بعد بداية مبشرة بعمل استثنائي يتسم بالجمال الفني والغموض والتشويق، صُدم الكثيرون من محبي كل من النجم محمد رمضان والمخرج محمد ياسين بتراجع تدريجي في مستوى حلقات مسلسل «المشوار»، قبل أن تتصاعد حدة الانتقادات والشائعات بعد الحلقة السادسة، ثم وصلت للذروة بعد تغيير عناوين مقدمة المسلسل بداية من الحلقة الـ11 ووضع اسم محمد ياسين كمشرف عام، بدلاً من مخرج العمل.
قبل تغيير عناوين المسلسل ترددت الأخبار من داخل كواليس العمل الذي يجرى تصويره وكتابته على الهواء (مثل معظم أعمال شهر رمضان) عن وجود خلافات وتأخير مقلق في تسليم الحلقات إلى المنصات والقنوات العارضة، وعن انسحاب ياسين من العمل، ونال كاتب المسلسل محمد فريد النصيب الأكبر من الاتهامات بأنه سبب التأخير وخروج الحلقات الأخيرة بهذا المستوى السيئ، وهو اتهام مبالغ فيه وغير دقيق بالنظر إلى الأحداث والتفاصيل المتعلقة بسير العمل من داخل كواليس تصوير المسلسل.
بداية سريعة ومتفائلة
من البداية تم الاتفاق على أن يستغرق تصوير العمل 100 يوم، وبالفعل بدأ التصوير في الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي، كما بدأ محمد رمضان تصوير أولى مشاهده في العاشر من يناير الماضي في مدينة الإسكندرية. ورغم أن سير العمل كان سريعاً ويدعو للتفاؤل، بالنسبة لأعمال المخرج محمد ياسين، المعروف بتأنيه وتدقيقه، إلا أن التصوير في الإسكندرية استغرق أياماً أكثر من المقرر لها، بسبب البطء وتوقف العمل عدة مرات لأسباب مختلفة.
مع ذلك لم تكن هناك مشاكل تدعو إلى القلق في معدل التصوير أو تسليم سيناريو الحلقات، وقد وصل عدد الحلقات التي تم تسليمها قبل شهر رمضان إلى 18 حلقة، وهو رقم كبير بالنسبة لأعمال رمضان التي تظل «بطنها مفتوحة» حتى اللحظات الأخيرة، وكل عام تحدث مشاكل كثيرة في معظم الأعمال بسبب التأخير في الكتابة والتصوير والمونتاج، خاصة أن الأعمال تعرض على الرقابة أيضاً بعد الانتهاء منها وأحياناً يضطر أصحابها إلى حذف واستبدال بعض المشاهد، وأحياناً تخرج الحلقات الأخيرة بطريقة متعجلة وسيئة جداً، كما حدث العام الماضي مثلاً في مسلسل «نسل الأغراب»، أو كما حدث هذا العام في اليوم الأول من رمضان عندما أعلن مدير الرقابة أن الحلقة الأولى من مسلسل «دنيا تانية» الذي تلعب بطولته ليلى علوي غير مطابقة لتعليمات الرقابة وهدد بإيقاف عرض المسلسل!
قلق الوحدة الثانية
بدأ القلق داخل مطبخ صناعة مسلسل «المشوار» مع بداية وصول المواد المصورة من الوحدتين الثانية والثالثة. بالرغم من استعانة ياسين باثنين من المخرجين الموهوبين كمخرجين للوحدة الثانية والثالثة، قبل أن يتم الاستعانة بعدد آخر من المخرجين لإنقاذ الموقف، ومع غياب الرؤية الموحدة وعدم الاتفاق مسبقاً على المواد المطلوبة، ثم ضغط الوقت مع دخول شهر رمضان، تبين أن المواد التي قامت الوحدات الأخرى بتصويرها غير كافية وبعضها لا يتوافق فنياً مع المواد الأخرى أو يعاني من بطء شديد في الإيقاع. واضطر صناع العمل إلى ملء الحلقات، بداية من الخامسة، بمواد لا يرضون عنها، أدت إلى شعور المشاهدين بالتكرار والملل، خاصة جمهور رمضان الذي اعتاد على أعمال تتسم بالحركة والأكشن والإيقاع السريع.
إقرأ أيضاً:
بعد تغيير «تتر» «المشوار» لمحمد رمضان.. هل يتنصل المخرج من المسلسل؟
وبدلاً من أن يكون لكل حلقة فكرة ووحدة منفصلة متصلة، على طريقة مسلسل «أفراح القبة» آخر أعمال محمد ياسين قبل «المشوار»، وحسب الاتفاق والخطة التي وضعها كل من مخرج ومؤلف العمل، فقد تم تكليف كاتب السيناريو بإعادة كتابة الحلقات لتتناسب مع وجود أكثر من وحدة تصوير تعمل في الوقت نفسه، ما ساهم في مزيد من الارتباك وظهور الأحداث بشكل مفكك وغير منسجم.
ظروف غير إنسانية
لقد بدأ «المشوار» بخطوات، وحلقات، شديدة التميز كانت تبشر بعمل استثنائي في الدراما المصرية، ولكن الشروط والظروف غير الفنية وغير الإنسانية التي يعمل تحت وطأتها صناع الدراما في مصر، دون أن يفكروا في تغييرها أو تحسينها، جعلت «المشوار» يتعثر بهذا الشكل المخجل، ولكن الأمل أن يستطيع مخرج العمل من داخل غرفة المونتاج أن يعوّض ما حدث، وأن يستعيد عافية عمله وجماله في نصفه الثاني.