رغم طبيعتها الصحراوية البحتة، إلا أن مدينة العلا السعودية تميزت بآثارها ذات الطابع الروماني، ومن بينها: أيضاً مدائن صالح، وهي آثار ترجع إلى حضارة الأنباط قوم نبي الله صالح، أشهرها البيوت التي كانوا يحفرونها في الصخور.
عروس الجبال
وتشتهر العلا باسم عروس الجبال وعاصمة التاريخ والآثار لمناظرها الجبلية وارتفاعها عن سطح البحر بأكثر من 700 متر ولقدم تاريخها وكثرة مواقعها الأثرية، وقد اكتشف باحثون فيها بقايا معابد وتماثيل تعود إلى عصر اللحيانيين عام 900 قبل الميلاد، فقد تعاقبت عليها الحضارات لخصوبة الأرض ووفرة المياه.
وتقع مدينة العلا بين مرتفعات جبلية تحدها من الشرق والغرب حيث يمتد منها جهة الجنوب، وترتبط العلا بالمدن المحيطة بها بطرق زراعية فتبعد عن المدينة المنورة تقريباً 300 كم، وعن الوجه 200 كم، وعن تبوك 250 كم، وعن حائل قرابة 400 كم، وخيبر 200 كم، والجهراء 90 كم، وتقع إلى الشمال مباشرةً من مدينة العلا آثار الحجر، وقد سُجلت لدى منظمة اليونيسكو، ويوجد بالقرب منها محطة قديمة لسكة حديد الحجاز التي بنتها الدولة العثمانية.
أصل التسمية
سميت العلا بعدة أسماء قبل الاستقرار على اسمها الحالي، ففي القرن السادس قبل الميلاد سُميت بـ ديدان، نسبة للشعب الديداني الذي استوطنها وأنشأ مملكةً فيها، وفي العصر الجاهلي عُرفت بـ قُرْح إبان نشاطها كسوق تجارية مهمة عند العرب، وفي فترة لاحقة حتى نهاية القرن السادس الهجري، أطلق عليها وادي القرى بسبب كثرة القرى فيه، وبدءاً من القرن السابع الهجري سُميت باسمها اليوم، العُلا، ويقال إنها سميت بذلك منذ القرن الثاني الهجري، لكن شيوع الاسم تأخر حتى القرن السابع.
مكانتها الاقتصادية
باتت العلا اليوم من بين أهم المراكز الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، حيث تحظى باهتمام سعودي وعالمي في الوقت ذاته، وبذل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، جهود تحويل محافظة العُلا إلى وجهة عالمية في التراث والثقافة والطبيعة الساحرة، بعدما أطلق الرؤية التصميمية لمخطط «رحلة عبر الزمن»، وهي الرؤية التي تهدف إلى إحياء وتأهيل المنطقة الأثرية الرئيسة في المحافظة بشكل مسؤول ومستدام، في بيئة ثقافية وطبيعية فريدة من نوعها شمال غرب المملكة.
الترفيه في العلا
التغييرات التي تحدث في العلا تسري على وتيرة متسارعة، حيث يمكنك لمس هذا الأمر بنفسك، من خلال الخيارات الواسعة للمطاعم ذات النكهات العالمية، ومن بينها مطعم: somewhere، وميازو الياباني الواقع في منتجع شادن، حيث توفّر العلا لضيوفها خيارات متنوعة من المطاعم المحلية والعالمية الراقية، بالإضافة إلى المقاهي المريحة وأماكن تناول المأكولات الخفيفة والتقليدية لتلبية جميع الأذواق في مختلف المناسبات.
بالتأكيد النكهات لها طعم مختلف من أمام جبل الفيل، حيث يعتبر واحداً من العديد من العجائب الجيولوجية في العلا، وعلى عكس الواجهات المزخرفة المنحوتة يدوياً للمدافن النبطية في مدينة الحِجر المجاورة، فإن خرطوم وجسد هذا الجبل الرملي الأحمر قد صُنع بفعل قوى الطبيعة على مدار ملايين السنين من عوامل الحتّ والتعرية بالرياح، وفي هذه المنطقة تحديداً، تنتشر عدد من المقاهي والمطاعم وسط خيارات متعددة، مثل: Salt، وغيرها من المقاهي المنشترة في هذه المنطقة تحديداً.
الحفلات والموسيقى الراقية
تعتبر العلا حاضنة لأروع وأرقى الحفلات الموسيقية الفنية، والتي يحتضنها مسرح المرايا، الذي يعد أحد التحف المعمارية بمبناه الزجاجي والعاكس لطبيعة العلا الصحراوية والجبال الحجرية، لتسرح وسط مشهد بانورامي يتيه بين السماء والجبال الرملية، وعلى مدار الأعوام الماضية استضاف مسرح مرايا أروع الحفلات الموسيقية لأهم النجوم العرب والعالميين ومن بينهم: كاظم الساهر، أندريا بوتشيللي، الموسيقار العالمي ياني، الهام المدفعي، اليشيا كيز، وماجدة الرومي.
تجارب شيقة
المغامرة لم تنتهِ بعد في العلا، فأنت على موعد مع العديد من الأنشطة المميزة، مثل: جولة في طائرة مروحية لرصد أهم ملامح العلا من الأعلى، والتي يتطلب الحجز المسبق لها، كما يمكنك استكشاف العلا من خلال جولة سيراً على الأقدام، بمسار يبلغ طوله 8 كيلومترات، لتستكشف بنفسك بعض الكنوز التي يبلغ عمرها حوالي ألفي عام.