تتوزع في الإمارات مكونات الطبيعة التي تريح العقل والبدن في شتائها على ثلاثة خيارات رئيسية خلّابة، هي البحر والبر والجبل، تبرزها أكثر «حملة أجمل شتاء في العالم» التي تشهدها الدولة للعام الثاني على التوالي، للتعريف بأجمل المعالم السياحية والطبيعية والخيارات الترفيهية التي تتوفر للسكان والزوار والسياح في مناطق الدولة كافة.
ولا شك في أن الطبيعة وصفة للنقاهة والاسترخاء ووجهة للاستجمام والتأمل، خاصة في الطقس المعتدل الدافئ كما في شتاء الإمارات بهوائه العليل وأمطاره المنعشة.
ومن أبرز ما يجذب السياح في شتاء الإمارات الجلسات الصباحية والمسائية على شواطئها المفتوحة للجميع، والتي حاز بعضها جوائز دولية لتنوع مرافقها الترفيهية والخدمية ونظافتها والصيانة المستمرة لها.
وعلى كورنيش أبوظبي يستمتع السكان والزوار والسياح بالمناظر المبهرة على امتداد كيلومترات من المسطحات الخضراء والمزروعات المنسقة والأزهار والأشجار وممرات المشاة وتجهيزات ممارسة الرياضة ومضمار الدراجات الهوائية، إضافة إلى جلسات على المقاعد المشرفة على الشاطئ أو في المقاهي والمطاعم المطلة على مياه البحر.
وكذلك هي الشواطئ البكر لجزيرتي السعديات وياس، والتي يطل بعضها على غابات كثيفة من اللون الأخضر الداكن لشجيرات القرم، التي تبدو كما لو أنها تطفو على صفحة من مياه البحر الصافية، وتحلق فوقها الطيور البحرية التي تتخذ بعضها أعشاشها فيها، فتبعث في نفس المتأمل الراحة والصفاء.
وفي دبي، يستمتع محبو الهوايات الشاطئية من مختلف أنحاء العالم بالنسائم العليلة التي تحلق بالطائرات الورقية على شواطئ الجميرا نحو السماء الزرقاء، أو تحلو قبالتها ممارسة رياضة ركوب الأمواج الشراعية الهادئة، أو التجديف في القوارب الخشبية الرشيقة في خور دبي، أو التنزه على ضفتيه المطلتين على مياه متلألئة بأضواء المدينة في المساء، كما في منطقتي السيف والشندغة التاريخية.
كما تحلو النزهات وممارسة التمارين الرياضية على شاطئ ممزر دبي بخدماته المتكاملة ورماله النظيفة والمساحات الخضراء المزروعة التي تشكل حديقة الممزر المفتوحة للعائلات والأفواج السياحية.
وفي الشارقة، يصفو الذهن بالتنزه على كورنيش بحيرتها وواجهتها المائية أو على شاطئها وكورنيش خورفكان في المنطقة الشرقية، حيث تحمل الأمواج رائحة المحيط المميزة، وتومض أوراق الأشجار العملاقة الوارفة تحت ضوء الشمس الذهبية.
وفي عجمان، يزخر الكورنيش المفتوح للجميع بخيارات لا حدود لها للسياح والزوار والعائلات؛ من مطاعم ومقاهٍ ومناطق ألعاب وأكشاك الهدايا ومحال تبيع كل ما يتمناه المتنزهون من مستلزمات هواية صيد الأسماك والرياضات البحرية وألعاب الأطفال.
أما في أم القيوين، فيستمتع محبو الاستجمام والهدوء بشواطئ مفتوحة بعيدة عن الضوضاء والتلوث الصوتي أو الضوئي، حيث يمكن التخييم والاستمتاع بجلسات الأسر والأصدقاء تحت سماء صافية.
وفي رأس الخيمة، يجتذب الكورنيش والشواطئ المتنوعة جمهوراً واسعاً في شتاء الإمارات حيث يطول السمر وتجتمع عائلات عدة في جلسة واحدة في ظل الأشجار أو على الرمال الناعمة حيث يمرح الأطفال بامتطاء الخيول الوديعة أو صناعة قلاع الرمال.
وفي الفجيرة، يحظى السكان والزوار بفرصة مشاهدة أسراب الأسماك الصغيرة وهي تقترب من الشاطئ أو مراقبة البواخر العملاقة الراسية أو المبحرة بعيداً نحو عرض البحر على شاطئها المشرف الذي تحدّه الجبال المهيبة.
وتعتبر الجبال أيضاً من خيارات الاستجمام والاسترخاء المفضلة في شتاء الإمارات الأجمل. فهي توفر ملاذاً في أحضان الهدوء والسكون مع الهواء الجاف النظيف كما في سلسلة جبال الحجر والعديد من المنتجات المنتشرة في سفوحها كما في دبا الفجيرة وجبل جيس برأس الخيمة وحتا بدبي، أو في جبل حفيت في العين الذي يضم ينابيع حارة للنقاهة والاستشفاء والاستجمام بما فيها من مياه معدنية تعالج أمراضاً مثل الروماتيزم.
كما توفر البيئة الجبلية لسكان وزوار الإمارات فرصة التعرف على نمط الحياة التقليدي في العديد من القرى الجبلية حيث سادت لقرون ولأجيال متعاقبة فنون الزراعة في سفوحها وأوديتها الخصبة، بما في ذلك الزراعة المروية بنظام القنوات المائية والأفلاج وخزانات المياه الجوفية، والزراعة الحولية والبعلية المعتمدة على مياه الأمطار أيضاً.
ويمكن للزائر أن يستمتع بالتجول في بساتينها الغنّاء الموجودة في القرى الجبلية التي تنتج الخضراوات والحبوب والتمور والفواكه الموسمية بطرق صحية طبيعية، منحت منتجاتها مثل النبق والليمون والمانجو والجوافة والرطب والذرة والكوسا والخيار والطماطم والبرتقال، طعماً مميزاً وجودة طبيعية.
وتشكل هذه القرى الجبلية نموذجاً حياً للتراث الإماراتي الأصيل ومعرضاً نابضاً بالحياة لنمط الحياة المستدام فيها والذي يحمي الموارد الطبيعية ويدعم الأمن الغذائي في آن.
كما يتسنى للزوار الباحثين عن الهدوء والسكينة في قرب جبال الإمارات الاطلاع على تقاليد الرعي وجني العسل الجبلي وتربية المواشي وصناعة الفحم والحرف اليدوية القائمة على مواد طبيعية مثل سعف النخيل والقصب والأصواف والجلود والصلصال.. وما زال البعض يصنعون مشغولات حرفية متميزة مثل الحصير والخصف وأواني الفخار.
وتتميز جبال الإمارات بكون بعض سفوحها ذات تربة غنية بالمغذيات تجعلها منبتاً لأعشاب عطرية برية متنوعة ذات استخدامات صحية وطبية متعددة، حيث تنمو في مواسم متعاقبة مختلف الأعشاب المستخدمة في الطب الشعبي والبديل والمستحضرات والزيوت الطبيعية. ومنها أعشاب الياس والزعتر البري والجعدة.
أما في جلسات البرّ التي يستمتع بها الجميع في عمق الصحراء والبوادي في مناطق الإمارات المختلفة، فيشعر الجميع بتواصل مباشر مع الطبيعة. ويتخذ البعض مخيمات شتوية بعيدة عن صخب المدينة تكون فيها النار فاكهة الشتاء وشاهداً على أحاديث المساء وجلسات السمر، التي تردد الكثبان فيها رجع الصدى، ويشعر فيها المتأمل بصفاء الذهن وسمو الروح وانتعاشها، كمن يتوسد الرمال الناعمة ويتطلع إلى السماء بملايين النجوم التي تظهر واضحة في عمق ليل الصحراء الحالك الذي لا يعكر صفوه شيء.
ومهما كان خيار الزائر والسائح الباحث عن الاستجمام والاسترخاء مع العائلة أو الأصدقاء أو بمفرده، فسيجد في شتاء الإمارات الدافئ وطبيعتها الخلابة كل ما يتطلع إليه من خيارات تجتمع معاً لتشكل هوية سياحية موحدة تجمع مناطق الدولة كافة وتجعل من شتائها الأجمل في العالم.