الرغبة في فقدان الوزن قد تدفع الكثير من الأشخاص إلى تجربة كثير من الأمور، خاصة إن كانوا يبحثون عن نزول الوزن سريعاً، لهذا تحظى بعض أنواع الأدوية بشعبية كبيرة، حيث تساعد في عملية فقدان الوزن.
ومن بين هذه الأدوية، حقن تُعرف باسم «ساكسيندا و أوزمبك» وغيرها، حيث شهدت شعبية كبيرة في الفترة الأخيرة بين الفتيات، خاصة بعد ملاحظة فقدان بعض كيلو غرامات من الوزن بعد حقنها في الجسم، ولكن تكمن الخطورة في الأمر أن هذه الحقن يتم تناولها دون استشارة الطبيب.
وفي هذا الصدد، تحدث لـ«الرؤية» د. عادل ممدوح طبيب باطنة وسوء امتصاص الطعام، عن آلية عمل مثل هذه الحقن، وخطورة استخدامها دون استشارة الطبيب.
آلية العمل
أوضح دكتور عادل ممدوح أن آلية عمل هذه الحقن تعتمد على أمرين، الأوّل هو تقليل مستوى السكر في الجسم بطريقة غير مباشرة، على عكس الأنسولين الذي يعمل على تقليل السكر في الجسم بطريقة مباشرة، حيث تحفز هذه الحقن خلايا البيتا في البنكرياس بإنتاج الأنسولين، وبالتالي يساعد على تأخير تفريغ المعدة من محتوياتها «الطعام الذي تم هضمه»، وتباعاً لن يتم إفراز مادة الجلوكاجون «هرمون تفرزه خلايا ألفا الموجودة في البنكرياس، ووظيفته عكس وظيفة الإنسولين حيث يعمل على رفع السكر بالدم عن طريق تكسير السكريات المخزنة في الكبد»، وبناء على ذلك يحدث الأمر التالي، وهو التحكم في المستقبلات في الدماغ والتحكم في الشهية.
ولهذا تعمل هذه الحقن على حرق الدهون بشكل جيد، وتقليل الإحساس بالجوع، ومن هنا ينحفض الوزن تدريجياً.
هل هذه الحقن كافية بمفردها من أجل عملية فقدان الوزن؟
أشار دكتور عادل ممدوح إلى أن حقن التخسيس الشهيرة ليست كافية بمفردها من أجل فقدان الوزن، بل يجب اتباع نظام غذائي صحي ومنخفض السعرات الحرارية، وتنظيم مواعيد تناول الوجبات، حيث يتم تناول 3 وجبات رئيسية في اليوم، وسناكس خفيفة بينهما، من أجل الحصول على نتيجة مرغوبة، والحفاظ على مستوى السكر طبيعي في الجسم.
هل يمكن تناول حقن التخسيس الشهيرة دون استشارة الطبيب؟
حذر دكتور عادل ممدوح من اعتماد هذه الحقن دون استشارة الطبيب، خاصة أنه يجب حقنها في الجسم بجرعات منتظمة ومحددة، مشيراً إلى أن جرعات ساكسيندا على سبيل المثال تبدأ من 6 إلى 3 ميللغرام، ويتم حقنها تحت الجلد في البطن أو الذراع مثل حقن الأنسولين، ويتم حفظها في الثلاجة.
أعراض جانبية على المستوى القريب والبعيد
أكد دكتور عادل ممدوح أن لهذه الحقن بعض الأعراض الجانبية على المستوى القريب والبعيد، فعلى المستوى القريب يمكن أن يحدث وجع في البطن أو شعور بعدم الراحة، وكذلك من الممكن أن تتسبب في بعض المشاكل بالكلى والكبد، والإحساس بالدوخة والصداع والعصبية، كما من الممكن أن يشعر الشخص بدرجة معينة من الاكتئاب.
وعلى المستوى البعيد، أشار د.عادل إلى أنه قد يستبعد حدوث هذه الأعراض الجانبية على المستوى البعيد، لكن ذلك لا ينفي حدوثها، خاصة في حالة الإفراط في سوء استخدامها أو اعتمادها بشكل خاطئ، حيث من الممكن أن تتسب تلك الحقن في الإصابة بسرطان بالغدّة الدرقية، والفشل الكلوي، ولهذا لا ينصح دائما بتناول هذه الحقن.
هؤلاء الأشخاص ممنوعون من اعتماد هذا النوع من الحقن
أوضح طبيب الباطنة وسوء امتصاص الطعام د.عادل ممدوح أن الأشخاص الذين لديهم مشاكل في الغدة الدرقية، وفشل كلوي، ومشاكل بالكبد، وكذلك مشاكل بعضلات القلب، والنساء في فترة الحمل والرضاعة، ومرضى السكر من النوع الأول، والشباب دون 18 سنة، ومن هم أكبر من 70 سنة.