الخميس - 05 ديسمبر 2024
الخميس - 05 ديسمبر 2024

من بينها ممارسة الرياضة وتناول فيتامين «د».. نصائح تُخلصك من اكتئاب الخريف

مع اقتراب فصل الخريف تتحول الحالة المزاجية للبعض كما التحول الذي يحدث في الفصول تماماً، وخصوصاً في فصل الخريف الذي يكون فيها الأشخاص أكثر عُرضة للاكتئاب، ويُعتبر اكتئاب الخريف نوعاً من أنواع الاضطرابات العاطفية الموسمية والمعروف أيضاً باسم SAD ، وعادة ما يكون اكتئاباً مؤقتاً يحدث مع التغيرات الموسمية.

ولاكتئاب الخريف أعراض مشابهة للاكتئاب الشديد مثل انخفاض الطاقة والانسحاب الاجتماعي وفرط النوم والتعب المفرط والخمول ويحدث ذلك بسبب مجموعة من التغييرات الفسيولوجية المُتعلقة بخلايا المخ والمُرتبطة بكمية ضوء الشمس، وبحسب الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي فإن اكتئاب الخريف لا يُصيب الأشخاص أقل من 20 عاماً وتقل نسبة الإصابة به بين كبار السن فوق 50 عاماً، كما أنه أكثر شيوعاً بين النساء مقارنة بالرجال، ويتم تشخيصه بالكشف السريري وبعض الاختبارات النفسية.



وحدد هندي عدداً من العوامل المُتسببة في حدوث اكتئاب الخريف، منها التاريخ الاكتئابي السابق للشخص خصوصاً من أُصيبوا قبل ذلك بالاضطراب الثنائي القطب، ومدى قرب أو بعد شخص ما من خط الاستواء، ونقص تعرض الجسم للشمس، ونقص فيتامين دال.



ويلفت هندي في حديثه مع «الرؤية» إلى أن هذا النوع من الاضطراب النفسي هو بمثابة استجابة طبيعية للجسم لتغير الطقس، الذي تنخفض درجة الحرارة بعد انتهاء فصل الصيف، وتتقلص كمية ضوء النهار، ولذا فمن المنطقي «السبات» أو الانسحاب لفترة من الوقت للراحة.

ويتابع «يُعتقد أن قلة ضوء الشمس والدفء بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بعيداً عن خط الاستواء، على سبيل المثال يؤدي في الواقع إلى إبطاء بعض وظائف الجسم، مثل إنتاج السيروتونين «هرمون السعادة»، وامتصاص فيتامين د، ويمكن أن يؤثر طول ساعات الليل على إنتاج الميلاتونين لدى بعض الأشخاص، ما يجعلهم ينامون لساعات أطول».

ويُضيف «من أعراضه المزاج السيء وفقد المُتعة بالقيام بنشاطات مُحببة له سابقاً، وسريع الانفعال والشعور بالحزن وفقدان الطاقة، ويتنامى الشعور بعدم القيمة، وتناول النشويات والمواد الكربوهيدراتية والحلويات، وثقل في الذراعين والقدمين، مشكلات اجتماعية، وقد تراوده الأفكار الانتحارية في تلك الفترة أيضاً، والإرهاق الدائم وضعف القدرة على التركيز».

العلاج



يمكن ربط أحد أسباب اكتئاب الخريف بنقص ضوء الشمس، حيث تُصبح الأيام أقصر وتغرب الشمس مُبكراً، وبالتالي يُصبح الليل أطول لذا فالحصول على الشمس أثناء النهار أمر مهم للغاية لتعزيز فيتامين دال داخل الجسم، كأحد آليات العلاج المُهمة للحفاظ على حيوية الجسم ونشاطه.



ويُعدد استشاري الطب النفسي آليات أخرى لمقاومة أو علاج اكتئاب الخريف ومنها، تغيير وكسر روتين الحياة اليومي بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة كل يوم، لمُساعدة نفسك على الشعور بمزيد من النشاط.

ويشرح أنه عادة ما ينتج اكتئاب الخريف نتيجة ارتفاع الأفكار السلبية أو الشعور باليأس نتيجة مخزون ذكريات سابق حول شهر الخريف، أو الشعور بأعراض جسدية كالحساسية الناشئة من تغيير الفصول.

ويوضح «بعض أسباب هذا القلق قد تكون بسبب بدء عام دراسي جديد المُرتبط بذكريات الاستيقاظ في وقت باكر، أو الندم المُحتمل لعدم تحقيق الأهداف المرجوة خلال الصيف».

وينصح هندي بالاستيقاظ أيضاً مبكراً للاستمتاع بأشعة الشمس في الصباح والنوم في وقت مُبكر، مع تغيير النظام الغذائي وإضافة الخضراوات والفواكه إلى الطعام، مع بعض المُكملات الغذائية التي توصف بمعرفة الطبيب، وزيادة النشاط الاجتماعي بالخروج للأماكن المفتوحة ذات التهوية والإضاءة الجيدة.

كما أن هناك وسائل أخرى رشحها هندي لعلاج الاكتئاب الموسمي بالإضافة لذلك ومنها «العلاج بالموسيقى أيضاً والتمرن على التأمل والاسترخاء من ضمن الوسائل الفعالة للعلاج، وأخيراً قد نضطر إلى العلاج السلوكي أو العلاج بالأدوية كمرحلة أخيرة بعد الفحص السريري والتأكد من أن الاكتئاب ناتج عن تغير الفصول».