تستدعي عبرة مرسى دبي أجواء التراث العريق لدانة الدنيا، حيث تستحضر ارتباط الإماراتيين منذ القدم بالبحر، لتطبع في ذاكرة روادها رحلة بحرية محفوفة بالسحر وعبق الأصالة، حيث كل شيء هنا ينتمي إلى الماضي بداية من المقاعد الخشبية البسيطة مروراً بديكور العبرة وانتهاء بسعر تذكرة الركوب الذي ينتمي هو أيضاً إلى الماضي، حيث تتكلف تذكرة ركوب العبرة درهماً واحداً فقط.
قارب خشبي بمقاعد خشبية بسيطة، سيأخذ زواره بين مجموعة من معالم دانة الدنيا، دبي القديمة، «العَبرة» كما تُعرف باللهجة الإماراتية وهي وسيلة نقل تقليدية تطورت عبر مئات السنين وحظيت بعناية الجهات المعنية بدبي، إلا أنها احتفظت بكلفتها حتى اليوم بدرهم واحد فقط.
تراث المنطقة
العَبرة ترمز لتراث دبي في منطقة خور دبي التي كانت تعتبر نقطة التقاء التجار الذين يفدون لدبي بالماضي، بين سوق الذهب والتوابل وغيرها، على اعتبارها وسيلة نقل للأفراد والبضائع داخل محيط دبي.
وتقدم العبرة تجسيداً حياً لأجواء التراث والعودة إلى حياة الإماراتيين ومدى ارتباطهم بالبحر، في حين حافظت عليها دانة الدنيا دبي على الرغم من كمية التطور والحداثة الكبيرة التي طالت شتى المجالات.
جولة متكاملة
تشكل العبرة اليوم، مقصداً للسياح والمقيمين والمواطنين بدبي، حيث إن جولة على متنها لمدة ساعة كاملة تمكن الفرد من مشاهدة معالم المدينة الأثرية والحضارية من زاوية لا توفرها وسائل النقل الأخرى، مقابل درهم واحد فقط، لتسجل في ذاكرة الزوار رحلة بحرية ساحرة بعبق التراث، خاصة أنها تنقل الركاب في منطقة خور دبي عبر ثلاث محطات هي السيف وبني ياس وفستيفال.
ومن المناطق والوجهات التي حتماً سيستمع الزائر بالتنقل فيما بينها: حي الفهيدي الذي يضم مجموعة من المتاحف، ومنطقة السيف التي تضم مجموعة من المطاعم والمقاهي، إلى جانب الأسواق الشعبية الشهيرة بدبي، مثل: سوق الذهب وسوق نايف وسوق التوابل والبهارات والسوق الكبير، فضلاً عن متحف بلدية دبي.
محطات بحرية
وما بين اختصار الوقت والتنقل بسلاسة وأمان، وسط أجواء مريحة، مفعمة بالبساطة، يأتي خط السير اليومي للعبرة، انطلاقاً من منطقة الجداف في الصباح الباكر باتجاه واحد إلى محطة فستيفال سيتي، ومن منطقة مرسى دبي إلى الميناء السياحي، وبهذا تعد الوسيلة المثلى للتنقل والاستكشاف.
مقومات سياحية
لعل أكثر ما يلفت في هذه الوسيلة البحرية هو استقطابها لمحبي السياحة، والعائلات، فلم تعد تقتصر على مهمة التنقل بين المحطات، إذ إنها توفر خدمات إضافية، كخدمة الحجز المسبق، وتحديد المحطات المرغوب التنقل بينها، للعبور بخور دبي الذي يبلغ طوله ما يقارب 15 كيلومتراً.
أنشطة مختلفة
وعلى ضفاف الخور، وتنوع الوجهات التي يمكن التنقل بينها، يمكن للزائر الاستمتاع بعدة تجارب مثل التوجه لأحد الأكشاك أو محال العصائر وشراء مشروب مثلج، أو عصير الفواكه الطازجة، أو تناول إحدى الوجبات الخفيفة مثل ساندويشات الشاورما أو الفلافل، أو السمبوسة المقرمشة الساخنة.
تنوع وتسامح
كما يمكن للزائر الاستمتاع بزيارة المعابد الدينية ودور العبادة الموجودة بمنطقة بر دبي، التي تعكس روح التسامح وتجسد تنوع الجنسيات التي تحتضنها الإمارات، مثل: المسجد الكبير في دبي، والذي يُعتبر من أشهر المساجد في الإمارات، ويتميز بزخارف ونقوش إسلامية بديعة، ويتسع لأكثر من 1,200 مصلٍ في الوقت ذاته، إلى جانب معبدي شيفا وكريشنا من أهم معابد دبي وأولها في الإمارات.