قبل بضع سنوات فقط، كانت السمراء الموهوبة رشيقة الحركة قاسية القلب لاسانا لينش تعمل موظفة استقبال مؤقتة، وفي حسابها أقل من دولار، قبل أن تصبح بطلة الفيلم الحالي لجيمس بوند والمرشحة الأولى للفيلم المقبل.
وتشير صحيفة صن إلى أن لاسانا لينش هي في الواقع البطلة الرئيسية الحقيقية لفيلم جيمس بوند «لا وقت للموت» وهي أول امرأة من ذوات البشرة السوداء تلعب دور صائدة أشرار وجواسيس في سلسلة الأفلام الشهيرة.
والحقيقة أن تلك المرأة اللندنية البالغة من العمر 33 عاماً التي تلعب دور الجاسوسة نومي لم تتوقف أبداً عن الاعتقاد بأنها ستحقق نجاحاً كبيراً في حياتها.
ويتفق النقاد الذين رأوها وهي تطلق النار وتشق طريقها عبر جثث الخصوم في الفيلم الجديد على أنها تستحق بالفعل أن تكون أيقونة نجاح، منوهين بأن موهبتها الفائقة تتيح لها أن تصبح رقماً صعباً في السينما العالمية.
لعبت لينش دور العميل الجديد للمخابرات البريطانية التي تقف بجوار جيمس بوند عندما يتم الاستعانة به في مهمة شاقة بعد تقاعده.
وفي أحد حوارات الفيلم تقول له مازحة إنها ستطلق الرصاص على ركبته السليمة أما المصابة فإنها ستعالجها فيما بعد!
وتكشف تلك المرأة القوية أنها تنتمي لعائلة تتميز بقوة نسائها وحكمتهن وعدم تراجعهن عن آرائهن مهما كلفهن الأمر من تضحيات، ولا ينظرن للخلف أبداً.
وبالفعل تبدو لاسانا منتمية لتلك العائلة، قياساً بصعودها الرائع والسريع بعد أن كانت تكتفي بمجرد دور صغير في المسلسل التلفزيوني «أطباء».
وكان أول دور رئيسي للممثلة هو دور ماريا رامبو، أفضل صديق للكابتن مارفل، في فيلم الأبطال الخارقين لعام 2019 الذي يحمل نفس الاسم. وبعد ذلك بوقت قصير تم اختيارها لدور نومي في فيلم بوند.
وتعترف أنها لم تتوقع قط أن تمثل دورين بنفس الحجم والتأثير في ذلك الوقت القصير، مشيرة إلى أنها ستلعب دور البطولة إلى جانب فيولا ديفيز في فيلم بعنوان The Woman King.
لكن الصعود إلى القمة لم يكن سهلاً للينش.
ولدت البطلة السمراء في هامرسميث، غرب لندن، وعانت من انفصال والديها وهي صغيرة، لكنها استمرت على صلة بهما، وأمضت بعض الوقت مع جدتها.
وتؤكد أنها منذ الطفولة كان لديها ثقة أنها تستطيع عمل شيء ما في حياتها وتنجح بقوة.
والتحقت الشابة الطموحة بمدرسة للدراما بوسط لندن كانت تضم أيضاً من بين طلابها إيمي واينهاوس، ودوا ليبا، والتحقت بعد ذلك بمدرسة للفنون التربوية في غرب لندن.
وبمجرد تخرجها، كانت لينش مصممة على عدم قبول الأدوار النمطية للممثلين السود، حتى لو كان ذلك يعني الكفاح من أجل تغطية نفقاتها.
وكان دورها التلفزيوني الأول هو دور صديقة مختطفة لمجرم في دراما بوليسية عام 2007، والطريف أنها كادت تفقد الدور بعد أن تأخرت في الاختبار من جراء ركوب قطار أنفاق خطأ.
المفارقة، أنها عندما وصلت مقر الاختبار مجهدة منهكة متوترة، استغلت تلك الحالة في تجسيد الدور فبدا تمثيلاً طبيعياً، وتم اختيارها.
ولعبت بعد ذلك دور البطولة في فيلم Fast Girls عام 2012، لكن مسيرتها المهنية سارت ببطء شديد، ما استدعى بحثها عن وظيفة يومية للمعاونة في نفقاتها.
وعملت لينش في شركة سيارات حفلات، وموظفة استقبال في عيادة طبيب، وبعد ذلك موظفة في هيئة الصحة البريطانية.
وتعترف أن حسابها البنكي كان يقترب من الصفر، لأن راتبها وما تكسبه من التمثيل يغطي بالكاد نفقاتها المتواضعة.
لكن صبرها واجتهادها أثمرا أخيراً عندما لعبت دور طيار مقاتل في فيلم كابتن مارفيل.
وأدت البطلة اللندنية الدور ببراعة لفتت أنظار منتجة جيمس بوند باربرا بروكلي التي اختارتها في الفيلم الأخير لدانيال كريغ.
وشاركت لاسانا مع المخرج كاري فوكوناجا وكاتبة السيناريو فيبي والر بريدج في إضفاء الطابع الإنساني على البطلة.
وتحدت كل محاولات التنمر على سوشيال ميديا بعد إعلان اختيارها وصممت على أن تثبت لكل هؤلاء خطأهم، وأنها البطلة الخارقة الجديدة في السينما العالمية، وهو ما أكده الجميع من نقاد وجماهير بعد مشاهدة الفيلم.