أصبح الآن نقص فيتامين د، مشكلة صحية عامة وعالمية، تؤثر على ملايين البشر في جميع أنحاء العالم، وذلك لأنه واحد من أهم الفيتامينات في جسم الإنسان.
تعتبر الفيتامينات من العناصر الغذائية الأساسية، إما لأن جسمك لا يستطيع صنعها أو أنها مصنوعة بكميات غير كافية لمنع العواقب الصحية السلبية أو الأمراض، لذلك من الضروري أن تزود جسمك بالفيتامينات عن طريق الطعام أو المكملات، وتم اكتشاف أن فيتامين د ضروري لعلاج عدة أعراض.
ما هو فيتامين د؟
فيتامين د هو واحد من 4 فيتامينات تذوب في الدهون (أ، د، هـ، ك)، يوجد نوعان من فيتامين د، D2 وD3 يأتي فيتامين D2 من الأطعمة المدعمة والأطعمة النباتية والمكملات التي لا تستلزم وصفة طبية، بينما يأتي فيتامين D3 من الأطعمة المدعمة والحيوانية (الأسماك الدهنية وزيت كبد السمك والبيض والكبد)، والمكملات الغذائية، ويمكن صنعه داخلياً عندما تتعرض بشرتك للأشعة فوق البنفسجية من الشمس.
العواقب الصحية لنقص فيتامين د، تتجاوز مرض الكساح عند الأطفال، وعلى عكس الفيتامينات الأخرى يمكن أن يصنعه جسمك عند تعرضه لأشعة الشمس، وبسبب قضاء وقت أقل في الهواء الطلق، لزيادة ساعات العمل أو لأي سبب، بدأت مستويات فيتامين (د) في الانخفاض دون أن يدركها معظم المصابين.
ركز الباحثون على عواقب نقص فيتامين (د) ووجدوا عدداً مقلقاً من المشكلات الصحية غير الإصابة بمرض الكساح، وتشمل هذه الأمراض العظمية مثل (مرض هشاشة العظام، وبعض أنواع السرطان، أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض المناعة الذاتية، والالتهابات، أمراض التهابات الأمعاء، الاضطرابات النفسية، والاضطرابات المعرفية، والسمنة، وأحياناً تصل إلى الوفاة).
أعراض نقص فيتامين د
بعد ظهور أعراض متشابهة على العديد من الأشخاص في أماكن متفرقة، أجريت مجموعة من الأبحاث، لتكشف عن أن هذه الأعراض التي يتم ذكرها في السطور التالية، ناتجة عن نقص فيتامين د، والذي أخذ في الظهور بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ومن أبرز أعراض نقص فيتامين د ما يلي:
- التصلب المتعدد
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- الاضطرابات المعرفية
لذلك تم الربط بين نقص فيتامين د والاضطرابات المعرفية لدى المصابين به، ولهذا ينصح الأشخاص الذين يعانون من أعراض مشابهة، إجراء تحليل نقص فيتامين د.
4. أمراض القلب والأوعية الدموية
يرتبط نقص فيتامين د بزيادة ارتفاع ضغط الدم، وفرط شحميات الدم، وأمراض الأوعية الدموية الطرفية، ومرض الشريان التاجي، واحتشاء عضلة القلب، وقصور القلب، والسكتة الدماغية، وقد تكون التأثيرات المضادة للالتهابات لفيتامين د هي السبب في ذلك.
5. مرض التهاب الأمعاء
نقص فيتامين د، يؤدي إلى الإصابة بمرض التهاب الأمعاء ومشاكل في امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح في الجهاز الهضمي، ولذلك يكون هناك خطر لنقص التغذية.
6. السمنة
وجدت دراسة شملت أكثر من 500 بالغ أن نقص فيتامين د مرتبط بزيادة كتلة الدهون، ولكن فقط مع الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع هرمون الغدة الجار درقية، ما يشير إلى أن السبب قد يكمن في التحكم في هذا المستوى.
7. مرض الهيكل العظمي
يعزز فيتامين د امتصاص الكالسيوم الغذائي بنسبة 30 إلى 40% والفوسفور بنسبة 80%، بدونها يتم امتصاص 10 إلى 15% فقط من الكالسيوم و60% من الفوسفور.
يعزز فيتامين د امتصاص الكالسيوم في الأمعاء ويحافظ على مستويات الكالسيوم في الدم لتمكين العظام بشكل طبيعي ومنع انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم بشكل غير طبيعي والذي يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى التكزز.
يؤدي نقص فيتامين د، إلى فرط نشاط جارات الدرق الثانوي الذي يسبب زيادة في فقدان العظام، وهشاشة العظام، وزيادة مخاطر الكسور، بالإضافة إلى ذلك ارتفاعات معتدلة من الهرمونات الدرقية التي قد تعزيز مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وتضخم البطين الأيسر.
8. التعب والإرهاق
واحد من أشهر أعراض الإصابة بنقص فيتامين د، هي الشعور بالتعب والإرهاق المستمر والصداع المزمن، وذلك بسبب انخفاض مستوى الفيتامين في الدم، لذلك ينصح بتناول المكملات الغذائية والاعتماد على المصادر الطبيعية لفيتامين د.
9. الاكتئاب
المزاج المكتئب والمتقلب أيضاً علامة على نقص فيتامين د، لأن هناك علاقة بين انخفاض مستويات الدم والاكتئاب، ولهذا ينصح الأطباء، مرضى الاكتئاب والتقلبات المزاجية، بتناول جرعات للمكملات خاصة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الموسمي خلال الأشهر الباردة.
10. تساقط الشعر
الإجهاد والإرهاق واحد من أسباب تساقط الشعر، وهذا من أشهر الأعراض لنقص فيتامين د في الجسم، كما أن داء الثعلبة هو مرض من أمراض المناعة الذاتية يتميز بتساقط الشعر الشديد من الرأس وأجزاء أخرى من الجسم، يرتبط بالكساح وهو مرض يسبب ليونة العظام عند الأطفال بسبب نقص فيتامين د.
قد تؤثر العديد من الأطعمة والعناصر الغذائية الأخرى على صحة الشعر، فإذا كنت تعاني تساقط الشعر، فقد تحتاج إلى تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د لنمو الشعر.
مصادر فيتامين د
هناك أكثر من مصدر للحصول على فيتامين د ومنها:
1. المكملات
قد يحتاج بعض الأشخاص إلى تناول مكملات غذائية، ولكن من الأفضل التحدث إلى الطبيب قبل القيام بذلك، حيث يمكن أن يكون للبعض آثار ضارة، سيقدم الطبيب أيضاً المشورة بشأن الجرعة المناسبة.
2. مصادر الأطعمة من فيتامين د:
- الأسماك الزيتية مثل الماكريل أو السلمون
- لحم كبد البقر
- الجبن
- الفطر
- صفار البيض
3. التعرض لأشعة الشمس الطبيعية
ضوء الشمس ضروري ومهم لتعزيز فيتامين د في جسم الإنسان، ورغم ذلك فإن التعرض بشكل خاطئ وغير مناسب لأشعة الشمس، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، لذلك يجب على الشخص التعرض للشمس في الساعات المبكرة من اليوم قبل الساعة 11 صباحاً بشكل يومي، وذلك من دون وضع أي واقيات للشمس، لتجنب حجب الأشعة المفيدة من الوصول للجسم، والاستفادة القصوى من الشمس، إذ يمكنك أخذ حمام شمس من الساعة الثامنة حتى العاشرة صباحاً.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية، فيجب أن يستشيروا الطبيب قبل التعرض لأشعة الشمس، حتى يتجنبوا التأثيرات الضارة على الجلد، من أشعة الشمس فوق البنفسجية.
حبوب فيتامين د
حبوب فيتامين د هي مكملات غذائية تساعد الجسم على بناء الفيتامين، في حالة عدم حصوله من المصادر الطبيعية على المقدار اليومي الكافي، تصنع حبوب فيتامين د من مركبين ديهيدروكوليسترول 7 وهذا متواجد في دهون الحيوانات، أما المركب الثاني أيرجيسترول فهو متواجد في النباتات، وتعمل أشعة الشمس على تحول هذين المركبين إلى الكوليكالسيفيرول والذي يعرف باسم فيتامين د، والأورجيسترول يعرف بفيتامين د2، ثم يتم تحويلهما إلى فيتامين د النشط في الكبد والكلى.
تستعمل حبوب فيتامين د في العديد من الحالات ومنها:
- الحالات التي تعاني نقص فيتامين د في الجسم.
- الحالات التي تعاني الكساح.
- الحالات التي تعاني نقص الفوسفات في الدم.
- الحالات التي تعاني نقص الكالسيوم.
- الحالات التي تعاني مشاكل في العظام، ناتج عن نقص فيتامين د في الجسم.
- الحالات التي تعاني تراكم الدهون بسبب نقص فيتامين د.
- الحالات التي تعاني التقلبات المزاجية والاكتئاب الموسمي، بسبب نقص فيتامين د.
- الجرعة المسموحة للأطفال الرضع وحتى 6 أشهر: 10-25 ميكروغرام.
- الجرعة المسموحة للأطفال الرضع من 6- 12 شهر: 10-38 ميكروغرام.
- الجرعة المسموحة للأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات: 15-63 ميكروغرام.
- الجرعة المسموحة للأطفال من عمر 4 سنوات إلى 8 سنوات: 15-75 ميكروغرام.
- الجرعة المسموحة للبالغين حتى عمر الـ50: 100 ميكروغرام.
- الجرعة المسموحة للكبار من عمر 51 حتى سنة 70: 100 ميكروغرام.
- الجرعة المسموحة للكبار من عمر 71 فما فوق: 100 ميكروغرام.
فوائد فيتامين د
هناك العديد من الفوائد لفيتامين د في الجسم ومنها ما يلي:
1. مقاومة الأمراض:
يعمل تواجد فيتامين د في الجسم بالكمية المناسبة للعمر والصحة للشخص، على مقاومة الأمراض والتقليل من فرص الإصابة بأمراض التصلب والقلب والسرطان وحتى الإنفلونزا.
2. محاربة الاكتئاب
تناول فيتامين د بصورة يومية بالجرعات المسموح بها للشخص، يلعب دوراً مهماً في تحسين الحالة المزاجية والوقاية من الاكتئاب الموسمي والذي عادة يكون مرتبطاً بنقص فيتامين د في الجسم، ففي إحدى الدراسات أوضح العلماء أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب الذين تلقوا مكملات فيتامين د، قد اختبروا تحسناً في حالتهم.
3. القليل من خطر الإصابة بمرض السكري
من مضاعفات نقص فيتامين د في الجسم، الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى ذلك تليف الأعصاب وأمراض القلب وتلف خلايا العين وفقدان البصر والفشل الكلوي.
وأظهرت العديد من الدراسات تحسناً في وظيفة خلايا بيتا ووظائف الأنسولين مع مستويات أعلى من فيتامين د، ووجدت أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين (د) لديهم مخاطر أقل بنسبة 38% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
4. مرونة العظام وتحسين وظيفة العضلات
ليس الكالسيوم فقط هو المهم بالنسبة للعظام، لكن فيتامين د له دور مهم في امتصاص الجسم للكالسيوم والتعامل معه، فهو ضروري لضمان ترسب الكالسيوم بشكل كامل في العظام، ما يجعلها أقوى وأكثر صحة ونشاطاً.
بالإضافة إلى ذلك يعتبر نقص فيتامين د شائعاً نسبياً لدى الرياضيين، ويرتبط بضعف العضلات وضمور خلايا العضلات وخاصة ضمور الألياف العضلية.
5. تعزيز صحة الشعر والجلد
فيتامين د هو مكون أساسي للبشرة والجلد، حيث إنه يساعد على تقليل حب الشباب وتعزيز مرونة الجلد بالإضافة إلى نضارة البشرة والتقليل من ظهور التجاعيد.
تحليل فيتامين د
تعتمد نتائج تحليل فيتامين د على عوامل عدة، من بينها عمرك، وجنسك، وطرق الاختبار المستخدمة، كما يمكن أن تختلف النتائج أيضاً قليلاً من مختبر إلى آخر.
يتم قياس مستويات فيتامين D -وفقاً لمكتب المكملات الغذائية (ODS)- بمستوى مركب الكالسيفيديول في النانومول/ لتر، أو النانوغرام/ مليلتر، يمكن أن تشير النتائج إلى ما يلي:
- نقص حاد في مستويات فيتامين د: إذا كان أقل من 30 نانومول/ لتر، أو 12 نانوغرام / مل.
- نقص محتمل لمستويات فيتامين د: إذا كان بين 30 نانومول/ لتر و50 نانومول / لتر، أو 12 نانوغرام/ مل و20 نانوغرام/ لتر.
- مستويات طبيعية من فيتامين: بين 50 نانومول/ لتر و125 نانومول/ لتر، أو 20 نانوغرام/ مل و50 نانوغرام/ مل.
- مستويات مرتفعة من فيتامين د: أعلى من 125 نانومول/ لتر، أو 50 نانوغرام/ مل.
علاج نقص فيتامين د
تعتمد كمية فيتامين د اللازمة لتصحيح النقص على شدة النقص وظروفك الطبية، وسيؤثر الوقت من العام أيضاً على احتياجاتك.
بجانب تناول المصادر الطبيعية لفيتامين د، لا بد من توافر مكملات غذائية ترفع من مستوى فيتامين د في الجسم، بالإضافة إلى الوقت الذي تتناول فيه الفيتامين، حيث أظهرت الدراسات أنه عند تناوله على معدة فارغة مقابل وجبة تحتوي على دهون، كان هناك معدل امتصاص أكبر لفيتامين د بنسبة 32% في الوجبة المحتوية على دهون، تراوحت هذه النسبة بين 11% -52%.
هناك مكملات غذائية يمكن تناولها يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً، يجب أن يتم ذلك مع إشراف طبي، ويوصى بفحص الدم بعد شهرين إلى 3 أشهر من تناول المكملات للتأكد من أن مستوياتك ترتفع.
المعدل الطبيعي لفيتامين د
اختلف الخبراء عبر السنوات الماضية على نسبة فيتامين د الطبيعية والنسبة المثلى ونسبة نقص هذا الفيتامين.
فقد أقر معهد الطب الجليل (The venerable Institute of Medicine) نسبة فيتامين د الطبيعية بعد دراسة أجراها في عام 2010 ما بين 20 نانوغرام/مليليتر (نانوغرام/مل) وأن أي نسبة أقل من 20 تعبر عن نقص في هذا الفيتامين وأي نسبة أكثر من 20 تعتبر نسبة طبيعية.
في عام 2011 أصدر مجتمع الغدد الصماء (Endocrine society) تقريراً يفيد بأن نسبة فيتامين د الطبيعية تراوح بين 30-60 نانوغرام/مل وأي نسبة ما دون ذلك تعتبر ما دون الطبيعي عند الأطفال والبالغين.
وفي حالة وجود نقص فيتامين د، يحتاج الشخص المصاب إلى تناول مكملات غذائية أو مصادر طبيعية تحتوي على فيتامين د، للمساعدة في زيادتها، والتي تكون كالآتي:
المدخول اليومي الموصى به والمجمع عليه لفيتامين د كالتالي:
- الرضع 0-12 شهر: 400 وحدة عالمية.
- الأطفال من 1- 18 سنة: 600 وحدة عالمية.
- البالغون حتى 70 سنة: 800 وحدة عالمية.
- الحوامل والمرضعات: 600 وحدة عالمية.