مع انطلاق كأس دبي العالمي للخيول، لن يتابع معظم الحضور أو المشاهدين مضمار الخيول فقط، بل ستجوب عيونهم بين الحاضرين لمشاهدة سباق القبعات ما بين المبتكرة والطريفة والأنيقة والغريبة والعريضة!
قبعات ارتبطت بسباقات الخيول، تحرص على ارتدائها الزائرات، والبداية كانت من حجب الشمس ثم تأكيد المكانة، ثم الأناقة، ثم جلب الحظ، ثم التفرد والطرافة والابتكار!
وإضافة إلى أفراد الأسر المالكة والأمراء، تحرص مجموعة من الشهيرات والنجمات على حضور السباقات مرتديات القبعات مثل كيم كارديشيان وزوي سيلدانا، باريس هيلتون.
الخيول والحضارات
يعود سباق الخيل بحد ذاته إلى آلاف السنين وكان شائعاً بين الحضارات مثل بابل القديمة ومصر واليونان وروما، وكانت تقتصر على النخبة.
وفي القرن الـ12 الميلادي، عادت الخيول العربية إلى المملكة المتحدة مع الجنود خلال الحروب الصليبية.
وعندما تم تربيتها مع الخيول البريطانية، قاموا بإنتاج الخيول الأصيلة التي تعتبر عنصراً أساسياً في سباقات الخيل اليوم.
وأصبح سباق الخيل حدثاً تنافسياً منظماً في المملكة المتحدة في عهد الملك تشارلز الثاني في القرن الـ17.
المكانة الطبقية
وظلت سباقات الخيول حدثاً باهظ الثمن يقتصر على الطبقة العليا، ما أدى إلى تكوين صورة معينة للثروة والمكانة والأهمية التي لم تتلاشَ تماماً.
وطوال هذا الوقت، كانت القبعات النسائية تُعتبر من المألوف بشكل عام، على الرغم من عدم قدرة الجميع على ارتدائها.
وأصبح ارتداء القبعات الأكثر إسرافاً في المناسبات الحصرية -مثل حفلات الزفاف وسباقات الخيول- وسيلة للنساء الثريّات لتمييز أنفسهن عن عامة الناس، ورمزاً للانتماء للمجتمع الراقي.
وشجع الرجال النساء على ذلك لأن نساءهن يعكسن مدى ثرائهم، ولذلك لم يبخلوا بالإنفاق على مظهرهن، ليس فقط على القبعات ولكن أيضاً على القفازات والمكياج والمجوهرات.
كنتاكي ديربي
ويعتبر سباق كنتاكي ديربي أشهر سباق في أمريكا ويعود تاريخه إلى عام 1875.
ومنذ البداية، حاول المؤسسون إعادة خلق العادات الكبرى للسباقات البريطانية، والدعوة إلى ارتداء الملابس الفاخرة والجو الرسمي، وارتداء القبعات الجميلة بما يتناسب مع بعض أسماء الخيول المضحكة أو الغريبة في تاريخ كنتاكي ديربي الطويل.
ويرتبط تقليد ارتداء القبعات ببداية السباق، وتعد القبعات مزيجاً من ثقافة الولايات الجنوبية في أمريكا والثقافة البريطانية، ما بين حجب الشمس لنساء أمريكا والمكانة والتقاليد في بريطانيا.
وفي هذه الأيام، ليس من الشائع أن ترتدي النساء القبعات في الحياة العامة، لذا فإن هذه السباقات تمثل إحدى الفرص النادرة التي يجب على المرأة الأمريكية أن تعبر عنها من خلال ارتداء قبعة ضخمة من ريش الطاووس.
الحظ في قبعة
وذكرت مجلة «فوربس» نقلاً عن جيسيكا وايتهيد، أمينة المجموعات في متحف كنتاكي ديربي في لويزفيل، أن أزياء سباقات الخيول في أمريكا تعود إلى احتفالات الديربي المبكرة، وهي مستوحاة من تقاليد السباقات البريطانية والفرنسية في مضمار لونجشامب في باريس وإبسوم داونز في ساري، إنجلترا.
وبينما تلاشت ثقافة ارتداء قبعات السيدات من الموضة اليومية في الولايات المتحدة، أشارت وايتهيد إلى أن ارتداء قبعة أنيقة في الوقت المناسب مع كنتاكي ديربي أصبح حدثاً احتفالياً.
ويسود اعتقاد لدى معظم المشاركات في سباقات الخيول أن القبعات تعتبر علامة على الحظ السعيد، وكلما كبرت القبعة كان الحظ أكبر!
وتلعب السمات الشخصية دوراً في تصميم القبعات، حيث يفضل البعض الدقة في التصميم، بينما يميل آخرون إلى الإسراف في الزينة، وتفضل مجموعة لا بأس بها القبعات الطريفة أو الغريبة أو المبتكرة.
وتحرص المشاركات على التأكيد على المصمم أن تكون القبعة حصرية، لا ترتديها امرأة أخرى، ما يرفع من سعرها.
ويبحث متفرجو ومشاهدو سباقات الخيول عادة عن القبعات المميزة التي ترتديها الحاضرات في مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك عصابات الرأس، والشالات، والمظلات، والقبعات العلوية، والفيدورا، والأسكوت، والقبعات واسعة الحواف.