أعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية رصد أول إصابة بفيروس جدري القرود في إنجلترا، وأشارت «الأمن الصحي» في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية، إلى أن المريض كان مؤخراً في زيارة إلى نيجيريا، حيث يُعتقد أنه أصيب بالعدوى، قبل العودة لبريطانيا.
وأضافت الوكالة أن المريض يتلقى العناية الطبية اللازمة في وحدة الأمراض المعدية بمؤسسة «جاي أند سانت توماس» التابعة للهيئة الوطنية للصحة البريطانية في لندن.
وقالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إنها تتواصل مع كل الأشخاص الذين تعاملوا بشكل مباشر مؤخراً مع المصاب، كإجراء احترازي لمنع انتشار العدوى بشكل أكبر، إضافة لمتابعة الركاب الذين سافروا معه على نفس الرحلة أثناء قدومه لبريطانيا.
الإصابة
وتم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في عام 1958 عندما حدثت فاشيتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحث، ومن هنا جاء اسم "جدري القرود."
وكُشِف لأول مرة عن جدري القرود أو جدري القردة بين البشر عام 1970 بالكونغو الديمقراطية، وأُصيب بها صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تم القضاء فيها على الجدري، وأُبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات المطيرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا.
وسجلت أولى الحالات للمرض خارج أفريقيا عام 2003، في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة، وفي نهاية 2021 أخطرت جهة التنسيق الوطنية المعنية باللوائح الصحية الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية بتسجيل حالة إصابة بجدري القردة البشري في ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان المصاب شخصاً بالغاً مقيماً في الولايات المتحدة الأمريكية، وسبق له أن سافر مؤخراً إلى نيجيريا.
وتحدث الإصابة بجدري القرود عن طريق مخالطة الحيوانات البرية المصابة في أجزاء من غرب ووسط أفريقيا، ويُعتقد أنه ينتشر عن طريق القوارض مثل الجرذان والفئران والسناجب.
ويمكن حدوث الإصابة بجدري القرود من حيوان مصاب إذا تعرضت للعض أو لمست دمه أو سوائله، وقد يكون من الممكن أيضاً الإصابة بجدري القرود عن طريق تناول لحم حيوان مصاب لم يتم طهيه جيداً، أو عن طريق لمس المنتجات الأخرى من الحيوانات المصابة مثل جلد الحيوان أو الفراء.
ويمكن أن ينتشر جدري القرود بين الأشخاص عن طريق لمس الملابس أو الفراش أو المناشف التي يستخدمها شخص مصاب بالطفح الجلدي لجدري القرود، أو ينتقل عن طريق سعال أو عطس شخص مصاب بالعدوى.
الأعراض
بحسب منظمة الصحة العالمية، تُراوح فترة حضانة جدري القردة بين 6 أيام إلى 13 يوماً، وقد تُراوح بين 5 أيام و21 يوماً.
وتقول «الصحة العالمية» إن جدري القرود غالباً ما يختفي ذاتياً وتنحل علاماته وأعراضه تلقائياً في فترة تُراوح بين أسبوعين و4 أسابيع.
ومن أكثر الفئات المعرضة للإصابة به بأعراض صعبة هم أصحاب المناعة المنخفضة والنساء في فترة الحمل والأطفال، وتلحق وفياته بشكل أكبر بالفئات الأصغر سناً.
وتتمثل الأعراض في: الحمى، والصداع، وآلام العضلات والظهر والقشعريرة وتضخم الغدد الليمفاوية مع ظهور الطفح الجلدي الذي يبدأ عادةً على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وفي النهاية يشكل جرباً ثم يسقط الجلد الميت.
وتقول «الصحة العالمية» إنه يجب عزل المريض المصاب بجدري القردة خلال الفترة المعدية، أي قبل مرحلة ظهور الطفح الجلدي من العدوى، وخلال تلك المرحلة تماماً حتى تتقشر جميع الجوارب وتسقط.
ولا يوجد أي علاج أو لقاح متاح لمكافحة عدوى «جدري القرود»، رغم أن التطعيم ضد الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضاً من جدري القردة.