الاثنين - 02 ديسمبر 2024
الاثنين - 02 ديسمبر 2024

طفلك يعاني من صعوبات التعلم.. كيف تكتشف الأمر وأفضل طرق العلاج؟

طفلك يعاني من صعوبات التعلم.. كيف تكتشف الأمر وأفضل طرق العلاج؟

صعوبات التعلم.

تعود صعوبات التعلم learning disabilities إلى عوامل وراثية أو بيولوجية عصبية، تأتي من خلال تغير أداء الدماغ بطريقة تؤثر على عملية معرفية واحدة أو أكثر، ويمكن أن تتداخل مشاكل المعالجة في تعلم المهارات الأساسية مثل القراءة أو الكتابة.

كما أنها يمكن أن تتداخل أيضاً مع مهارات المستوى الأعلى مثل التنظيم وتخطيط الوقت والتفكير المجرد والذاكرة طويلة أو قصيرة المدى والانتباه، من المهم أن ندرك أن صعوبات التعلم يمكن أن تؤثر على حياة الفرد ويمكن أن تؤثر على العلاقات مع العائلة والأصدقاء وفي مكان العمل.

الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم عادة ما يتمتعون بذكاء متوسط ​​أو أعلى من المتوسط، غالباً ما يبدو أن هناك فجوة بين الإنجاز المحتمل والفعلي للفرد، هذا هو السبب في الإشارة إلى صعوبات التعلم باسم «الإعاقات الخفية».

أنواع صعوبات التعلم learning disabilities

«صعوبات التعلم» مصطلح شامل يصف عدداً من صعوبات التعلم الأخرى الأكثر تحديداً، مثل عسر القراءة وخلل الكتابة، ابحث عن علامات وأعراض كل منها، بالإضافة إلى استراتيجيات للمساعدة أدناه.

هناك نوعان من صعوبات التعلم، وهما:

صعوبات التعلم النمائية:

هذا النوع، الأطفال يعانون من صعوبات التعلم فيه، وتلك الصعوبات التي تتعلق بعملية النمو في بداية الحياة، من قدرات عقلية إلى صعوبات في فهم وصعوبات الانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير وحل المشكلات.

صعوبات التعلم الأكاديمية:

هذا النوع من الصعوبات نتيجة لصعوبات التعلم النمائية وتشمل صعوبات القراءة والكتابة والحساب.

  • عسر القراءة: حالة يمكن أن تؤثر على طلاقة القراءة والفهم والكتابة والتهجئة والكلام والتذكر، قد يحدث عسر القراءة جنباً إلى جنب مع الحالات الأخرى ذات الصلة ويُعرف أيضاً باسم إعاقة التعلم القائمة على اللغة.
  • عسر الكتابة: قد يجد الفرد المصاب بخلل الكتابة صعوبة في الكتابة بشكل مقروء أو كتابة الكلمات بشكل متسق أو تهجئة أو تكوين أو التفكير أو الكتابة في نفس الوقت أو التخطيط، وعلى وجه التحديد تؤثر هذه الحالة على الكتابة اليدوية والمهارات الحركية الدقيقة الأخرى.
  • عسر الحساب: قد يكون لهذه الحالة تأثير على قدرة المرء على تطوير مهارات الرياضيات وفهم الأرقام وتعلم الحقائق القائمة على الرياضيات، وقد يكون من الصعب على الأفراد الذين يعانون من عسر الحساب فهم رموز الرياضيات وتنظيم الأرقام أو حفظها وإخبار الوقت والعد.
  • اضطراب المعالجة السمعية: قد يواجه الأفراد المصابون بهذه الحالة صعوبة في التعرف على الاختلافات بين الأصوات أو فهم ترتيب الأصوات أو التعرف على مصدر الأصوات أو فصل الأصوات عن ضوضاء الخلفية.
  • اضطراب معالجة اللغة: وهي نوع من اضطراب APD، تجعل من الصعب على الأفراد إعطاء معنى لمجموعات الصوت من أجل تكوين الكلمات والجمل، يتعلق بمعالجة كل من اللغة التعبيرية والاستقبال.
  • صعوبات التعلم غير اللفظية: عادة ما تجعل من الصعب على الأفراد تفسير تعابير الوجه ولغة الجسد، قد تتأثر جميع المهارات المرئية والمكانية والحركية والاجتماعية.
  • العجز الحركي البصري أو الإدراكي البصري: أولئك الذين يعانون من عسر الكتابة أو صعوبة التعلم غير اللفظي قد يعانون أيضاً من عجز حركي بصري أو إدراكي بصري والذي يمكن أن يؤثر على طريقة فهم الشخص للمعلومات المرئية، والقدرة على الرسم والنسخ، والتنسيق بين اليد والعين، و القدرة على المتابعة في النص أو على الورق.
لا يعتبر فرط النشاط الناتج عن نقص الانتباه صعوبة في التعلم، ولكن تظهر الأبحاث أن ما بين 30 و50% من الأطفال يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وصعوبة تعليمية محددة، عندما يحدث هذان الشرطان معاً، يمكن أن يصبح التعلم أكثر صعوبة.

صعوبات التعلم النمائية

إتقان المهارات الأولى في بداية حياة الطفل هو ما يحدد إذا كان يعاني من صعوبات التعلم النمائية أم لا، وتتضمن هذه المهارات (الجلوس، المشي، تعلم الأشياء، التحدث)، كل هذه المهارات المتعلقة بعملية النمو الأولى للطفل، تعرف باسم المهارات النمائية تحدث خلال فترة زمنية معنية، والتي أحياناً يحدث بها صعوبة أو تأخر عند بعض الأطفال، من خلال المهارات النمائية يمكن التنبؤ بها إذ يُطور الأطفال مهاراتهم في 5 مجالات رئيسية للتنمية:

  • التطور المعرفي:
هذا التطور يتوقف على قدرة الطفل على التعلم وحل المشاكل، فمثلاً: تكون لدى الطفل البالغ من العمر شهرين، اكتشاف البيئة بيديه أو عينيه، أما بالنسبة للطفل ذي الخمس سنوات تكون محاولات حل مشاكل المسائل الرياضية البسيطة.
  • التنمية الاجتماعية والعاطفية
هي قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين، والتعلم والتطور مهم، ومن هذا التطور (التعاملات الاجتماعية مثل الابتسامة في وجه الأصدقاء والغرباء، التلويح باليد لوداع الأصدقاء، الاتفاق مع أصدقاء الحضانة أو المدرسة أثناء اللعب).
  • تنمية الكلام واللغة
من المهارات التي يمكن أن تحدث بها صعوبات التعلم النمائية learning disabilities هي قدرة الطفل على فهم واستخدام اللغة في التحدث، وهذه المهارة تبدأ مع الطفل من عمر الـ11-12 شهراً، عندما يبدأ التحدث بأولى كلماته.
  • تنمية المهارات الحركية الدقيقة
هذه هي قدرة الطفل على استخدام العضلات الصغيرة وتحديداً أيديهم وأصابعهم، لالتقاط أشياء صغيرة أو حمل ملعقة أو قلب الصفحات في كتاب أو استخدام قلم تلوين للرسم.
  • تنمية المهارات الحركية الإجمالية
تلك هي قدرة الطفل على استخدام العضلات الكبيرة، مثل محاولات الجلوس في الأشهر الأولى، أو حمل الأشياء أو نقل بعض قطع الأثاث مع التقدم في العمر بعض الشيء.

علاج صعوبات التعلم

قد يجد الفرد الذي تم تشخيصه بصعوبات في التعلم learning disabilities، صعوبة في التعامل مع التشخيص، كما هو الحال مع عائلة ذلك الشخص.

عندما تكون مشكلات التعلم موجودة لبعض الوقت، قد يجد الشخص الذي تم تشخيصه بشكل سريع، خاصة عندما يحدث التشخيص في وقت لاحق من الحياة.

قد يشعر الآباء بالقلق من أن إعاقة التعلم ستمنع أطفالهم من النجاح في المدرسة، لكن هذا ليس هو الحال بالضرورة، كثيراً ما يكون المعلمون والمتخصصون في الصحة العقلية والمتخصصون قادرين على العمل مع الطلاب الذين يعانون من صعوبة في التعلم أو مخاوف أكاديمية أخرى.

يمكن لهؤلاء المهنيين المساعدة في تحديد مجالات معينة من الصعوبة وتطوير خطط واستراتيجيات التعلم المتخصصة، من أجل تعديل استراتيجيات التعلم والتعليم لتناسب نقاط قوة ذلك الطالب على أفضل وجه واستيعاب مجالات الضعف.

عندما لا يمكن تلبية احتياجات الطفل بشكل مناسب في الفصل الدراسي الأصلي، يمكن وضع الطفل في فصل دراسي مختلف - طوال اليوم الدراسي أو جزء منه - لتلقي تعليمات متخصصة.

قد يكون التعامل مع تحديات مشكلة التعلم أمراً صعباً، قد يعاني الأطفال والمراهقون من الغضب أو الإحباط أو القلق أو التوتر نتيجة للصعوبة التي تواجههم أثناء التعلم، وقد يصابون بالإحباط عند الدراسة المكثفة ولكنهم يتلقون درجات اختبار منخفضة، تجربة الغضب والتوتر عندما يكون من الصعب فهم مهمة ما، أو القلق في بداية كل عام دراسي جديد.

غالباً ما تؤدي هذه المشكلات العاطفية إلى تفاقم المشكلة وقد تؤدي إلى تفاقمها، ولكن التحدث عن هذه المخاوف العاطفية وغيرها إلى مستشار أو معالج قد يكون مفيداً.

يمكن للمعالج أيضاً مساعدة الأفراد على فهم أنه على الرغم من صعوبات التعلم learning disabilities مدى الحياة، تتوفر العديد من طرق المساعدة والدعم، يمكن للطفل أيضاً تعلم آليات التأقلم الفعالة لإدارة الصعوبة وأي مشكلات عاطفية ناتجة عن ذلك، ومنها:

  • العلاج المهني يمكن أن تكون مفيدة للأطفال الذين تجربة صعوبة في المهارات الحركية، في حين التعليمي يعمل المعالجين مع الأفراد الذين هم في سن المدرسة لتحسين مهاراتهم في القراءة والكتابة والرياضيات.
  • يعمل معالجو النطق مع الأطفال الذين يعانون من مشاكل في فهم اللغة أو القراءة ويمكنهم مساعدتهم على تحسين قدرتهم على الفهم والتواصل في المواقف الاجتماعية، قد تكون الاستشارات التي تركز على الحلول مناسبة للأطفال الأكبر سناً والمراهقين الذين يدركون الصعوبات التي يواجهونها، حيث سيكون المعالج الذي يركز على الحلول قادراً على دعم الشباب أثناء معالجتهم للصعوبة ومساعدتهم على تحديد ما قد يكون مناسباً لهم.
  • قد يكون أداء الأطفال والبالغين جيداً أيضاً في مجموعات العلاج أو مجموعات الدعم، والعلاج باللعب يمكن أن يساعد الأطفال الصغار على تعلم مهارات التفاعل، والتي قد تنقص أحياناً في ظل وجود صعوبة في التعلم.
  • يمكن أن تكون الاستشارة مفيدة أيضاً عندما يشعر الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التعلم بالخجل أو القلق أو يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم للآخرين، نظراً لأن الاضطراب العاطفي يمكن أن يحدث نتيجة لذلك، فقد يكون التحدث من خلال هذه المخاوف في العلاج مفيداً.

هل يمكن علاج صعوبات التعلم بالأدوية؟

حتى الآن، لن يمكن علاج صعوبات التعلم بالأدوية، ولكن التدخل المبكر، يساعد في التقليل من آثارها، ويمكن لذوي صعوبات التعلم، تطوير الطرق المستخدمة في التعامل مع مشكلاتهم، والحصول على المساعدة لتحقيق فرص نجاح والتغلب على الصعوبات.

في حالة بقاء صعوبات التعلم من دون علاج نهائياً، فقد يبدأ الطفل في الشعور بالإحباط، ما يؤدي إلى تدني احترام الذات وعدم القدرة على مواجهة المجتمع واستكمال المسيرة التعليمية والعملية في حياته، ما يؤدي إلى مواجهته لمشاكل أخرى تؤثر على حياته على المدى الطويل.

أما بالنسبة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اللذين لا يعدان من أعراض صعوبات التعلم، ولكنهما يساعدان في الإصابة بصعوبات التعلم، يمكن علاجهما بالأدوية المستخدمة عن طريق إخبار الدماغ بإنتاج المزيد من النورإيبينفرين أو إبطاء معدل تحلله.

دور الأسرة في علاج صعوبات التعلم learning disabilities

الأسرة تلعب دوراً كبيراً في علاج صعوبات التعلم عند الأطفال، ويمكن حل المشكلة تماماً منذ السنوات الأولى في حياة الطفل، حتى قبل دخوله المدرسة وبداية مواجهة صعوبات التعلم الأكاديمية، وذلك عن طريق:

  • مدح الطفل عند قيامه بسلوك أو تصرف جيد.
  • الانتباه إلى الصحة العقلية للطفل ومساعدته في توسيع آفاق عقله من خلال نشاطات بسيطة مناسبة لعمره.
  • التركيز على أفضل الطرق التي يتعلم بها الطفل واستخدمها بشكل متكرر حتى لا يتمكن من النسيان.
  • تحدث مع الآباء الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة وتشاركوا التجارب.
  • استخدم الطريقة الحماسية أثناء تنفيذ الطفل لبعض المهارات خاصة في المرات الأولى لذلك.
  • اجعل الواجبات الخاصة بطفلك لها الأولوية وامنحه الوقت الكافي حتى يتمكن من إدراك أهمية ما يفعله.
  • ضع خطة مُحكمة مع المعلمين والمدرسين والأطباء المعالجين (إن وجد)، لمساعدة الطفل في تطوير وتلبية الاحتياجات التعليمية والتغلب على صعوبات التعلم.
  • امنح مكافآت معنوية أو مادية للطفل في المرات الأولى عند أداء السلوك أو التصرف بشكل صحيح، حتى يتأكد من أن هذا التصرف الأفضل ويعتاد على القيام به.
  • تجنب كافة المواجهات والمشاكل التي تؤدي إلى انتكاس الطفل مرة أخرى وعودة حالته لوضعها الأساسي، لأن الأطفال يشعرون بالإحباط سريعاً وقد لا يرغبون في تكرار التصرف مرة أخرى.
المصادر:

childmind

additudemag.