبوظبي أشعية هارون، إن فيروس كورونا غيّر الوجود الإنساني بأكمله، وشعر الإنسان حول العالم أن المال أو السلطة، لا يمكنهما هزيمة الفيروس، ولهذا هناك دعوات للعودة إلى الله وأن يكون هناك إنسانية جديدة.
ولفت إلى أن الصلاة بلغات الكون قيمتها الحقيقية تتلخص في يقين أصحاب الديانات كافة، أن الله قادر على وقف هذا الوباء فوراً، لافتاً إلى أن الشكر والابتهال اعتراف بأننا جميعاً تحت مشيئة الإله الخالق.
وأضاف هارون: إن كافة الديانات ستشارك من أجل الصلاة لرفع الوباء، وكلٌّ يصلي حسب عقيدته، ولغته في منزله، لتكون صرخة إلى الله، ليتدخل ويزيح هذا الوباء عن البشرية، موضحاً أن الصلاة تحت عنوان (صلِّ بلغتك) هي مبادرة تعكس وتبرهن على روح التضامن الإنساني والأخوي في مواجهة كل التحديات، على رأسها جائحة كورونا التي سننتصر عليها بقلوبنا المتحدة وإيماننا الراسخ برحمة رب السماء والأرض.
من ناحيته، أعلن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد» مشاركته في مبادرة الصلاة من أجل الإنسانية التي دعت إليها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
وقال المركز في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «نؤيد بقوة دعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية للصلاة من أجل الإنسانية يوم الخميس الموافق 14 مايو».
ويعد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، منظمة دولية تأسست عام 2012 من قبل المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان.
كما أعلنت بدورها الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية ترحيبها بمبادرة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية للصوم والصلاة والدعاء يوم الخميس المقبل 14 مايو، من أجل أن يرفع الله وباء كورونا عن الإنسانية.
ودعا رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية مهاجري زيان، في تصريح له، الجاليات المسلمة في أوروبا إلى المشاركة في الدعاء الجماعي بالخير واللطف، موضحاً أن الظروف الحالية تحتم على الجميع التضامن لمواجهة جائحة كورونا، ومبدياً ترحيبه باسم المراكز الإسلامية والجاليات المسلمة في أوروبا بهذه المبادرة الإنسانية.
وأضاف زيان: إن هذه المبادرة هي فرصة لتجسيد وثيقة الأخوة الإنسانية، ولدعوة الجميع لوقف النزاعات، والتصدي لمشاعر الكراهية، وتفعيل السلام العالمي، كما أنها تعطي صورة لمخالفة لما يروج وينشر بأن الأديان مصدر تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب.
من ناحيته، أعلن الأمين العام لاتحاد الجامعات الأفريقية البروفيسور إيثيان أهيلي، مشاركته في المبادرة، قائلاً في مقطع فيديو: إن هذه الدعوة مستوحاة من مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية.
وأضاف أن الاتحاد يتشارك مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، إيمانها بأهمية البحث العلمي في التصدي لهذا الوباء، مع ضرورة الإيمان واللجوء إلى الله ليعيننا في مواجهته.
ودعا أهيلي أساتذة وطلاب الجامعات الأفريقية، إلى المشاركة في هذا الحدث الإنساني، وأن يتوجهوا إلى الله بالصلاة والدعاء يوم الخميس 14 مايو، من أجل أن يرفع الله وباء فيروس كورونا.
ويعد اتحاد الجامعات الأفريقية واحداً من أهم اتحادات الجامعات العالمية، إذ يضم في عضويته أكثر من 200 مؤسسة تُعنى بالتعليم العالي والبحث العلمي من مختلف دول القارة الأفريقية ومجموعاتها اللغوية.
يُذكر أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية كانت قد أصدرت بياناً دعت فيه القيادات الدينية وجموع الناس حول العالم للصلاة والصيام والدعاء من أجل الإنسانية يوم الخميس 14مايو 2020، وأعلن شيخ الأزهر الشريف وبابا الكنيسة الكاثوليكية، وعدد الكبير من الشخصيات الدينية والسياسية والمجتمعية، ترحيبهم ومشاركتهم في هذا الحدث العالمي، من بينهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، ورئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري.