أصدرت وزارة الصحة والسكان في مصر بياناً حذرت فيه من استخدام السجائر الإلكترونية لما لها من آثار سلبية تؤدي إلى نفس المخاطر الصحية التي تؤدي إليها السجائر العادية لما تحويه من نيكوتين ومواد سامة تضر المُدخنين ومُخالطيهم.
وأوضحت الصحة المصرية أن السيجارة تخنق الرئتين وباقي أجهزة الجسم كما تمنع عنها الأكسجين اللازم لنمو وظائفها على النحو السليم، وهو ما يضر بصحة الرئتين ويزيد من احتمالية الإصابة بمضاعفات فيروس «كورونا».
بيان الصحة المصرية ليس ببعيد عن تحذيرات عالمية أطلقتها منظمة الصحة العالمية تُظهر مدى أضرار استخدام السجائر الإلكترونية، والتي دقت ناقوس الخطر فيما يخص استخدامها من أخطار على الرئة والشعب الهوائية، وأن ادعاءات بعض الشركات بأنها تُساعد على الإقلاع عن التدخين وهم كبير لما تؤديه من أضرار عدة منها الإجهاد التأكسدي ويعني حدوث خلل بين العوامل المُؤكسدة والعوامل المضادة للتأكسد، يحدث هذا الخلل من خلال زيادة العوامل المؤكسدة، بما يؤدي إلى جعل الأشخاص أكثر عرضة للأمراض والالتهابات المختلفة.
وتوفر أجهزة التدخين الإلكتروني النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى، جنباً إلى جنب مع النكهات المختلفة، في شكل بخار بدلاً من الدخان، وهو ما يؤدي إلى تلف الحمض النووي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض الرئة بحسب الدكتور وائل صفوت استشاري الباطنة وعلاج التدخين.
ويقول استشاري علاج التدخين في حديثه مع الرؤية إن 96% من مُستخدمي السجائر الإلكترونية لا يقلعون عن التدخين وهو ما يُخالف ادعاء شركات تصنيعها.
ويُضيف «تدعي شركات إنتاج السجائر الإلكترونية أنه طالما لا يوجد حرق للتبغ فإن عواقبها الصحية قليلة، لكن بالعكس من ذلك فإن النيكوتين يكون متواجداً بنسب متفاوتة وهي مادة قابضة للأوعية الدموية وتؤثر على الجهاز العصبي والشرايين الطرفية وتؤدي إلى زيادة مُشكلات القلب، أما المادة الزيتية التي تحويها برغم أنها نباتية كما يدعون إلا أنها تلتصق على الشرايين وعلى الشعب الهوائية وتُسبب نوعاً غريباً من الالتهاب لأول مرة نرصده ولا يحدث حتى بالتدخين العادي، كما تؤدي السجائر الإلكترونية أيضاً لحدوث الجلطات الناتجة عن وجود مواد أخرى في تكوين تلك السجائر وهي تلك المواد التي يتم إضافتها لإضفاء نكهات معينة في السجائر وهي شديدة الخطورة».
وتعمل السجائر الإلكترونية عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين ليتحول إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المُدخن بدلاً من حرقه كما يتم في استخدام السجائر بشكلها العادي.
ويتابع «التدخين أو الحرق باستخدام التسخين أو البطارية المُستخدمة في تصنيع السجائر تحوي مواد مسرطنة كالزرنيخ، ولذا تحدث مشكلات صحية كبيرة مع سوء استخدام السخان وهو ما يتسبب في امتصاص الرئتين كمية كبيرة من مواد كيميائية مُسببة للسرطان إذ تحتوي على مواد سامة وخطيرة مثل «الألدهيدات» و«الفورمالديهايد» وهي مكونات تُسبب السرطان، إضافة إلى أن التبغ والقطران اللذين يمنحان المدخنين طعم النيكوتين لهما آثار خطيرة على الصحة ممتدة إلى الدم فهما سامتان وتتسببان في الموت أيضاً».
وشدد صفوت على أن خطورة السجائر الإلكترونية تكمن أيضاً في استخدامها من جانب المراهقين والشباب على اعتبار أنها «روشنة» وتعطي بُعداً اجتماعياً لمُستخدميها إلى جانب أن عدم وجود رائحة أثناء استخدامها يُساعد المراهقين على إخفاء أمر تدخينهم عن ذويهم، وطالب بضرورة وجود وقفة عربية لمنعها بشكل تام كما هو متبع في كثير من دول العالم حفاظاً على الصحة العامة.