استثمرت شركات عالمية أكثر من 980 مليون دولار في العام الماضي لإنتاج أحذية صديقة للبيئة تدخل في تصنيعها بدائل نباتية مشتقة من عيش الغراب والحبوب وأوراق النخيل.
ودخلت شركات مثل أديداس وجولدن جوس وريفورميشن سباق التحدي لإنتاج أحذية مبتكرة، ما ضاعف حجم الاستثمارات من 425 مليون دولار في عام 2020 إلى ما يقرب من مليار دولار.
أحذية من قصب السكر
وعندما تم إطلاق شركة Allbirds في عام 2015، كانت مهمتها الأساسية تقليل البصمة الكربونية الثقيلة لصناعة الأحذية.
وبدلاً من البلاستيك أو الجلد، صنعت الشركة أحذيتها الرياضية من صوف ميرينو، وهي ألياف طبيعية أرق وأنعم من الصوف العادي، ما يسهل ارتداءها.
واستخدمت الشركة الرغوة الصناعية من مادة مصنوعة غالباً من قصب السكر في تصنيع النعل، ما أضفى شعوراً من الراحة لدى المستخدمين، وباعت أحذية بملايين الدولارات.
وتتنامى أعمال الشركة باضطراد، وأصبحت الآن تقود اتجاهاً متنامياً بقوة لتحسين البصمة البيئية للمنتجات الرياضية.
وأوضحت مجلة بيزنس أوف فاشيون أن الأحذية تصنع عادة من مواد شديدة التحمل وعالية التأثير مثل الجلد أو المواد التركيبية المصنوعة من البلاستيك.
ولأن تلك الأحذية يتم تصنيعها بعيداً عن نقطة البيع النهائية، يحد ذلك من قدرة الشركات على مراقبة ظروف العمل.
200 قطعة
و علاوة على ذلك، تُصنع الأحذية أيضاً من العشرات -وأحياناً المئات- من الأجزاء المكونة الصغيرة، ما يخلق لغزاً معقداً لأي فريق تصميم للتعامل مع كل مكون وخاصة أن الأحذية، حسب التصميم، يصعب تفكيكها، وبالتالي إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها.
وتؤكد فيفيان جوت كبيرة مديري الاستدامة في أديداس أن الملابس أسهل من الأحذية لأنك تتعامل مع مادة واحدة فقط، ومع بضع غرز يتم الانتهاء من المنتج، بينما يحتوي الحذاء الواحد على ما يصل إلى 200 قطعة مختلفة.
حذاء من زيت الخروع
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، عملت Allbirds على تطوير مادة جديدة لأحذيتها، وأطلقت في الأسبوع الماضي حذاء جري باستخدام «سوفت فوم» وهي مادة مشتقة من زيت الخروع، تتطلب طاقة إنتاج منخفضة وفضلات أقل أيضاً.
وتمثل تلك الخطوة اقتراباً من طموحات الشركة لتخفيض البصمة الكربونية لمنتجاتها إلى النصف بحلول عام 2025.
وتكتسب الجهود المبذولة لتطوير مواد بديلة ذات تأثير بيئي أقل من الجلود والقماش القطني والبلاستيكية المستخدمة عادةً في الأحذية زخماً في أماكن أخرى أيضاً.
لكن العديد من هذه المواد البديلة لم تصل بعد إلى النطاق التجاري أو التنافسي مع الشركات التقليدية، وما تزال تستعين بالبلاستيك لضمان المتانة والأداء.
تغيير المنبع
ويدفع التركيز المتزايد على الاستدامة الشركات إلى إعادة التفكير في كيفية ومكان صنع منتجاتها.
وعلى سبيل المثال، أقدمت شركة ريفورميشن للأحذية على الاستثمار في
المنطقة الجنوبية من البرازيل لتصنيع الكعب والصنادل الأنيقة، بالاستعانة بمدابغ جلود متطورة تستخدم حيوانات المزارع بدلاً من غابات الأمازون لمنع إزالة الغابات، إلى جانب تقليل كلف الوقود والانبعاثات المرتبطة بالشحن.
كما تطور ماركة الأحذية الفرنسية فيجا روابطها مع مورديها بالبرازيل للالتزام بتقليل البصمة الكربونية وتحسين ظروف العمل.
إعادة التدوير
ويتبقى في النهاية صعوبة عملية إعادة التدوير للأحذية، ما يتطلب تبسيط مكوناتها وإعادة التفكيك التي تصعب إعادة تدويرها مثل الغراء.
كما تفكر الشركات في حلول مبتكرة للحصول على الأحذية القديمة من المستهلكين لإعادة تدويرها.
وفي هذا الصدد، تتيح خدمة الاشتراك Cyclon، التي سيتم إطلاقها قريباً، للعملاء الوصول إلى أحدث أحذية رياضية للعلامة التجارية مقابل أحذيتهم القديمة، والتي تعيد الشركة تدويرها بعد ذلك.
وتهدف الشركة إلى تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 55% لكل زوج من الأحذية بحلول عام 2030.