الجمعة - 03 يناير 2025
الجمعة - 03 يناير 2025

الصحافة الورقية تغيب عن خطط عمل القيادات الإعلامية العربية الشابة

الصحافة الورقية تغيب عن خطط عمل القيادات الإعلامية العربية الشابة

جانب من ورشة عمل في جامعة نيويورك أبوظبي. (تصوير: محمد بدرالدين)

غابت الصحافة الورقية عن خطط العمل المستقبلية للقيادات الإعلامية العربية الشابة، فيما تصدرت تخصصات الإعلام الرقمي الحديث والتلفزيون وإنتاج المحتوى المرئي على وسائل التواصل الاجتماعي وتطوير تقنيات الروبوتات الإعلامية تطلعات وآمال الشباب المهنية.

وأوضح مشاركون في برنامج القيادات الإعلامية أن المتغيرات الحديثة التي طرأت على المشهد الإعلامي تتطلب وجود إعلاميين بمواصفات جديدة ومهارات مختلفة عما يتمتع به العاملون حالياً في مجال الإعلام من حيث إنتاج محتوى مرئي جذاب لا يمله المتابع، وهو أمر لم تعد الصحافة الورقية قادرة على تلبيته، مؤكدين أن التلفزيون وسوشيال ميديا وغرف الأخبار المدمجة باتت تلبي اليوم طموحات الجمهور العربي لكونها ملائمة للبث خلال دقائق معدودة.

وأشاروا إلى ضرورة أن تغير الجامعات العربية المسؤولة عن الإعلام مناهجها ومقرراتها بناء على التوجهات الجديدة للقطاع من حيث تكثيف المناهج لبناء قدرات الطالب في مجال الإعلام الرقمي الجديد وإدراج التقنيات الحديثة ضمن المقررات ومن ثم تنمية قدرات الإعلاميين لمتطلبات العصر.


وأضافوا أن مستقبل صناعة الأخبار في عصر الإنترنت والانتشار الواسع لأجهزة الهاتف الذكية تجعل الإعلاميين الجدد يتجهون فوراً إلى الصحافة الرقمية ويجافون الورقية.


وفضّل المشاركون في برنامج القيادات الإعلامية العمل والتخصص في الإعلام عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي على حساب العمل في مؤسسات صحافية ذات محتوى مكتوب في صفحات الصحف أو المواقع الإلكترونية.

وبرر الشباب ميلهم لـ «سوشيال ميديا» بأنها لغة العصر الحالية والأداة الفاعلة للوصول إلى الآخر، عكس الصحافة المكتوبة في الورقية والنصوص الطويلة على مواقع الإنترنت.

أقرب إلى الجمهور

وأوضحت فاطمة الزهراء شريف أنها تطمح للعمل في منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها الوسيلة الأقرب لشريحة واسعة من الجمهور وتحقق صدى كبيراً عكس وسائل الإعلام الأخرى التي تصل إلى قراء بعينهم ومن فئة واحدة.

وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعي تتميز بكونها لا تحتمل الاستطراد في المعلومات أو الإسهاب في طرح المشكلة، بل تكون فيها المعلومات مباشرة وواضحة وتركز على موضوع معين.

وأيدتها الشابة وعد قسيم إسماعيل في كون «سوشيال ميديا» هي الوسيلة الأقرب إلى الشباب الذين يشكلون الشريحة الأكبر من المتلقين في العصر الحالي، كما أنها تؤدي مهمة دحض الشائعات.

وأضافت أنه لا يوجد اليوم وقت كافٍ للشباب يتيح لهم قراءة محتوى طويل أو عدد كلمات كبير على الوسائل المكتوبة، بل يكون من الأسهل لهم قراءة الأخبار والمحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً مع وجود خاصية إضافة صور وفيديو وربطها بأخبار قديمة.

خفض التكاليف

وأشار الشاب عبدالعزيز محمود إلى أن تفضيله للعمل في منصات التواصل الاجتماعي نابع من كونها الوسيلة الأكثر استمرارية عكس وسائل الإعلام الأخرى مثل الراديو، التلفزيون والصحف والمجلات.

وأضاف أن الاعتماد على «سوشيال ميديا» يخفض من تكاليف العمل الإعلامي مقارنة بالوسائل التقليدية التي تتطلب استئجار مكان وتوظيف عمالة إلى جانب وجود أجهزة كثيرة لاستكمال جودة العمل خصوصاً في الصحف الورقية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة.

ولفت إلى أن كليات ومعاهد الإعلام العربية غير متفاعلة مع احتياجات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتوجهات الصحافة الرقمية، مناشداً كليات الإعلام ضرورة تطوير المناهج الدراسية.

وأضاف: «ما زالت كليات ومعاهد الإعلام في وطننا العربي على وجه الخصوص غير متفاعلة مع احتياجات الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي ومتطلبات العمل في وسائل الإعلام الحديثة لأن معظم من يدرسون الإعلام في الوطن العربي يؤمنون بالصحافة التقليدية وهذا سيحتاج وقتاً إضافياً لتغيير المناهج».

منصة عالمية

من جانبها، أوضحت تالة الشريف أنها تؤيد كذلك توجه الشباب للعمل الإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مبينة أنها الوسيلة التي استطاعت الانتشار كما أنها منصة عالمية يمكنها بث محتواها دون الحاجة لتراتبيات وعوائق كبيرة.

ولفتت إلى أنها وبشكل خاص عملت على إنشاء منصة تختص بقضايا المرأة تمكنت من تحقيق صدى مسموع عكس لو كانت متوجهة للجمهور عبر المحتوى المكتوب في صحف أو مجلات.

وأشارت إلى أن هناك الكثير من الميزات التي يجب أن يتحلى بها الإعلاميون الجدد، وأهمها أن يكون ثنائي العمل من خلال توظيف الإعلام الرقمي لخدمة المكتوب ليكون مواكباً للتطورات على الساحة، وأن يسير وفق اهتمامات الجمهور من خلال نشر الأخبار والأحداث التي تشغل بال الكثيرين دون اللجوء إلى الأخبار التقليدية، ويتقن عدة لغات حتى يستطيع الاطلاع على الإعلام الغربي ليكون ملماً بالمشهد الاجتماعي العالمي.

محتوى مختصر

وقال حمزة أبوالرب إنه سيتوجه للعمل في مجال البرامج الميدانية التلفزيونية، وسيعمل على إنتاج محتوى مختصر جذاب يتناسب مع ميول المشاهد، لافتاً إلى أن الصحافة الورقية لا تناسب طموحاته وميوله في الوصول إلى أكبر عدد من الشرائح الجماهيرية المستهدفة.

من ناحيتها، ذكرت عفاف شاطر أن العمل التلفزيوني يستهويها بالدرجة الأولى من خلال إرسال رسالة مختصرة مرئية لشرائح جمهور يحتاج مؤثرات صوتية وبصرية للتعرف إلى الحقائق والمعلومات مقابل الصحافة الورقية التي لا تستطيع نقل الصورة إلى المتابع بمؤثرات حية.

وأضافت أن هناك موضوعات إنسانية كثيرة مثل الفقر والبطالة والتحديات التي تواجه جيل الشباب المقبل استهدفها في عملي المقبل، لافتة إلى أن الإنتاج المرئي سيحقق لها انتشاراً أوسع مقارنة بالصحافة الورقية.

واتفق هشام بوعروري مع آراء الشباب في أن المحتوى الرقمي التلفزيوني هو الأقرب إلى الجمهور من الورقي الذي لا يستطيع الإعلامي فيه أن ينقل الصور كما يجب أن تكون.

وأوضح بدر خالد أنه يتطلع للعمل في الصحافة المرئية متجنباً المكتوبة، مؤكداً أن وسائل التواصل التي يمكن للجمهور رؤيتها بشكل مباشر أو على شكل فيديو تكون أقرب للفهم وأكثر وضوحاً في وصول المعلومة للمتلقي.

وتابع: «الجمهور الشاب اليوم يريد الحصول على المعلومة في وقت قصير ومحتوى جاذب ومؤثر يبتعد عن الجمود والرتابة وهو أمر لا يمكن أن يقدمه إلا الإعلام المرئي».اعتبر هشام بوعروري أن الإعلام المرئي جاذب ومؤثر بلا شك، والتلفاز أثبت أهميته بشكل خاص ومدى وصوله إلى المتلقي إلى جانب كونه الأكثر شفافية ويمكن كشف التلاعب في المحتوى أو التضليل بسهولة عكس وسائل الإعلام الأخرى.

من جانبها، أشارت آلاء هلالي إلى أن الصحافة المرئية، والتي تمكنت من إثبات وجودها عبر منصات سوشيال ميديا، هي التي ستضمن لنفسها الوجود مستقبلاً والاستمرارية.

ولفتت أناغيم زبيدي إلى أن الصحافة المكتوبة في صحف أو مجلات أصبحت من الماضي، ومن الصعب أن تحصد وجوداً وجماهيرية في ظل وجود منصات متنوعة يسهل الوصول إليها عبر منصات التواصل الاجتماعي وتقدم معلومات سلسة وقريبة من الفهم.جاذب ومؤثر