يشير العلماء الأمريكيون إلى إن الخلايا المناعية ضد الحمى الغدية قد تكون مفتاح علاج التصلب المتعدد.
وفي تجربة صغيرة، تم زرع الخلايا التائية وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا اللمفاوية الموجودة بالدم والتي تلعب دوراً أساسياً في المناعة الخلوية، للمرضى الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد التي تستهدف الفيروس المسبب للحمى الغدية.
نجاح في نتائج الدراسة
وأشارت فحوصات الدماغ إلى أن تطور الحالة قد تباطأ أو حتى انعكست الأعراض أو تحسنت لدى بعض المرضى.
وشعر المرضى الذين حققوا نتائج بـ«تحسن مستمر في الإعاقة»، بما في ذلك القدرة على المشي بألم أقل.
وتم استخراج الخلايا التائية من الأشخاص الذين تعافوا من فيروس إبشتاين بار، والذي تم وصفه بأنه سبب محتمل لمرض التصلب العصبي المتعدد.
وأقر العلماء بأن الدراسة كانت صغيرة ولا يمكنهم استبعاد تأثير الدواء الوهمي- عندما يشعر شخص ما بالتحسن لمجرد أنه يتوقع ذلك.
ولكن الدراسة تمثل خطوة مهمة إلى الأمام في فهم «التصلب العصبي المتعدد»، وهو مرض غير قابل للشفاء حالياً ولا يمكن إدارته إلا بالأدوية.
ولا يزال العلماء غير متأكدين تماماً من أسباب المرض الذي يصيب حوالي 130 ألف شخص في المملكة المتحدة وأكثر من 900 ألف أمريكي.
وابتكرت شركة أمريكية مقرها في سان فرانسيسكو العلاج الجديد بالخلايا التائية، الذي ينطوي على استخراج الخلايا المناعية المعروفة باسم ATA188، ويعطى للناس عن طريق الحقن.
وقال البروفيسور مارك فريدمان، طبيب الأعصاب بجامعة أوتاوا، إن الانعكاس الطبيعي في مرض التصلب العصبي المتعدد التدريجي أمر نادر الحدوث- ما يشير إلى أن العلاج التجريبي أتارا كان وراء تحسين النتائج.
يُعتقد أيضاً أن الفيروس وراء العديد من أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك متلازمة التعب المزمن والتهاب الدماغ والنخاع.
ما هو التصلب المتعدد؟
التصلب المتعدد (المعروف باسم مرض التصلب العصبي المتعدد) هو حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي الجسم ويسبب تلف الأعصاب للدماغ والحبل الشوكي.
وهي حالة مستعصية تدوم مدى الحياة، ويمكن أن تكون الأعراض خفيفة في البعض، وفي حالات أخرى يمكن أن تكون أكثر حدة ما يسبب إعاقة شديدة.
ويؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد على 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وهو أكثر شيوعاً بين النساء عن الرجال بمقدار الضعف.
و عادة ما يتم تشخيص الشخص في العشرينيات والثلاثينيات من العمر.
أعراض التصلب المتعدد
وتشمل الأعراض التعب، وصعوبة المشي، ومشاكل الرؤية، ومشاكل المثانة، والتنميل أو الوخز، وتيبس العضلات وتشنجاتها، ومشاكل التوازن والتنسيق، ومشاكل في التفكير والتعلم والتخطيط.
ويمكن السيطرة على الأعراض بالأدوية والعلاج، لكن المرض يخفض
متوسط العمر المتوقع من خمس إلى 10 سنوات.