وذكر التلفزيون الرسمي أن السلطات أكدت وجود 217 حالة إصابة في المجمل حتى مساء الاثنين، منها 198 حالة في ووهان.
وانضمت أستراليا مؤخراً إلى قائمة الدول التي من المحتمل أن يكون الفايروس قد وصل لها، حيث قال مسؤولو الخدمات الطبية في أستراليا اليوم الثلاثاء إنه تم عزل رجل داخل منزل بمدينة بريسبن، وما زال يخضع للفحوصات للتحقق من ما إذا كان قد أصيب بالفايروس الغامض.
ما هو هذا الفايروس الغامض؟
بعد تشخيص عدد من الحالات، تم أخذ عدة عينات من هذا الفايروس من المصابين وخضعت لفحص معملي، وتوصلت السلطات الطبية في الصين ومنظمة الصحة العالمية إلى أن هذا الفايروس من عائلة فيروسات كورونا التي منها فيروس السارس وفيروس كورونا المستجد "MERS COV" .
كما يطلق على هذا الفايروس متلازمة التنفس الحاد، والتي تم تشخيصها والإبلاغ عنها لأول مرة في آسيا في عام 2003 وقتلت حينها أكثر من 700 شخص.
كما انتشرت في عام 2012 متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وأودت بحياة 800 شخص وأيضاً تنتمي إلى عائلة كورونا.
ما هو مصدر الفايروس؟
غالباً ما ينتقل هذا النوع من الفايروسات من الحيوانات، وإذا تأملنا في عمليات التفشي التي حدثت في السابق فإن جميعها انتشرت من حيوانات حاملة لهذا الفايروس، على سبيل المثال مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد المعروف بـ سارس انتقل من قط الزباد إلى البشر، بينما انتقل مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية من الجمال.
وبالنسبة للفايروس الجديد فتشير جميع المعطيات إلى أن الفايروس متفشٍّ بسوق الجملة للمأكولات البحرية في ووهان جنوبي الصين، وفي الوقت ذات أكد العلماء أن الثدييات التي تعيش في البحر من الممكن أن تكون حاملة للفايروس كحوت البيلوغا، ويضم هذا السوق أيضاً حيوانات حية أخرى كالدجاج والخفافيش والأرانب والثعابين والتي من المرجح أن تكون مصدراً للفايروس.
ولكن حالما تم تحديد الحيوان المتسبب في انتشار الفايروس تصبح مسألة تدارك الموضوع أسهل بكثير.
كيف ينتشر الفايروس؟
كانت معطيات هذا الفايروس في البداية هي انتقاله فقط من الحيوانات إلى البشر في معظم الحالات، إلا أنه بعد تفشي المرض خارج السوق البحري المشتبه به في ووهان، تم التأكد من أن الفايروس ينتقل بين البشر.
وأكد ذلك أيضاً الدكتور تشونغ نانشان العالم الذي يقود لجنة الخبراء المعينة من قبل الحكومة حول اندلاع المرض في مقابلة أجريت معه على التلفزيون الرسمي إذ قال: "يمكننا الآن التأكيد أن المرض ينتقل من إنسان إلى إنسان".
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً يوم الأربعاء للتأكد مما إذا كان تفشي المرض يمثل حالة طوارئ عمومية تثير قلقاً دولياً إضافة إلى مناقشة التوصيات التي ينبغي تقديمها لإدارة الأزمة.
وهناك مخاوف بشكل كبير من ازدياد رقعة انتشار الفايروس وحالات الإصابة به إذ يعتزم ملايين الصينين السفر هذا الأسبوع للاحتفال برأس السنة الصينية الذي يصادف 25 يناير الجاري.
أعراض المرض
وعن أعراض المرض قال الدكتور عبدالرزاق جرعتلي استشاري أمراض أنف وأذن وحنجرة وزميل الكلية الملكية البريطانية للرؤية إن الفايروسات التي تنتقل من الحيوانات هي الأكثر خطورة إلا أنه لا داعي للرعب فلن تتسبب بعدد كبير من الوفيات فبحسب الإحصائيات عادة ما يتوفى 10% من بين 10 آلاف شخص بمثل هذه الفايروسات.
وأكد الدكتور جرعتلي أن هذا المرض يختلف بشكل جذري عن الإيبولا، وهو عبارة عن فايروس بروتيني يلاقي مستقبلاً بروتينياً بجسم الإنسان فيستقر به.
وأضاف الدكتور جرعتلي أن هذا الفايروس يشكل الخطر الأكبر حين يستقر بالرئة فتصبح مكاناً للعديد من الجراثيم.
أما عن الأعراض فهي كأعراض نزلات البرد والإنفلونزا وهي أعراض بسيطة للغاية وقد لا يدركها المصاب، وتتزايد مع مرور الوقت لتصل إلى مشكلات قاتلة في الجهاز التنفسي، وتتشابه أعراض هذا المرض مع ما يعرف بفايروس السارس إذ أظهر التحليل الوراثي للفيروس الغامض أنه مشابه جداً لفايروس سارس أكثر من أي نوع من فيروسات كورونا
والتي كانت أبرز أعراضه بحسب منظمة الصحة العالمية الحمى والقشعريرة وآلام العضلات والإسهال في بعض الأحيان، وبعد مرور حوالي أسبوع تتطور حيث تظهر على المصاب حمى بدرجة حرارة 38 درجة مئوية فأكثر وسعال جاف وضيق في التنفس.
وأكد الدكتور عبدالرزاق جرعتلي أن الأعراض تختلف من شخص إلى آخر فهناك أشخاص يصابون بأعراض هضمية وأشخاص بأعراض تنفسية وهناك أشخاص يصابون بأعراض نزلات البرد العادية.
طرق الوقاية
بحسب موقع الـ bbc تعمل المعاهد الوطنية للصحة على تصنيع لقاح ضد الفايروس الجديد، وقال الدكتور أنتوني فوسي مدير المعاهد الوطنية لأمراض الحساسية والأمراض المعدية إنهم بصدد اتخاذ الخطوات الأولى نحو تطوير اللقاح، وقال فوسي أيضاً إن الأمر سيستغرق بضعة أشهر حتى تبدأ المرحلة الأولى من التجارب السريرية وأكثر من عام حتى يتم توفير اللقاح.
كما ينصح الدكتور عبدالرزاق جرعتلي بعدم السفر عند الشعور بأي عارض من أعراض المرض، والحفاظ على مسافة كافية عند التحدث مع الأشخاص.
ويعمل فريق من العلماء في تكساس ونيويورك والصين أيضاً على لقاح، وفقًا للدكتور بيتر هوتز، عالم اللقاحات في كلية بايلور للطب في هيوستن.
وأجمع العلماء على أن الإصابات بفيروس كورونا خطر وأحد أكبر تهديدات الصحة العالمية.
ولكن حتى الآن عزل المصابين هي الطريقة المعتمدة للوقاية بالإضافة إلى الابتعاد عن أماكن تواجد الحيوانات خاصة البحرية، وارتداء الأقنعة الواقية في المطارات وتعقيم الأيدي بشكل جيد، وتجنب التواصل المباشر مع الأشخاص المصابين، وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم بدون غسل اليدين، وتطهير الأسطح ومراجعة الطبيب على الفور في حال الشعور بأي من الأعراض المذكورة.
وأكد الدكتور عبدالرزاق جرعتلي بضرورة عزل المصاب ووضعه تحت المراقبة لمدة أسبوعين على الأقل حتى بعد الشفاء.
وقال خبراء في المملكة المتحدة للبي بي سي إن عدد المصابين قد لا يزال أكبر بكثير مما تشير إليه الأرقام الرسمية، مع تقديرات أقرب إلى 1700.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها لا توصي حالياً بفرض قيود على السفر أو التجارة، ولكنها تقدم إرشادات إلى الدول الأخرى.
وتقوم المطارات في سنغافورة وهونغ كونغ والعاصمة اليابانية طوكيو بفحص المسافرين جواً من ووهان، وأعلنت السلطات الأمريكية الأسبوع الماضي عن إجراءات مماثلة في 3 مطارات رئيسة في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس ونيويورك.
قد يهمك أيضاً: هل لحرارة الطقس علاقة بتفشي كورونا؟
التشخص والعلاج
قال الدكتور عبد الرزاق جرعتلي للرؤية إن طرق تشخيص هذا الفايروس تختلف عن الفايروسات الأخرى فمسحة الأنف والحلق لا تكفي، ويجب أن يخضع المريض للفحص الدموي للتأكد من تشخيص الفايروس.
أما عن طرق العلاج فأكد الدكتور أنها ذات الطرق المعتادة لعلاج الإنلفونزا المسكنات وخوافض الحرارة، إلا في حال كان الشخص يعاني من نقص المناعة أو السكري فيجب أخذ الاحتياط وإعطاؤه مضاد التهاب للوقاية بعد 48 ساعة من الإصابة.