تحاول العلامات التجارية للأزياء تحسين صورتها العالمية فيما يتعلق بتأثيرها البيئي والاجتماعي، بعد أن أشار أحدث التقديرات إلى أن صناعة الموضة والأزياء مسؤولة عن 2.1 مليار طن (أو 4% من الإجمالي العالمي) من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهو رقم من المقرر أن يرتفع إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة.
وذكرت مجلة بيزنس أوف فاشون أن العلامات التجارية غير مجهزة إلى حد كبير لرصد وإدارة الممارسات الاجتماعية والبيئية عبر سلاسل التوريد الخاصة بها، بما في ذلك انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي يتم توليد 6% منها فقط في المتوسط من عملياتها المباشرة.
ولكن التشريعات الجديدة وزيادة وتيرة اضطرابات سلسلة التوريد، إلى جانب ضغط المستهلكين والمستثمرين، تجبر الشركات الآن على اتخاذ إجراءات أكثر كفاءة وحسماً.
ولكن المشكلة الأساسية تتمثل في إعاقة جهود التتبع في الصناعة بسبب العمليات اليدوية والبيانات غير الموثوق بها.
ويستلزم التتبع الكامل للعلامات التجارية تحديد تاريخ وموقع وتوزيع أجزاء المنتج والمواد في جميع مراحل سلسلة التوريد -بما في ذلك المقاولون والمقاولون من الباطن.
ويقول أكثر من 50% من صانعي القرار في مجال الموضة إن إمكانية التتبع ستكون عاملاً من أفضل خمسة عوامل تمكين لتقليل الانبعاثات في سلسلة التوريد الخاصة بهم قبل عام 2025.
التسويق المضلل
و تلعب إمكانية التتبع دوراً مهماً في مساعدة الشركات على الاستجابة بشكل استباقي للمشهد التنظيمي سريع التطور، بما في ذلك في الولايات المتحدة.
وتتطلب هذه القاعدة الجديدة من الشركات المدرجة في الولايات المتحدة الكشف عن الانبعاثات من المستويات الأول والثاني والثالث من سلاسل التوريد الخاصة بها.
كما يلوح في الأفق التشريع المقترح من الاتحاد الأوروبي الذي سيحدد المستويات الدنيا الإلزامية للمحتوى المعاد تدويره في المنتجات وسيتطلب تنسيقاً رقمياً مع المنتجات التي تحتوي على معلومات الاستدامة لمكافحة التسويق المضلل أو «الغسيل الأخضر».
توقعات العملاء
أخيراً، يدعو العملاء بشكل متزايد العلامات التجارية لتكون مجهزة بشكل أفضل لتقييم مطالبات الاستدامة الخاصة بهم والكشف عنها.
ففي الصين، يصنف 25% من العملاء الاستدامة كواحدة من أهم ثلاثة عوامل أخذوها في الاعتبار عند شراء المنتجات الفاخرة.
أما في أوروبا، فيؤكد 60% من عملاء الموضة أن الشفافية مهمة.
وفي حين أن 20% فقط يبحثون حالياً عن هذه المعلومات عند الشراء، بدأت نسبة العملاء الذين يتصرفون وفقاً لهذه الاهتمامات في الزيادة - خاصة بين الأجيال الشابة.
غياب المعايير
ولكن جهود التتبع في الصناعة تواجه مشاكل وعقبات بسبب العمليات اليدوية والبيانات غير الموثوق بها.
ويتفاقم هذا بسبب عدم وجود معايير على مستوى الصناعة، ما يجعل العلامات التجارية ومورديها يواجهون صعوبات في تتبع البيانات وتجميعها.
ولكي تعمل إمكانية التتبع بنجاح على نطاق واسع، من الضروري وجود لغة بيانات مشتركة، وتعاون بين العلامات التجارية سواء من حيث أنواع البيانات التي تم جمعها والطريقة التي يتم بها استخدام المقاييس الرئيسية.
وتظهر صناعة الموضة أولية واعدة على التعاون الكبير بين الشركات الكبرى مثل كرينج، إنديتكس، فاست ريتيلنج، وLVMH.
برمجيات تتبع
ستكون التكنولوجيا حاسمة لتطوير واعتماد لغة بيانات مشتركة.
ونظراً لتعقيد وتجزئة سلاسل القيمة، ستتطلب العلامات التجارية -وخاصة الكبيرة منها- برمجيات تتبع لجمع البيانات وتنظيمها.
وعلى سبيل المثال، ستستخدم أديداس برنامج TrusTrace لتتبع جميع المواد المعتمدة المستخدمة في منتجاتها في العامين المقبلين.
وتسعى شركة الأزياء الرياضية العالمية إلى استخدام البوليستر المعاد تدويره فقط بحلول عام 2024 وصنع 90% من منتجاتها بطريقة أكثر استدامة حتى عام 2025.