اليوم العالمي للسرطان الموافق 4 فبراير من كل عام، تتحد فيه العديد من المنظمات لمكافحة السرطان، من أجل نشر الوعي والثقافة، حول مخاطر هذا المرض الخبيث، إذ يعتبر مرض السرطان واحداً من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم، وهو أيضاً أحد أكثر أسباب الوفاة على الصعيد العالمي.
وقد أوضحت منظمة الصحة العالمية من خلال المكتب الإقليمي للشرق الأوسط، أن السرطان يحتل المرتبة الرابعة ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا المعدل في العقدين القادمين، ليرتفع من نحو 676500 حالة جديدة في عام 2018 إلى حوالي 1.35 مليون حالة في عام 2040. وهذا يُعَدُّ أعلى زيادة نسبية بين جميع الأقاليم.
ومع ذلك، تظل المنظمة تبذل جهودها من أجل التوعية بمخاطر هذا المرض، وأيضاً بتوعية الحكومات من أجل الحفاظ على صحة الشعوب.
وفي هذا الصدد وفي يوم السرطان العالمي 2021، تحدثت لـ«الرؤية» للأستاذ دكتور رباب محمد جعفر أستاذ طب الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة، عن مرضى السرطان وكورونا، وكيفية الوقاية من هذا المرض، وغيرها من الأمور التي تتعلق بهذا المرض.
مرضى السرطان وكورونا
أوضحت الدكتورة رباب جعفر، أن مرضى السرطان أكثر عرضة للإصابة بكورونا من غيرهم، لأن السرطان يُصيب جهاز المناعة للجسم خاصة إذا كان المريض في رحلة العلاج ويأخذ أنواعاً مختلفة من الأدوية الكيميائية، ولهذا يجب الانتباه جيداً لمرضى السرطان في ظل أزمة كورونا، ولا يمكن التعامل معهم كبقية الأشخاص، على عكس المتعافين، إذ من الممكن أن نعتبرهم أفضل حالاً ممن يمرون بمرحلة العلاج.
أكثر أنواع السرطان انتشاراً في الوطن العربي
أشارت أستاذ طب الأورام، إلى أن سرطان الرئة يعتبر هو أكثر أنواع مرض السرطان انتشاراً، وذلك يعود إلى التدخين الذي يرتفع بنسبة كبيرة في الوطن العربي، بالإضافة إلى التلوث البيئي.
كذلك يعد سرطان الكبد هو الآخر من أشهر الأنواع انتشاراً، تحديداً في دول عربية مثل مصر، والتي يرتفع فيها انتشار فيروس سي (التهاب الكبد الوبائي)، نتيجة التلوث والعادات الصحية الخاطئة.
كما ارتفعت أيضاً نسبة سرطان الثدي في الوطن العربي، وتعود أيضاً للأسباب نفسها المتعلقة بالتلوث البيئي، والممارسات الصحية الخاطئة كالتي تتعلق بالأكل غير الصحي، والرضاعة الطبيعية وغيرها.
أكثر العوامل تجعل الجسم عرضة للإصابة بأمراض السرطان
يعتبر التدخين واحداً من أقوى العوامل التي تتسبب في الإصابة بأمراض السرطان، وليس فقط سرطان الرئة، فإصابة الجهاز التنفسي بمشاكل جسيمة، من شأنها أن تؤثر في باقي الوظائف الحيوية في الجسم، وتصيب الجهاز المناعي للإنسان، ولهذا يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بأمراض السرطان المختلفة.
وأضافت دكتورة رباب جعفر، أن السمنة تعد واحدة من العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في إصابة جسم الإنسان بمرض السرطان، مثل سرطان الرئة وسرطان القولون، وسرطان البروستاتا، لأنها تصيب أيضاً الجهاز المناعي، وتؤثر في الصحة بشكل عام، وتعيق كذلك الحركة التي تنشط خلايا الجسم، وتعمل على تصلب الشرايين.
كذلك، يعتبر التلوث البيئي واحداً من العوامل الأخرى التي تجعل الشعوب أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان الرئة، وسرطان الثدي.
ولهذا نصحت الدكتورة رباب جعفر، بضرورة الاهتمام بالأنشطة الرياضية المختلفة والتوعية بها، مع تناول الطعام الصحي من خضراوات وفاكهة، والحرص على تناول الفيتامينات المناسبة حسب احتياج كل شخص.
هذه هي أكثر الفئات العمرية عرضة للإصابة بالسرطان
أوضحت رباب جعفر أستاذ طب الأورام بالمعهد القومي للأورام، أن الأشخاص الكبار في السن هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض اللعين، بسبب ضعف جهاز المناعة مع التقدم في العمر، ولكن لا يعني ذلك أن الأصغر سناً غير معرضين للإصابة بالسرطان.