الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

اللغة العربية وتحدياتها في قرن التكنولوجيا

اللغة العربية وتحدياتها في قرن التكنولوجيا
في هذا القرن الحادي والعشرين، دخلت التكنولوجيا الحديثة في كل مجال من مجالات الحياة، وتلْعبُ في العالم المتكامل دوراً رئيسياً مع ظهور اتجاهات جديدة، و تزداد الحاجة إلى توفير تعليم تكنولوجيا المعلومات من خلال مؤسسات ذات جودة عالية يوماً بعد يوم.

ولأول مرة في التاريخ البشري غيرت التكنولوجيا الحديثة العالم كله من جذوره وأرومته، وجاءت بمفهومها الجديد للحياة البشرية، ومن الواضح أنه قد تغيرت طريقة الحياة والتعايش وتبدلت العلاقات الإنسانية، وتأثرت الروابط الاجتماعية بسبب هذه التكنولوجيا الحديثة.

وبما أنها ستؤثر حتماً على الحضارة واللغة والأدب، فإن من أهم وأكبر التحديات الرئيسية التي تواجه اللغة العربية وآدابها في القرن الحالي، هو تكيفها وانسجامها وتوافقها مع هذه التكنولوجيا الحديثة.


وإذا كان يقال عن بقاء أي لغة إنها ستبقى على قيد الحياة طالما بقي المتحدثون بها، لكن اليوم في عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه، ينبغي أن يقال عن بقاء اللغة مرتبطة بالتكنولوجيا.


وفى ظل التطورات الحديثة بدأت اللغة العربية في التراجع عن الصدارة، بعد إن كانت جميع الأمم تستقى من مناهلها العذبة، ولأنها لغة القرآن الكريم فقد تكفل الله بحمايتها، وحملت رايتها الأمة الإسلامية لنشرها في جميع أنحاء العالم، ولكن على عرى السنين اصطدمت بتحدّيات معاصرة، وصارت متأخرة، ومتخلفة بتغيّر المقومات الحضارية.

وهناك فئة قليلة من المسلمين عامة، والعرب خاصة، مَن حرصت على تحفيظ وإبقاء اللغة العربية وعلومها وآدابها، ثم أن أكثر المجتمعات الإسلامية أساءت إليها، لأنها لم تقم باستعمال الاتصالات التعليمية والتكنولوجية الحديثة في الوضع الحالي، أو أهملتها عمداً أو نسياناً دون استثمارها، فظهرت بسببها مجموعة من الصعوبات انعكست على واقع اللغة العربية وآدابها.

لقد خطا هذا القرن خطوات واسعة في مجال التقنيات الحديثة، وجاء بضروب من التقنيات النافعة الخلابة، كالبرامج السمعية والبصرية والتلفاز، و برامج القنوات الفضائية، بالإضافة إلى الحاسوب والإنترنت والألعاب التعليمية وما إليها، فلا يمكن لأحد أن يتمشى فيه إلا بسيره السريع المتطور، وطالب هذا العصر لا يتقيد بتقدم مشيه بل يريد أن يصل إلى ذروة التقدم والتطور.

وفي هذه البيئة المتطورة لا يمكن التعايش مع الآخرين إلا باستخدام التكنولوجيات الجديدة للتعليم السريع، وهكذا حال اللغة العربية مع التقدم التكنولوجي الذي أصبح جزءاً أساسياً من حياة كل إنسان في كوكب الأرض، يضطرّنا إلى التفكير في المحافظة على اللغة العربية ودورها في بناء ثقافتنا المعاصرة، ويجعلنا نحرص على دعم كافة الوسائل واستخدامها حتى تساندنا في إبقاء اللغة العربية وثرائها، لأن هذه اللغة تمثل رمز الهوية ووعاء الثقافة، وعنوان تقدم الأمة، كما يقول الأمريكي «وليم ورل»: إن في اللغة العربية من المرونة ما يمكنها من التكيف وفق مقتضيات هذا العصر، وهى لم تتقهقر فيما مضى أمام أي لغة أخرى من اللغات التي احتكت بها، وستحافظ على كيانها في المستقبل كما حافظت عليه في الماضي..».

كما يرى المستشرق الإيطالي (جويدي): «اللغة العربية الشريفة آية للتعبير عن الأفكار، فَحروفها تميزت بانفرادها بحروف لا توجد في اللغات الأخرى، وأما مفرداتها فتميزت بالمعنى، والاتساع، والتكاثر، والتولد، وبمنطقيتها، ودقة تعبيرها، من حيث الدقة في الدلالة والإيجاز، ودقة التعبير عن المعاني».