الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

كيف يؤثر نظام الأكل على صحتك العقلية وحالتك المزاجية؟

كيف يؤثر نظام الأكل على صحتك العقلية وحالتك المزاجية؟

كيف يؤثر نظام الأكل على صحتك العقلية وحالتك المزاجية؟

الأكل جزء أساسي من حياة الإنسان، ليس فقط للحفاظ على صحتنا الجسدية، ولكن على الصحة العقلية أيضاً، إذ إن كل ما نأكله يمكن أن يؤثر على أدمغتنا، إضافة إلى أن تناول الطعام في أوقات منتظمة قد يساهم في الحفاظ على الدماغ، ويحمي من مشاكل مثل الاكتئاب والقلق، ويحسّن من عملية التمثيل الغذائي.

وبحسب ميديكال إكسبريس، أوضحت دراسات حديثة في مجال الطب النفسي العصبي، مدى تأثير الطعام على التحكم بحالتنا المزاجية والعصبية، حيث ركزت على كيفية تأثير إيقاعات الأكل على الدماغ.





نظام الساعة البيولوجية

وأوضحت الدراسات أن نظام الساعة البيولوجية مسؤول عن مواءمة عملياتنا الداخلية في الأوقات المثلى من اليوم، بناء على إشارات من البيئة مثل الضوء أو الطعام، وكذلك تلبية الجسم لاحتياجات الطاقة التي تتغير كثيراً على مدار النهار والليل، ما يخلق نمطاً إيقاعياً لعاداتنا الغذائية، وفي نفس الوقت تخلق ترابط مع ساعات النهار والليل.

وعلى الرغم من أن الساعة الرئيسية تدير وظيفة التمثيل الغذائي خلال دورة الليل والنها، فإن إيقاعات الأكل لدينا تؤثر أيضاً على الساعة البيولوجية، حيث إن للأنسجة الهضمية ساعاتها الخاصة وتظهر تذبذبات منتظمة في العمل على مدار 24 ساعة، على سبيل المثال، يختلف عمل الأمعاء الدقيقة والكبد على مدار النهار والليل من حيث القدرة الهضمية والامتصاصية والاستقلابية.

أوقات الوجبات غير المنتظمة لها نتائج صحية سلبية

ولهذا، عندما تكون الساعة البيولوجية الرئيسية في الدماغ غير متزامنة مع إيقاعات الأكل، فإنها تؤثر على قدرة الدماغ على العمل بشكل كامل، وعلى الرغم من أن الدماغ لا يمثل سوى 2% من إجمالي كتلة الجسم، إلا أنه يستهلك ما يصل إلى 25% من طاقتنا ويتأثر بشكل خاص بالتغيرات في تناول السعرات الحرارية، وهذا يعني أن أوقات الوجبات غير الطبيعية لا بد أن يكون لها نتائج صحية سلبية.



الطعام والمزاج

وأوضحت الدراسات أنه هناك تداخلًا بين الدوائر العصبية التي تحكم الأكل والمزاج، حيث تؤثر هرمونات الجهاز الهضمي على الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دوراً كبيراً في الحالة المزاجية والطاقة والمتعة، والأفراد المصابون بالاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب لديهم مستويات غير طبيعية من الدوبامين، ويُعتقد أن تغير نظام الأكل غير المنتظم يساهم في سوء الحفاظ على الحالة المزاجية.

كما قد يلعب الأكل غير المنتظم دوراً في الأسباب الكامنة المعقدة لاضطرابات المزاج، على سبيل المثال، يُظهر الأفراد المصابون بالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب إيقاعات داخلية مضطربة وأوقات وجبات غير منتظمة ما يؤدي إلى تفاقم أعراض المزاج بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك، يظهر عمال الورديات - الذين يميلون إلى اتباع جداول طعام غير منتظمة - معدلات متزايدة من الاكتئاب والقلق عند مقارنتهم بعامة السكان.

على الرغم من هذا الدليل، فإن تقييم نظم الأكل ليس حالياً جزءاً من الرعاية السريرية القياسية في معظم الأوساط النفسية.

تحسين نظم الأكل

إذن، ما الذي يمكن فعله لتحسين إيقاعات الأكل لدينا؟ إحدى الطرق الواعدة التي واجهناها في بحثنا هي الأكل المقيد بالوقت (TRE)، والمعروف أيضاً بالصيام المتقطع.

يتضمن TRE أو نظام الصيام المتقطع قصر فترة تناول الطعام على قدر معين من الوقت خلال اليوم، عادةً من 4 إلى 12 ساعة، على سبيل المثال، اختيار تناول جميع الوجبات والوجبات الخفيفة في نافذة مدتها 10 ساعات من الساعة 9:00 صباحاً حتى 7:00 مساءً.

ولقد ثبت بالفعل أن الصيام المتقطع يساعد على منع أعراض الاكتئاب والقلق في الدراسات التي أجريت على الحيوانات المصممة لنمذجة العمل بنظام الورديات، كما تم عرض التأثيرات المضادة للاكتئاب لـ TREعلى البشر.

ولهذا فإن تناول الطعام بانتظام مفيد أيضاً في تقليل مخاطر المشكلات الصحية مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.



إيقاعات الساعة البيولوجية في عالم 24 ساعة

نحن نعيش في عالم يعمل على مدار 24 ساعة مليء بالضوء الصناعي والوصول إلى الطعام على مدار الساعة، وهذا يجعل آثار اضطراب نظم الأكل على الصحة العقلية موضوعاً مهماً في الحياة العصرية، نظراً لأن المزيد من الأبحاث توفر بيانات لتقييم إيقاعات الأكل لدى الأفراد الذين يعانون اضطرابات المزاج، فإن دمج علاج إيقاع الأكل في الرعاية السريرية يمكن أن يحسن بشكل كبير نوعية حياة المريض.