كان عاما 2020 و2021 يمثلان تحدياً لصناعة السياحة، إذ تسببت أزمة الوباء بخسائر فادحة حول العالم، ومع بدء تخفيف القيود المتعلقة بأزمة كورونا، جاء هجوم روسيا على أوكرانيا ليقلب المعايير مرة أخرى رأساً على عقب.
وفي ضوء الحرب، بدأت بالفعل تنخفض الرحلات على منطقة شرق ووسط أوروبا بشكل خاص، تحديداً جيران أوكرانيا مثل بولندا والمجر وسلوفاكيا، حيث أوضح خبراء السفر أنه من الممكن أن تؤدي تدفقات اللاجئين إلى مناطق معينة إلى تأثر السياحة في هذه المناطق.
السياحة في جنوب وغرب أوروبا
ويوضح خبراء السفر أنه عندما يفكر الناس في قضاء إجازة في أوروبا الآن، يتبادر إلى الذهن دول جنوب وغرب القارة، بما في ذلك إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، خاصة أن هذه الأماكن تشتهر بشعبيتها السياحية، كذلك ما زال هناك طلب كبير على المجر وجمهور التشيك.
السفر من أمريكا إلى أوروبا
وقد أوضح استطلاع لحوالي 350 مسافراً أمريكياً حول السفر هذه الفترة، أنهم ينتظرون كيف تسير الأمور في أوكرانيا قبل وضع أي خطة للسفر إلى أوروبا، بحسب نيويورك تايمز.
وقال ما يقرب من 65% من البالغين الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع بواسطة موقع TheVacationer المتخصص في السياحة، إنهم سيقبلون أسعاراً أعلى وأوقات عبور أطول للسفر في عام 2022، وهذا يعني نيتهم للابتعاد عن أوروبا.
وأشار الخبراء إلى أنه مهما كانت المضايقات التي يتعرض لها المسافرون فهي بالطبع، لا تقارن بالمعاناة التي يتعرض لها الأوكرانيون، حيث يرغب العديد من المسافرين في دعم الأوروبيين الذين كانوا يأملون في موسم صيفي قوي، لكنهم لا يريدون تعقيد الجهود الإنسانية لمساعدة لاجئي الحرب.
ونظراً لعدم القدرة على التنبؤ بالحرب، سيحتاج المسافرون إلى التحلي بالمرونة حيث تتكيف عمليات الطيران والرحلات البحرية والجولات مع الصراع.
الدول الأكثر اعتماداً على السياحة الروسية
وأظهرت بعض البيانات من Mabrian Technologies، أن هناك بعض الدول ستتأثر سياحياً بسبب اعتمادها على السياح الروس، على غرار تركيا ومصر واليونان وقبرص وفرنسا والولايات المتحدة، حيث إن تركيا واليونان بين أكثر الوجهات اعتماداً على السوق الروسية، ومن المحتمل أنه سيتعين على هذه البلدان زيادة جهودهم لجذب السياح في الأسواق الأخرى، وإظهار قدر أكبر من المنافسة، وأسعار أقل لمواجهة أي انخفاض محتمل في السياحة من روسيا.