الاحد - 22 ديسمبر 2024
الاحد - 22 ديسمبر 2024

محمد بن راشد ومحمد بن زايد يوقّعان على القطعة الأخيرة في مسبار الأمل

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» أصبحت مركزاً لاستئناف الحضارة في العالم العربي، وقصة ملهمة لأجيال المستقبل، ورسالة أمل للمنطقة والعالم بمستقبل أفضل.

جاء ذلك لدى توقيع سموهما على القطعة الأخيرة من مسبار الأمل بقصر الوطن في أبوظبي، أمس، والتي تشكل الجزء الخارجي الأخير من المسبار، وتحمل أسماء أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وتواقيع سموهم إلى جانب تواقيع سمو أولياء العهود، وتتزين بعبارة «قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء»، في تعبير عن الرسالة الإنسانية السامية التي تحملها دولة الإمارات لمستقبل الإنسان والعالم.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إن إنجاز مسبار الأمل يشكل رسالة لمواطني دولة الإمارات والمقيمين فيها ولأشقائنا في العالم العربي وأصدقائنا حول العالم بأن الإيمان بالشباب والاستثمار في قدراتهم وإمكاناتهم هو الرهان الرابح لكل دولة تضع نصب عينيها صناعة المستقبل ووضع بصمتها المتميزة في مسيرة الحضارة الإنسانية.. اليوم نحتفي بنخبة العقول والعلماء والمهندسين الإماراتيين الذين نرفع بهم رؤوسنا عالياً لنعانق الفضاء».


وأضاف سموه: «مسبار الأمل تجسيد واقعي لطموح زايد رحمه الله، بالوصول إلى الفضاء، وخطوة جديدة في مسيرة الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة التي سنحتفل في نهايتها بتحقيق مستهدفات مئوية الإمارات والوصول بدولتنا إلى المراكز الأولى عالمياً في مختلف المجالات».


وتابع سموه: «مسبار الأمل ترجمة حية لقوة الأمل في إلهام الأجيال وتحفيزها لصناعة الفارق الإيجابي في حياة الناس.. مسبار الأمل محور رسالة دولة الإمارات بتعزيز الشراكة الإنسانية في مخرجات البحث والاستكشاف العلمي وتوظيفها لخير البشرية».

طموح بلا حدود

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» رسالة من دولة الإمارات إلى العالم بأن طموحها لا حدود له و أنها قادرة بسواعد أبنائها على تحويل التحديات إلى إنجازات وفرص توظف في صناعة المستقبل والاستفادة منها في رفد مسيرة المعرفة والحضارة الإنسانية.

وقال سموه إن «مسبار الأمل» الذي طوره أبناء الإمارات بعزيمة واقتدار يؤكد رؤانا وتوجهاتنا بتعزيز الاعتماد على الكوادر والكفاءات الوطنية.

وأضاف سموه «فخورون بما أنجزه شباب الإمارات وخبراؤها ومهندسوها في فرق عمل المسبار».

وشدد سموه على أن هذا المشروع حافز وملهم لكل شعوب المنطقة ونقطة تحول مهمة في مسيرة الدولة لتطوير قطاع الفضاء واستكشاف المريخ وخطوة أساسية في مسيرة الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة وأداة مهمة لصناعة المستقبل وتطوير المعرفة البشرية.

حضر التوقيع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى جانب فريق عمل مسبار الأمل، وعدد من الوزراء والشخصيات الوطنية والمسؤولين في حكومة دولة الإمارات.

ويشكل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» الذي بدأ العمل به منذ نوفمبر 2015 نقطة تحول في تاريخ دولة الإمارات، حيث أسهم في دخولها رسمياً إلى السباق العالمي لاستكشاف الفضاء من بين 26 مهمة نجحت في الوصول إلى الكوكب الأحمر أطلقتها 9 دول حول العالم.

إنجاز بـ6 أعوام

ويعد إنجاز «مسبار الأمل» خلال 6 أعوام فقط سابقة علمية و تقنية، إذ يمثل مشروع بناء مسبار متكامل للإرسال إلى الكوكب الأحمر مهمة أصعب 5 مرات من تصميم وبناء الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض، إذ سيعمل في ظروف غير اعتيادية، أهمها بيئة كوكب المريخ الفريدة والمهمة العلمية التي ينجزها ورحلة الوصول من الأرض إلى مدار المريخ إضافة إلى تحدي ثبات المسبار في مدار الكوكب لمدة 4 سنوات يرصد خلالها البيانات العلمية.

وسيتم التحكم بالمسبار بشكل كلي من أراضي دولة الإمارات وبأيدي فريق «مركز التحكم الأرضي» التابع لمركز محمد بن راشد للفضاء.

إجابات علمية لأسئلة بحثية

ويسهم المسبار، الذي سينطلق في مساره يوليو المقبل من مركز «تانيغاشيما» الفضائي الواقع في جزيرة جنوبي اليابان ليصل إلى كوكب المريخ في فبراير 2021 بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي قاطعاً 600 مليون كيلومتر، في تقديم إجابات علمية لعدد من الأسئلة البحثية المهمة التي يركز عليها المجتمع العلمي المختص في علوم المريخ.

ويهدف مسبار الأمل إلى دراسة حالة الطقس في الكوكب الأحمر وتأثير التغيرات في الطبقة السفلى على الطبقات العليا وتلاشي الغلاف الجوي والتغيرات المناخية الموسمية، ليقدم بيانات جديدة للإنسانية ترصد للمرة الأولى.

وتضمن المشروع تأهيل فريق العمل عبر برنامج مكثف في نقل المعرفة، أعدهم لتصميم أدق أجزاء مسبار الأمل «برنامج تطوير العلماء والباحثين في علوم الفضاء»، ونتج عنه تأهيل 25 مهندساً ومهندسة إماراتية من رواد علوم المريخ في مجالات لم يسبق تأهيل متخصصين فيها على مستوى الدولة من قبل.

ثلث تكلفة المشروعات الأخرى

ونجح فريق «مسبار الأمل»، الذي يتكون من 150 مهندساً ومهندسة وباحثاً وباحثة من أبناء وبنات دولة الإمارات، في تحقيق منجزات جديدة في الكفاءة والتصميم والالتزام بميزانية تعد الأقل مقارنة بمشروعات مماثلة، حيث لم تتجاوز 200 مليون دولار والتي تمثل ثلث التكلفة للمشروعات الأخرى.

وتمكن من إشراك أكثر من 60 ألف طالب ومعلم وأكاديمي في البرامج التثقيفية والتعليمية التي عمل عليها الفريق.