الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

مساكن بديلة في شقق فندقية للمتأثرين بحريق النهدة في الشارقة

أكد القائد العام لشرطة الشارقة اللواء سيف الزري الشامسي، أن تكاتف جهود الفرق الأمنية والدفاع المدني أسهم في السيطرة على الحريق الذي نشب بأحد الأبراج السكنية بمنطقة النهدة في الشارقة، وتم الانتهاء من توفير مساكن بديلة في شقق فندقية بالإمارة لجميع قاطني البرج.

وأشار في تصريحات صحفية إلى توفير 5 حافلات لنقل السكان إلى مساكن مؤثثة قريبة من البرج مع مراعاة تطبيق التباعد الاجتماعي، وتوفير عدد مناسب من الغرف بما يحقق هذا المبدأ، إضافة إلى تأمين وجبات غذائية وجميع احتياجاتهم الخاصة، بالتعاون مع الجهات الخيرية.

وقال الشامسي إنه فور ورود بلاغ إلى غرفة العمليات المركزية يفيد باندلاع حريق، تم التواصل مع جميع الجهات المعنية بالإمارة بالتعاون مع الدفاع المدني لاحتواء الحريق في وقت قياسي، وتم عمل طوق أمني خاص لحماية السكان وتجنب وصول الحريق إليهم، وتولت الفرق المختصة تسجيل بياناتهم والمحتويات التي تضررت داخل الشقق من ممتلكات خاصة وأوراق ثبوتية وغيرها لعمل حصر لها، فضلاً عن تشكيل لجان مجتمعية للوقوف على احتياجاتهم وتوفيرها لهم.

وأفاد بأن الأضرار التي تم حصرها عبارة عن تلف واجهة البرج السكني وبعض الشقق السكنية من الداخل، إلى جانب تضرر 6 مركبات كانت تقف أسفل البرج عندما سقطت عليها قطع محترقة من واجهة البرج.

واجب وإنسانية

وذكر الشامسي أحد المواقف الطريفة التي واجهت الفرق المختصة أثناء إطفاء البرج، عندما طالبهم أحد السكان بإخراج قطته من داخل الشقة وقت الحريق، مؤكداً على استجابتهم لطلبه والبحث عن القطة ومناداتها باسمها إلى أن تم العثور عليها وإنقاذها، مشيراً إلى أن طلبات السكان كانت تشكل أولوية لدى الشرطة خاصة في ظل الأوضاع الراهنة والشهر الفضيل.

وبدوره، أكد مدير عام إدارة الدفاع المدني بالشارقة العقيد سامي النقبي، أن الكوادر المختصة في الإمارة تمكنت من السيطرة على الحريق بأقل الخسائر الممكنة، نتيجة لسرعة الاستجابة التي لم تتجاوز مدتها 6 دقائق، وتم على إثرها إجلاء السكان واستخدام الطائرات المسيرة للكشف عن الأشخاص داخل الشقق.

وتابع بأن المعلومات أظهرت أن الحريق اندلع عند الساعة التاسعة و4 دقائق من مساء الثلاثاء في برج مكون من 49 طابقاً منه 328 شقة سكنية، ومواقف للسيارات، وأسفر عن إصابات بسيطة تم نقلها للمستشفى لتلقي العلاج والاطمئنان عليها.

وأوضح النقبي، أن أبرز التحديات التي واجهت فرق الإطفاء كانت ارتفاع البرج السكني وانتشار النيران بسرعة، ولكن بفضل الخبرة التي يتمتع بها فريق الإطفاء تم احتواء النيران ومنع انتشارها وامتدادها للأبراج والمباني المجاورة.

ورصدت «الرؤية» اللحظات الحرجة التي عاشها سكان البرج وقت اندلاع الحريق، وأبرز ما تبادر لأذهانهم من أفكار في تلك اللحظات، من خلال لقاءات مع عدد من السكان.

«الآيباد» سيحترق

وقالت «جودي» من جنسية آسيوية إنها كانت وزوجها عائدين من أحد المتاجر وقت نشوب الحريق، وكان في الشقة طفلاها التوأم البالغان من العمر 8 أعوام بمفردهما، مشيرة إلى أن طفليها تصرفا بحكمة وبمجرد سماعهما تعالي أصوات السكان همّا بالخروج من البرج باتجاه الساحة الرملية المقابلة له، وما سهل لهما الخروج وجود الشقة في الدور الأول وأنهما خضعا مسبقاً لدورة في التصرف السليم في أوقات الطوارئ.

ولفتت إلى موقف طريف عندما وصلت إلى مكان الحريق، وبدأت في النداء على طفليها فحضرا مسرعين يبكيان ويرتجفان من الفزع والخوف، وأحدهما يقول: «الآيباد سيحترق.. نسيته في البيت».

إنقاذ الأم

وتحدثت إحدى سكان البرج مروى عبدالله، عن اللحظات الحرجة التي عاشتها، قائلة إنها تقيم ووالدتها البالغة من العمر 70 عاماً في شقة بالدور الخامس من البرج، ولحظة اندلاع الحريق كانت تؤدي صلاة العشاء فسمعت صوت جرس الإنذار والنداء بمكبرات الصوت من الجهات الأمنية بضرورة إخلاء المبنى وخروج السكان منه، مضيفة أنها قررت الخروج قبل محاصرة الحريق لها ووالدتها.

وأوضحت أنها أخذت هاتفها المحمول ودفعت الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه والدتها إلى الخارج، وعند وصولها الطابق الأرضي أدركت صعوبة الموقف نظراً لتزاحم أعداد كبيرة من سكان البناية عند البوابة الرئيسية، فحملت مروى والدتها فوق ظهرها إلى خارج البرج المشتعل، مشيدة بما قدمته الجهات الأمنية وفرق الإطفاء لسكان البناية، ما أسهم في عدم وجود أي وفيات.

دواء الضغط

وأكد أحد سكان البرج عبدالعزيز حاتم، أنه كان يتابع نشرة الأخبار في التلفاز مع زوجته وابنته، وعندما علم بنشوب حريق في البرج، استجابوا لأمر الإخلاء وهموا بالخروج من الشقة، لكن عندما وصل عند الباب تذكر دواء ضغط الدم الخاص به، فعاد لإحضاره تجنباً لحدوث أي ارتفاع مفاجئ في الضغط قد يحدث له.

وأشار إلى أن اللحظات الفاصلة بين علمه بالحريق وحتى تواجده خارج البرج كانت هي الأثمن في حياته، حيث كُتِب له فيها النجاة، فسرعة تفاقم الحريق وانتشار الدخان بكثافة داخل الشقق السكنية كان يؤكد خطورة الحدث.