السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

توفي عن 102 عام.. من هو الفلكي الكويتي صالح العجيري؟

عن عمر ناهز الـ102 عام، شيعت دولة الكويت قبل قليل جنازة العالم الفلكي الكبير صالح العجيري، إلى مثواه الأخير وسط حضور كبير من المشيعين.

وتقدم المشيعين رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والشيخ ناصر المحمد ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله.

وتوفي عالم الفلك والرياضيات الكويتي الشهير صالح العجيري، الذي عُرف عنه قراءته للمُستقبل، ومعرفته المُتقنة بعلم الفلك، حتى صار أحد أهم أشهر الفلكيين بالكويت وفي المنطقة بأسرها.

للراحل عدد من المؤلفات المُهمة في مجال الفلك أهمها: «الخطوط والدوائر»، وكتاب «أهمية ميل الشمس»، و«رصد الكواكب والنجوم»، و«مُداخلات الزمن»، وغيرها من الكتب التي تعتبر مراجع في مجال علم الفلك ورصد النجوم والكواكب.

النشأة



ولد الدكتور صالح العجيري ‏في مدينة الكويت وتحديداً بالحي القبلي عام 1920، وهو صاحب تقويم العجيري الشهير، الذي اعتمدته الكويت في جميع معاملاتها الرسمية.

تلقى الفلكي الكويتي الراحل تعليمه الابتدائي في الكتاتيب فتعلم اللغة العربية والفقه والحساب ومبادئ اللغة الإنجليزية وطرق مسك الدفاتر المتعلقة بعلم الحساب التجاري ثم انتقل إلى مدرسة لتربية الأطفال أنشأها والده في الفترة من 1922 حتى عام 1928 تفتح ذهنه وسبق زمانه بالعلم والمعرفة فنافس مدرسيه بالعلوم الحسابية.

التحق بالمدرسة المباركية في عام 1937 واستمر فيها حتى أتم بنجاح دراسة الصف الثاني الثانوي.

شجعه والده على دراسة الفلك، فأرسله إلى قبيلة الرشايدة في بر رحية جنوب غرب الجهراء، وهناك تعلم الرماية والفروسية فكان في أوقات الراحة يتأمل في السماء الزرقاء ليرى الشمس والقمر ما أدى إلى زيادة حبه للعلم بدل الخوف.

انتسب إلى مدرسة عبدالرحمن بن حجي مؤسس علم الفلك في الكويت ودرس على يديه، وفي عام 1935 درس الفلك على يد عبدالرحمن قاسم الحجي الأخ الأكبر لـ يوسف الحجي وزير الأوقاف الكويتي السابق.

رحلته للقاهرة



منذ عام 1946 قصد العجيري القاهرة، ودرس بجامعة فؤاد الأول بمدرسة الآداب والعلوم في القاهرة وخضع لاختبار إتمام الدراسة فيها في قسم الفلك ونجح بتفوق في 10 فبراير 1946.

بعد أن أتم دراسته في مدرسة الآداب توجه إلى المنصورة في شمال مصر واستكمل دراسته الفلكية فيها حتى حصل على شهادة علمية تفيد بتخصصه في علم الفلك من الاتحاد الفلكي المصري في الأول من أكتوبر عام 1952.

استمر الفلكي الشهير بالقاهرة طالباً للعلم في القاهرة وزاد في بحثه واطلاعه عن الرصد والاستكشاف ومُراسلة المراصد العلمية والمؤسسات العلمية الفلكية المتخصصة.

وزار الكثير من دول العالم منها: المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين والسعودية والسودان وتونس والجزائر وسويسرا وألمانيا وفرنسا وتركيا والعراق وإيران كما شارك في كثير من المؤتمرات الفلكية العربية والدولية.

بناء مرصد فلكي



في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين بنى العجيري مرصداً فلكياً في الكويت على نفقته الخاصة، وتوجه في عام 1973 إلى الولايات المتحدة الأمريكية لشراء القبة الخاصة بالمركز والتي كان طولها ثلاثة أمتار.

في عام 1977 تم اقتراح تسمية المرصد باسمه فسُمي مرصد العجيري، وشُكلت لجنة خاصة لإنشاء المرصد في 3 مارس عام 1981 تضمه هو وممثلين لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي والنادي العلمي.

في عام 1980 كرمه أمير الكويت الراحل جابر الأحمد الصباح على ما قدمه من إنجازات، كما منحته جامعة الكويت الدكتوراه الفخرية في العلوم عام 1981 وقلادة مجلس التعاون للعلوم عام 1988.

وقبل وفاته وفي تصريحات صحفية قال العجيري إنه لا يخشى الموت، إنما يخشى على أبنائه من بعده، وتمنى أن يجتمع المسلمون على صيام يوم واحد في رمضان الذي يتغير بدء الصيام فيه من دولة لأخرى، وبالتالي فهم يحتفلون بعيد الفطر في أيام مختلفة.