السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

«قلعة ضاية».. شاهد حي على بطولات أهالي رأس الخيمة

أحمد الشناوي ـ رأس الخيمة

تعتبر «قلعة ضاية» واحدة من أقدم المعالم الأثرية في رأس الخيمة، التي تجذب الزوار بشكل كبير، نظراً للبيئة الجبلية الرائعة التي تقع بها، حيث تقع في مكان خلاّب وسط البحر والجبال ومزارع النخيل، على قمة جبل مرتفع في إمارة رأس الخيمة.

وتروي «قلعة ضاية» مآثر من تاريخ الأجداد، كما تجسد بسالتهم في الدفاع عن أرضهم، وعلى الأرض تحيط بها العديد من بساتين أشجار النخيل والحمضيات والفواكه، فتكسبها منظراً خلاّباً جعل منها وجهة سياحية تجتذب العديد من الزائرين والسياح من داخل الدولة وخارجها.

الوصول إلى القلعة

لا تعتبر زيارة «قلعة ضاية» بالأمر العسير، فالسير يكون عبر الطريق الذي يمتد من منطقة النخيل التجارية مروراً بمدينة الرمس ثم إلى قرية ضاية الواقعة على الطريق الرئيسي، وقبل تجاوزها ترشده لوحة إلى الانعطاف يميناً ليواصل الزائر السير عبر طريق فرعي أسفلتي يؤدي إلى موقع القلعة في أقل من 5 دقائق.

مشاهد خلابة

لا يواجه الزوار أي صعوبة في صعود الجبل لقضاء وقت مميزة بين مكونات القلعة ورؤية مشاهد طبيعية خلابة، ووفرت الجهات المعنية بالآثار في رأس الخيمة طريقاً على شكل سلم إسمنتي متدرج يربط بين الأرض وقمة الجبل، يساعد على الصعود في أقل فترة زمنية ومن غير جهد بدني متعب.

متعة الزيارة إلى قلعة ضاية لا تكتمل إلا بالتواجد بين مكوناتها التي تعبّر بصدق عن أصالة الماضي البعيد، ويُشتم من مبانيها العريقة عبق مسيرة تاريخية موغلة في القدم، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تتيح القلعة من خلال موقعها الجبلي المتميز لزائريها الاستمتاع بمشاهدة مناظر خلابة سهلية وجبلية وبحرية.

سهول خصبة

تتمتع منطقة ضاية بالإطلالة التي توفرها على سهول خصبة في منطقة تحيط بها مزارع النخيل، وتتألف القلعة من غرفة صغيرة وبها مجموعة فتحات محفورة في جدرانها للتهوية وبداخلها سلم للمراقبة فهي تعبّر عن أصالة الماضي والإرث العريق للمدينة.

ويعد هذا الحصن الواقع على قمة التلة من الحصون التي لا تزال موجودة في الدولة، ويمكن من خلاله رؤية منظر خلاب لمزارع النخيل والبحر والجبال.

وشيدت القلعة الحالية من الحجارة والطوب الطيني والملاط على بقايا الحصن القديم، كما أعيد ترميم الحصن بعناية في التسعينيات من القرن الـ20، حيث يمكن الآن دخوله من خلال سلالم تم إنشاؤها.

حصن دفاعي

واستخدمت قلعة ضاية كحصن دفاعي قصير المدى في أثناء الهجمات على المنطقة، ولم يكن بالإمكان استخدام هذا الحصن كنقطة دفاع استراتيجية، لافتقاره للمساحة الكافية علاوة على افتقاره لمصدر للمياه، وبني حصن ثانٍ أكبر من الطوب الطيني يقع في قعر التلة، كان بمثابة سور يتيح لمن يعيش ويعمل في مزارع النخيل أن يلجأ إليه مع أنعامه للدفاع عن أنفسهم في أوقات الخطر.

وباعتبارها آخر معقل للمقاومة فقد لعبت قلعة ضاية دوراً رائداً أثناء الهجمات الإنجليزية في العام 1819 ضد قبائل رأس الخيمة. وعلى الرغم من أن القوات البريطانية استطاعت أن تحيط بالتلة فإنها لم تستطع أن تصل إلى الحصن نفسه بسبب شدة انحدار جوانبه، ما جعل من العسير تسلقه.

وقد شعرت القبائل المدافعة بالأمان نسبياً من هجمات الغزاة كون قذائف المدافع العادية قاصرة عن الوصول إلى هذا الحصن على أعلى التلة.

أبراج مراقبة

وبُنيت أبراج مراقبة منفردة في مزارع النخيل نفسها، ساعدت على تأمين وحماية المنطقة وقد ضمن الاستخدام التكاملي للتحصينات الثلاثة «الحصن على قمة الجبل، والسور، وبرج المراقبة» الدفاع عن المنطقة الخصبة التي تضم قلعة ضاية، وتعتبر تلك التحصينات خطاً دفاعياً معقداً لحماية السكان في ضاية.