الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

جراح تجميل يخبركِ كل ما تريدين معرفته عن عمليات ترميم الثدي

جراح تجميل يخبركِ كل ما تريدين معرفته عن عمليات ترميم الثدي

عمليات ترميم الثدي

ما زال العالم يحتفل بأكتوبر الوردي، من أجل التوعية بمرض سرطان الثدي، للوقاية من هذا المرض الخطير وتجنب الإصابة به، فضلاً عن تقديم يد المساعدة للمصابات بسرطان الثدي.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالناجيات أيضاً من هذا المرض، لهن كل الدعم، تحديداً من خضعن لعمليات استئصال الثدي بمختلف أنواعها، ولهذا كان لـ«الرؤية» هذا الحوار مع د. ميسرة يحيى الأحمدي أخصائي جراحة التجميل، ليخبرنا الكثير من التفاصيل عن جراحات ترميم الثدي.





نوعان أساسيان لعمليات ترميم الثدي

أوضح د. ميسرة الأحمدي أن هناك نوعين أساسيين لعمليات ترميم الثدي، سواء بعد الاستئصال الكامل أو الجزئي، أو استئصال الكتلة lumpectomy، إذ إن النوع الأول يتم خلال عملية استئصال الورم، حيث يتواجد أطباء التجميل بجانب أطباء الأورام لعمل الجراحة التجميلية لترميم الثدي مباشرة بعد استئصاله، وتُعرف باسم Immediate Reconstruction، بينما النوع الثاني هو أن تتم العملية بعد استئصال الورم بمدة زمنية Delayed Reconstruction، حيث تختار السيّدة بعد التعافي القيام بجراحة التجميل.

ما الذي يحدد النوع الأمثل للقيام بتجميل الثدي: مباشرةً بعد استئصال الورم أو بعد مدة زمنية؟

يتم تحديد نوع عملية ترميم الثدي سواء أثناء استئصال الورم، أو بعد ذلك، حسب عدة أمور، أهمها هو إن كانت المريضة ستخضع للعلاج الإشعاعي أم لا، حيث يؤثر العلاج الإشعاعي على الناتج التجميلي من عمليات ترميم الثدي لذا يفضل تأجيلها بعد إنهاء العلاج تماماً، بالإضافة إلى رغبة المريضة، فهناك الكثير من السيّدات اللاتي يرغبن بعمل الترميم بعد فترة من استئصال الورم أو العكس.

حالات لا يتم فيها عمل تجميل الثدي الفوري Immediate Reconstruction

وأوضح د. ميسرة أنه في حالة إصابة المريضة بما يعرف بـ inflammatory breast cancer أو أورام الثدي الالتهابية، يتم استئصال الثدي مع جزء كبير من الجلد بسبب الالتهابات الناتجة عن الإصابة بهذا النوع من الورم، ما يجعل إمكانية عمل ترميم فوري للثدي Immediate Reconstruction بعد استئصال الورم مباشرةً أمراً صعباً، ويتم اعتماد النوع الثاني من جراحات ترميم الثدي Delayed Reconstruction أي بعد استئصال الورم وتعافي المريضة بشكل كامل، والانتظار حتى تلتئم الجروح.





أنواع عمليات ترميم الثدي



أضاف د. ميسرة، أنه خلال عمليات ترميم الثدي يتم عمل نوعين من الجراحات لإعادة بناء الثدي، الأوّل يكون عبارة عن وضع حشوة سيليكون Silicone implant ويتم اعتماده في حالة وجود كمية كافية من الجلد بعد الاستئصال، أو رغبة المريضة في اعتماد السيلكون.

أما النوع الآخر فيكون عبارة عن عمل شريحة عضلية جلدية Flap Reconstruction، وتتم عن طريق أخذ أجزاء من العضل والجلد (متصلة أو حرة) ويتم نقلها لمنطقة الثدي بعد استئصاله.

وعادةً ما يتم اختيار أي من النوعين حسب رغبة المريضة، وكذلك حسب نوع وطبيعة الجلد، فإذا كان الجلد لا يتحمل عملية نقل الشريحة العضلية الجلدية، يتم اختيار حشوات السيليكون.

الأسس التي تحدد اختيار الوقت الأمثل لعملية ترميم الثدي

أشار د. الأحمدي إلى أن التوقيت يتحدد بعدّة أمور، أهمها هو هل ستحتاج المريضة إلى عمل علاج إشعاعي بعد استئصال الثدي أم لا، لأنه في حالة احتاجت المريضة لذلك، فسوف يؤثر الإشعاع على التئام الجروح، وقد يؤدي لمضاعفات غير مرغوب فيها سواء مع الشريحة العضلية الجلدية Flap Reconstruction، أو مع حشوات السيليكون Silicone implants التي يتم وضعها أثناء عملية التجميل، لهذا لا يُحبذ إجراء أي جراحات تجميلية قبل الانتهاء من العلاج بكل مراحله.

مزايا وعيوب عمليات Silicone implants

يتميز هذا النوع من عمليات ترميم الثدي أن فترة النقاهة فيه تكون أقل، وملمس السيليكون يشبه إلى حد كبير ملمس الثدي الطبيعي، ما يمنح المرأة إحساساً بأنها استرجعت الشكل الطبيعي للثدي مرة أخرى، كذلك لا يتم عمل غرز جراحية كثيرة بتلك العملية.

أما العيوب، فعادةً ما لا يناسب السيّدات اللاتي يفتقدن للجلد الكافي للتغطية بعد استخدام ممددات الأنسجة Tissue expanders، واللاتي لديهن حجم ثدي كبير، ففي حالة استئصال جانب واحد فقط، يجب تصغير الجانب الآخر بنفس الحجم، حيث لا يتوفر السيليكون بأحجام كبيرة جداً.

وعلى الرغم من أن السيليكون يعيش لفترة لا تقل عن 15 عاماً، إلا أنه يحتاج لمتابعة دورية بالرنين المغناطيسي للتأكد من عدم حدوث تسريب، كما أن السيدة قد تحتاج لتغيير الحشوة بعد مرور فترة زمنية طويلة خشية التعرض للمضاعفات.





مزايا وعيوب Autologus Flap Reconstruction

يتميز هذا النوع من العمليات بأنه يدوم لوقت أطول، فإذا تمت الجراحة التجميلية بنجاح، فستدوم النتيجة طوال العمر، ولن تحتاج لمتابعة بالأشعة كما يجب في عمليات السيلكون.

أما بالنسبة للعيوب، فالجراحة تستغرق وقتاً أطول من عملية حشوات السيليكون، وتحتاج لفترة نقاهة أطول، وكذلك تحتاج لمتابعة بعد العملية بشكل أكبر، كما أن هذا النوع من العمليات لا يتناسب مع المدخنات، أو من سبق لهن القيام بعمليات جراحية في المنطقة التي سيتم سحب الشرائح الجلدية العضلية منها، وكذلك مريضات السكري، والسمنة.





مخاطر عمليات تجميل الثدي

أوضح د. ميسرة الأحمدي، أنه مثل كل الجراحات، تتمثل المخاطر عادةً في مضاعفات التخدير الكلي، والتي قد تحدث بنسبة ضئيلة، ومخاطر أخرى تتعلق بالإصابة بالعدوى للجرح، أو نزيف ما يتسبب في حدوث تجمع دموي، أو سيروما أي تجمع سائل شفاف تحت الجلد، وكل هذه المخاطر شائعة بشكل عام في أنواع العمليات المختلفة، ومن ضمنها عمليات التجميل.

وبالنسبة لعمليات السيلكون Silicone implant، فهناك بعض المخاطر الوارد حدوثها، كأن تحدث انقباضات بالكبسول المخصص لحشوة السيليكون داخل الصدر ما يعطي شعوراً بعدم الراحة والثقل، وقد تهاجم مناعة الجسم السيليكون، عن طريق تكوين نوع من الأورام السرطانية Breast Implant-Associated Anaplastic Large Cell Lymphoma (BIA-ALCL)، وكذلك قد تُصاب المريضة بمتلازمة Breast Implant Illness (BII)، والتي تتسم بشعور بالإرهاق العام، ومشاكل في التركيز، آلام بالمفاصل، وطفح جلدي.

هل السن عامل مهم في اختيار نوع عملية ترميم الثدي؟

أوضح د. ميسرة الأحمدي أخصائي جراحة التجميل، أنه كلما كانت المريضة أصغر سناً كلما كانت الخيارات المتاحة أفضل بالنسبة لها، حيث إن اكتشاف الورم في مراحله المبكرة يجعل الاستئصال مقتصراً على الورم دون استئصال للثدي جزئياً أو كلياً، بالإضافة إلى أن جودة الحالة الصحيّة للمريضة نظراً لصغر سنها تساهم في زيادة نسب نجاح الجراحة وتقلل من نسب التعرض لمضاعفات ما بعد العملية.

وفي نهاية الحوار، قدّم د. ميسرة الأحمدي أخصائي جراحة التجميل التحية لكل السيّدات المصابات والناجيات من هذا المرض العنيف، كونه يستهدف منطقة حساسة جداً بالنسبة للسيدات، وقد يؤثر بشكل قوي على حياتهن بشكل عام، وجراحات تجميل أو ترميم الثدي تعتبر بمثابة هدية بسيطة جداً لهن بعد رحلة شاقة لمحاربة هذا المرض.