2021-07-22
يحظى «تشوانغ تسي» بشهرة كبيرة بين رجال الأدب الصينيين، وتستحق أفكاره التأمل الطويل: فقد كان مُدوناً للقصص التي شاعت في أيامه، ويبدو أنه اخترع العديد من الحكايات التي تكشف عن نظرته للحياة. ومن قصصه البديعة التي تُنبئ عن فلسفته فيما يتعلق بالعمل، ما رواه عن مزارع حفر بئراً ليسقي مزرعته، وكان يستخدم الدلو في سحب الماء من البئر على عادة المزارعين البدائيين، وقد لاحظ بعض المخالطين له ذلك الجهد الكبير في طريقته البدائية؛ فقال له:
ــ لماذا لا تستخدم الشادوف، آلة تستخدم في رفع المياه، لتوفر الوقت والجهد؟
فأجابه المزارع بأنه يعلم أنها طريقة توفر الجهد والوقت، وهذا هو سبب عدم استخدامها، حيث يخشى أن تُكسبه الكسل والتراخي.
وتكشف القصة عن قناعات الصينيين وفلسفتهم في الحياة، حيث يعشق الصينيون العمل لذاته، ويستمتعون بإنجازه، ولا يتعجلون إنهاءه، كما أنهم يحبون الحياة كما تعاش، ولا يرغبون في تحويلها عن مجراها الطبيعي.
وبرغم أن الوسائل الآلية في العمل أكثر كفاءة وإنجازاً؛ إلا أن فلسفة «تشوانغ تسي» ترى أن الآلة متجردة من الحس الشخصي، والروح الأخلاقية، كما أنها تتعجل العمل لتنهيه لتحقيق الغاية من ورائه، وبالتالي يتحول العمل إلى وسيلة لتحقيق غاية، ويتحول الإنسان ساعتها إلى آلة، ما يفقده حريته وإبداعيته.
ويبدو أن فلسفة «تشوانغ تسي» تخشى تطور الحياة الحديثة، التي تجعل من الإنسان عبداً للآلة، وتبالغ في مخاوفها لما يتولد عن ذلك التطور من شرور نتيجة غياب الحرية المطلقة لإنسان العصر الحديث.
وهذه المخاوف التي تنبأ بها «تشوانغ تسي» صارت تتردد على ألسنة علماء الذكاء الاصطناعي، وقد توقع كثير منهم أن الآلات تهيئ نفسها لحكم البشر خلال السنوات القليلة المقبلة.
ــ لماذا لا تستخدم الشادوف، آلة تستخدم في رفع المياه، لتوفر الوقت والجهد؟
فأجابه المزارع بأنه يعلم أنها طريقة توفر الجهد والوقت، وهذا هو سبب عدم استخدامها، حيث يخشى أن تُكسبه الكسل والتراخي.
وتكشف القصة عن قناعات الصينيين وفلسفتهم في الحياة، حيث يعشق الصينيون العمل لذاته، ويستمتعون بإنجازه، ولا يتعجلون إنهاءه، كما أنهم يحبون الحياة كما تعاش، ولا يرغبون في تحويلها عن مجراها الطبيعي.
وبرغم أن الوسائل الآلية في العمل أكثر كفاءة وإنجازاً؛ إلا أن فلسفة «تشوانغ تسي» ترى أن الآلة متجردة من الحس الشخصي، والروح الأخلاقية، كما أنها تتعجل العمل لتنهيه لتحقيق الغاية من ورائه، وبالتالي يتحول العمل إلى وسيلة لتحقيق غاية، ويتحول الإنسان ساعتها إلى آلة، ما يفقده حريته وإبداعيته.
ويبدو أن فلسفة «تشوانغ تسي» تخشى تطور الحياة الحديثة، التي تجعل من الإنسان عبداً للآلة، وتبالغ في مخاوفها لما يتولد عن ذلك التطور من شرور نتيجة غياب الحرية المطلقة لإنسان العصر الحديث.
وهذه المخاوف التي تنبأ بها «تشوانغ تسي» صارت تتردد على ألسنة علماء الذكاء الاصطناعي، وقد توقع كثير منهم أن الآلات تهيئ نفسها لحكم البشر خلال السنوات القليلة المقبلة.