تزخر أبوظبي بالعديد من المعالم والمواقع السياحية والترفيهية الفريدة من نوعها، والتي تتطلب من الزوار والسياح التخطيط الجيد للاستمتاع بأكبر قدر من تلك المواقع المدهشة خلال العطلة الواحدة. وتضم عاصمة الإمارات الكثير من المعالم الطبيعية الصحراوية المبهرة، وتجتمع فيها معالم حضارية لا مثيل لها، فيما يمكن للزوار والسياح ممارسة العديد من الأنشطة الترفيهية أو خوض الكثير من المغامرات البرية والبحرية والجوية. ورصدت «الرؤية» مجموعة من الخطط السياحية المقترحة من قبل دائرة السياحة والثقافة بأبوظبي، والتي تمنح الضيوف والمقيمين فرصة الاستمتاع بالعطلة الصيفية، سواء لساعات أو أيام. تجارب فريدة لساعات ومن الخطط المقترحة للزوار الذين سيقضون ساعات عند زيارة أبوظبي، فيمكنهم خوض عدة تجارب لتناول طعام مميزة والتنقل بين الوجهات المميزة، بما فيها زيارة قصر الوطن وقصر الحصن وقصر الإمارات والتقاط الصور مع تلك المعالم الفاخرة أو تناول وجبة خفيفة أو رئيسية في المطاعم والمقاهي المتواجدة بداخلها. كما يمكن لعشاق الطبيعة إجراء جولة سريعة في منتزه القرم الشرقي أو جزيرة الجبيل أو حديقة الإمارات للحيوانات ومستشفى الصقور، علماً بأن الحديقة تعد أحد أفضل الأماكن التي يمكن زيارتها مع العائلة، وخلالها يمكن مشاهدة الدب السيبيري الذي يزيد وزنه على 300 كجم، وكذلك مشاهدة النمور البيضاء. وتمنح أبوظبي لمحبي المغامرات العديد من التجارب المميزة والآمنة، من بينها التجديف بالكاياك أو جولة بالقوارب المتعددة الشكل والحجم مثل قوارب الدونات لمدة ساعة أو ساعتين، وذلك بالقرب من متحف اللوفر في أبوظبي أو بالقرم من منطقة القرم الشرقي أو جزيرة الجبيل. ومن خطط المغامرات الأخرى التي تمتد لساعات محددة، تجربة الغوص في مياه أبوظبي الدافئة، وخلال تلك التجربة يمكن الاطلاع على حطام السفن القديمة والغامضة والشعاب المرجانية المحيطة بالمنطقة، فيما تحظى العاصمة بمجموعة من الشركات السياحية المتخصصة في مجال الغامرات البحرية ومن بينها شركة سي هاوك التي تطرح باقات يومية للاستمتاع برياضة الغوص في 5 مواقع تقع قبالة الساحل الشاسع لأبوظبي. كما تقدم «سي هاوك» رحلات التجديف بالكاياك 3 مرات يومياً لمدة ساعتين بين أحضان غابات القرم الشاسعة بأسعار تبدأ من نحو 150 إلى 170 درهماً، ويمكن للكبار والصغار الاستمتاع بتلك التجربة المميزة، علماً بأن غابات القرم تعتبر موطناً لمجموعة من الكائنات البرية والبحرية المبهرة مثل السلطعون والسلاحف وطيور الفلامينجو، بالإضافة إلى أكثر من 80 نوعاً من الطيور، وكذلك الغزال والدلافين والأسماك ذات الأحجام والأشكال الخلابة والتي يمكن مشاهدتها من خلال المنصات العائمة أو الممرات الخشبية أو قوارب الكاياك. أما شركة «فري دايفينج» فتقدم دورات متخصصة ومتنوعة منها دورة تعلّم الغوص الحر لمدة يوم واحد مقابل 800 درهم، بينما تصل كلفة الدورة التمهيدية لتطوير الغوص الحر على مدى يومين إلى 1850 درهماً، في حين تعد كلفة الدورة للمستوى المتوسط لمدة 3 أيام 2881 درهماً، وكلفة الدورة للمستوى المتقدم لمدة 4 أيام إلى 3344 درهماً إماراتياً. ومن المواقع الأخرى المقترحة لزيارة سريعة إلى أبوظبي، «بروميناد القرم الشرقي»، وهو عبارة عن مركز تجاريّ يواكب أسلوب الحياة العصرية ويضم مجمّع القرم الشرقي المتصل بفندق وسبا القرم الشرقي بإدارة «أنانتارا» أبوظبي المصنّف من فئة الخمس نجوم، كما يحتوي على مجموعة من المطاعم ومرافق للعناية بالصحة والجمال وللترفيه. وصممت المباني فيها لتحاكي طراز الأسواق الأوروبية، ويمكن للزوار الاستمتاع بالمشي وركوب الدراجات أو ممارسة أي من الأنشطة البحرية المتاحة كتأجير القوارب المتوسطة الحجم أو التجديف بالكاياك، كما يضم الموقع باقة من المرافق المميزة على غرار كافيه بلان الذي يعدّ استراحة كاجوال تقدّم مازة مبتكرة، وحلويات، وعصائر تقليدية ومشروبات ساخنة وسط أجواء مريحة. ويحتوي الموقع كذلك على كل من مطعم ومقهى كارلوتشيوز الذي يضمّ أماكن داخلية للجلوس فضلاً عن تراس مريح مصمّم على الطراز المتوسطيّ، بالإضافة إلى مطعم فلوكا المستوحى من منطقة البحر الأبيض المتوسط، والذي يقدّم مأكولات بحريّة متنوعة ومطعم بيبر ميل الذي يطرح تشكيلة من الأطباق الهنديّة الفاخرة. تجارب ليوم واحد أو أكثر وللراغبين في قضاء يوم كامل لا ينسى في أبوظبي أو أكثر، فينصح الزوار والسياح بالتوجه إلى جزيرة السعديات للاستمتاع بجمال البحر ولمشاهدة سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض. ومن جانب آخر، تجتمع في جزيرة السعديات معالم الثقافة والفنون والترفيه والطبيعة الخلابة، وتضم مجموعة من الفنادق والمنتجعات السياحية، بما فيها منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات، وفندق وفيلات بارك حياة أبوظبي، ومنتجع جميرا في جزيرة السعديات، وجميعها تتيح للزوار فرصة الإقامة بها والاستمتاع بباقة واسعة من الخيارات الترفيهية. وتبعد جزيرة السعديات كذلك نحو 7 دقائق بالسيارة من وسط مدينة أبوظبي، وتوفر مياهها ومساحاتها الخضراء الكثير من الأنشطة في الهواء الطلق، وتمتلك الجزيرة منارة السعديات التي تشكل الوجهة المثالية لعشاق الفنون التشكيلية والمعارض والأنشطة الفنية، كما يتواجد بالقرب من الجزيرة أيَضًا، متحف اللوفر – أبوظبي الذي يعد من أهم المتاحف العالمية المتواجدة على أرض عاصمة الإمارات. ومن الأنشطة الأخرى المقترحة للراغبين في الإقامة ليوم كامل في أبوظبي، ينصح الزوار والسياح بأخذ عبّارة إلى جزيرة صير بني ياس، وهي أكبر جزيرة قبالة ساحل الإمارة، كما حازت على جائزة أفضل وجهة للسياحية المستدامة في العالم لعامي 2014 و2018. وتمتلك الجزيرة جذوراً من العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي، وتعتبر ملاذاً للحياة البرية، إذ تتواجد فيها حديقة الحياة البرية العربية الغنية بالحياة النباتية الخصبة والطيور والحيوانات الطليقة، مثل المها العربي والنعام الصومالي والغزال والزراف، كما يمكن خلال الزيارة خوض رحلات السفاري بسيارات الدفع الرباعي وركوب الكاياك والدراجات في الجبال وممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة والغطس وكذلك مشاهدة عروض الصقور وعروض السلوقي، ومن ثم الإقامة والاسترخاء في مجموعة من الفنادق والمنتجعات التي تديرها "أنانتارا." ومن التجارب الفريدة الأخرى التي تتناسب مع زوار اليوم الواحد لأبوظبي، خوض تجربة رحلة سفاري أفريقية صديقة للبيئة أو تجربة العشاء مع الأسود أو تجربة الإفطار مع الزراف، فيما يمكن خوض تلك التجارب من خلال زيارة حديقة حيوانات العين، التي تقع على بعد ساعة ونصف من العاصمة. وتقع سفاري العين في موقع فريد بالقرب من جبل حفيت - أعلى قمة في أبوظبي-، وتحيطها حديقة مذهلة مساحتها تصل إلى 217 هكتاراً تمّ تصميمها بعناية من البيئة الصحراوية، وتعد حديقة العين للحيوانات موطنًا لمجموعة من الحيوانات الأفريقية ومنها الأسود ووحيد القرن الأبيض والحمار الوحشي والحيوانات البرية ونحو 2500 نوع من أنواع النباتات. ولتكون الرحلة السياحية متكاملة، ينصح الزوار والسياح بالانتقال إلى متنزه جبل حفيت الصحراوي الذي يوفر خيارات متنوعة للتخييم تتناسب مع جميع الميزانيات، بدءاً من التخييم الذاتي أو التخييم في الأماكن المجهزة الفاخرة تحت النجوم المتلألئة.
انتعاش السفر بعد وصوله إلى حالات سيئة للغاية أثناء أزمة الوباء، كان له تباعات على الفنادق ذات العلامات التجارية الفاخرة، والتي بدأت تشهد هي الأخرى انتعاشاً بعد فترة الركود، كما بدأت في وضع خطتها أو قامت بالفعل بفتح فروع أخرى على غرار بولغاري وأرماني وMaison Elle، وعلامة Fila الرياضية، بحسب business of fashion.
افتتاح فنادق جديدة من قلب عالم الأزياء
ونتيجة هذا التطور في عالم السفر، سيفتتح المكتب الدولي لمجلة الأزياء Elle فندق Maison Elle البوتيكي في الدائرة 17 في باريس بالقرب من قوس النصر، وسيتم تزيين 25 غرفة في الفندق ذي الـ4 نجوم بأثاث فرنسي عتيق وسلع منزلية من منازل ذات تصميم فرنسي معاصر.
كما سيضم أيضاً منتجعاً صحياً ومكتبة أزياء واسعة النطاق، حيث يمكن للضيوف الاطلاع على أرشيفات Elle التي يبلغ عمرها 77 عاماً، بالإضافة إلى كتب عن المصممين الفرنسيين، كنوع من الربط المباشر والمقصود لعالم الأزياء بعالم السفر والسياحة.
ويعد الفندق نتاجاً لـElle Hospitality، وهو ذراع جديدة لمجلة الأزياء التي أطلقتها الشركة الأم Lagardère Group (النسخة الأمريكية من Elle مملوكة ومدارة من قبل Hearst).
ونظراً لأن شركة Elle International تتطلع إلى تنويع أعمالها بما يتجاوز أعمال المجلات المطبوعة التي تشتهر بصعوبتها، فقد افتتحت صالونات ومقاهي في الصين واليابان وتعتبر الفنادق هي مصدر ربحها القادم.
وبعد إطلاق فندق باريس لأول مرة، سيتم افتتاح وجهة شاطئية صديقة للبيئة في خاليسكو على ساحل المحيط الهادئ في المكسيك في ربيع عام 2023، وسيتبع ذلك المزيد من الفنادق في البرازيل وفرنسا وأوروبا والصين.
عالم السفر والأزياء يجلب الكثير من الأرباح
وقال كونستانس بينكي، الرئيس التنفيذي لشركة Elle International: «مع تزايد عدد الرحلات، يرغب المسافرون في القدوم إلى أحد الفنادق للحصول على تجربة مميزة ومليئة بالرفاهية، ونحن نعتقد أننا قادرون على جذب قراء Elle وعشاق الموضة إلى فندقنا».
وأشار إلى أنه الشراكات بين الموضة والسفر تجلب فوائد لكلا الجانبين، فالعلامات التجارية للأزياء تحمل مستوى من الاسم والتعرف على العلامة التجارية، على سبيل المثال ردهات فنادق فيرساتشي المكسوة بالبلاط الذهبي والغرف ذات الثريات الكريستالية أو قاعدة اللون الرمادي الأنيقة في فنادق أرماني والبياضات الحريرية، وعلى الجانب الآخر فإن مشغلي الفنادق هم خبراء في تقديم تجارب أكثر تعمقاً من زيارة المتجر، وهُنا يمكن تحقيق الأرباح.
ويبدو أن هناك تركيزاً أكبر على مفهوم «الضيافة» لعلامات الأزياء الفاخرة، ففي وقت سابق من هذا الشهر، استأجرت LVMH مديراً جديداً للضيافة (بعد مغادرة الرئيس التنفيذي السابق لشركة Luxottica أندريا جويرا)، حيث تأمل الشركات أن تتيح هذه التجارب الفندقية للعملاء المخلصين الانغماس في عالم علامتهم التجارية، فضلاً عن جذب عملاء جدد، وبالإضافة أيضاً إلى توفير تدفق إضافي للإيرادات.
وقالت إيرين فلوريو، المحرر التنفيذي في Condé Nast Traveler، هناك عالم خيالي كامل حول العلامة التجارية ومن يرتديها، وعندما تقوم بتطبيقه على فنادق ومنتجعات، فإنه يتيح لعدد أكبر من الناس فرص الانغماس في هذا الخيال والاستمتاع به.
ارتفاع معدلات إشغال الفنادق
انكسر قطاع الفنادق تقريباً خلال فترة الحجر الصحي، ولكنه في طريقه إلى التعافي، حيث بلغ معدل إشغال الفنادق في الولايات المتحدة 65% في أبريل، وفقاً لشركة تحليلات الفنادق STR، بانخفاض طفيف فقط عن نسبة الإشغال البالغة 67% في أبريل 2019، وبارتفاع بنسبة 57% في أبريل 2021، كما تجاوز معدل إشغال الفنادق 80٪ لكل STR، بينما وصلت فنادق باريس في مارس إلى مستويات ربح شوهدت لآخر مرة خلال عام 2019.
هناك أيضاً زيادة في الفرص المالية، حيث ارتفع متوسط سعر الغرفة اليومي بنسبة 14% منذ عام 2019، وتحصد مجموعات الفنادق 10% عائداً إضافياً على حجوزات الغرف، وفقاً لما ذكرته STR، حيث يبحث المسافرون في فترة ما بعد الجائحة عن فنادق مميزة وهم على استعداد لدفع مبالغ إضافية مقابلها، ولهذا يكون اختيار فنادق مثل بولغاري وآرماني الأكثر طلباً.
فنادق بولغاري وآرماني تشهد انتعاشاً
ولذلك، تشهد العلامات التجارية ارتفاعاً مماثلاً وتستغل الفرصة، فقد افتتحت بولغاري أول فنادقها في ميلانو عام 2004، وتدير الآن 7 فنادق في أنحاء أوروبا، والإمارات العربية المتحدة، والصين، وبالي.
وقال سيلفيو أورسيني، نائب الرئيس التنفيذي لفنادق ومنتجعات بولغاري، إن فنادقها شهدت معدلات إشغال تجاوزت مستويات ما قبل الوباء وتضاعفت الإيرادات منذ عام 2019، ومن المتوقع أنه في السنوات الثلاث المقبلة، ستضاعف بولغاري بصمتها تقريباً، حيث ستفتتح 5 فنادق أخرى في موسكو وروما وطوكيو ولوس أنجلوس وميامي بيتش.
وفي مارس قد أعلنت أرماني، التي لديها فندقان في ميلانو ودبي، أنها ستفتح موقعاً ثالثاً في المملكة العربية السعودية في عام 2025.
إنها ليست مجرد علامات تجارية فاخرة مشهورة. أعلنت فيلا fila، ماركة الملابس الرياضية المملوكة لكوريا، في مارس أنها ستفتتح فندقاً ذا علامة تجارية في شنغهاي في عام 2024.
فرصة تسويق
تنظر شركات الأزياء إلى كرم الضيافة وافتتاح الفنادق بشكل مختلف، حيث يقول الخبراء إنه من المتوقع أن تصبح الفنادق مصدراً مهماً للإيرادات لشركة Elle، فضلاً عن فرصة لجذب المزيد من المشتركين في المجلات، خاصة أنه سيتم وضع أحدث إصدار من Elle في كل غرفة فندق.
وبالمثل، يعتقد سكوت مالكين، مؤسس ورئيس فاليو ريتيل، أن الفنادق محرك قوي لولاء العملاء، والذي يمكن أن يترجم إلى مشاريع أخرى تحقق أرباحاً قوية.
ومن ناحية أخرى، ترى بولغري أن أعمالها الفندقية، التي هي صفقة ترخيص مع شركة ماريوت الدولية، هي فرصة تسويقية أكثر من كونها مالية.