عاش رشوان مع زوجته الراحلة قصة حب عظيمة ويعترف في حواره مع «الرؤية»، بأنها كانت المسؤولة عن كل شيء في حياته حتى إنه كان يأخذ مصروفه منها.
ويعترف الممثل الكبير كذلك بفضل الممثلة زيزي البدراوي عليه بعد أن قبلت به ممثلاً أمامها في سهرة تلفزيونية، وكان شخصاً مجهولاً بينما تسببت النجمة فاتن حمامة في إبعاده عن فيلمين مهمين لها هما الباب المفتوح وأريد حلاً.
«الرؤية» التقته في هذا الحوار الذي يتذكر فيه علاقته الطويلة مع الإمارات وكيف أخرج أول مسلسل إماراتي وكيف التقى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» .وإلى نص الحوار:
كيف أثرت نشأتك في حي السيدة زينب على شخصيتك؟
أمي وأبي هما أصحاب التأثير الأكبر في حياتي، فوالدتي سيدة بسيطة لكنها متدينة، تبكي حين تتوضأ، وتتهجد حتى الفجر، وتزور السيدة زينب مرتين في اليوم. فكانت على درجة عالية من الشفافية.
أما والدي فكان محباً للفن، وكنا نذهب معاً للسينما في السيدة زينب بانتظام. فأساس البيت كان منضبطاً: أم متدينة تعلمنا الدين والأخلاق وأب يحب الفن ويهب كل تفاصيل حياته لأبنائه وهو ما شكل شخصيتي وتعاملاتي.
تزوجت في سن صغيرة.. كيف ترى تأثير استقرارك العائلي على حياتك الفنية؟
تزوجت وأنا طالب في الجامعة، فكنت طالباً في كلية الحقوق وكنت أمثل في مسرح الجامعة، وكانت أختها الكبرى تسكن في المنزل ذاته، فألحت عليها والدتي لحضور المسرحية، وكانت أميمة على عكس كثير غيرها من البنات تبحث عن الزوج الذي تكافح معه. تزوجنا وعشت معها 62 عاماً على الحلوة والمرة، وكانت هي المسؤولة عن كل شيء في حياتنا. والمنزل الذي أعيش هي التي جهزته بكل شيء، وربت أولادي أفضل تربية، وكنت آخذ مصروفي منها.
وفي أيامها الأخيرة قالت لي أنت مسرف، لأنني لم أكن مسؤولاً عن أي شيء في المنزل من قبل ولا أعرف شيئاً عن كيفية تسيير المنزل أو كيف أنفق؟ ولكن نتيجة هذا الكفاح أكرمنا الله بالكثير من نعمه، فأدينا فريضة الحج 7 مرات، حتى بعد وفاتها لا أتركها فكل أسبوع منذ وفاتها أزور قبرها.
كانت بدايتك مع التلفزيون ولم تعمل في وظيفة واحدة فكنت مذيعاً ومدير استوديو ومخرجاً وممثلاً.. ما ذكرياتك عن تلك الفترة؟
أكرم الله هذا الجيل بظهور التلفزيون في مصر، لأن المسرح كان القومي فقط أو مسارح الهواة. وكان في مسارح الهواة أعظم العبقريات المسرحية مثل سعد أردش وصلاح منصور، ولكن العمل كان من دون أجر غالباً، وقد سبقني إلى العمل في التلفزيون صديقي المخرج الكبير أحمد توفيق.
وفي يوم افتتاح التلفزيون عام 1960 بدأت العمل معه، حيث جعلني مدير استوديو، وكانت مهمتي أن أشاهد فقط ما يجري في الاستوديو.
وأنا مدير استوديو طلب مني المونتير كمال أبوالعلا مساعدته في برنامج «من الجاني؟» وحصلت بهذه الوظيفة على تدريب جيد جداً، لأنه كان لا مركزياً في العمل فكنت أقوم بكل تفاصيل العمل تقريباً، وفي هذا التوقيت خضت امتحاناً للمذيعين، ليتم تكليفي ببرامج الشباب بعد رحيل مذيعته أماني ناشد.
كنت بطل أول سهرة في التلفزيون المصري، وكان للفنانة زيزي البدراوي فضل عليك.. كيف حدث ذلك؟
كنت بطلاً لأول سهرة تلفزيونية بالصدفة.. فالتلفزيون كان يضم عدداً من الخبراء الأجانب الذين جاؤوا لتدريب العاملين. وقد قرر الخبير الأمريكي أن على من يريد التدريب على الإخراج التلفزيون تقديم درس عملي متمثل في إخراج سهرة تلفزيونية كان أبطالها أحمد رمزي وزيزي البدراوي. وقبل التصوير انسحب رمزي ولم يكن هناك وقت لإحضار نجم جديد.
هما قال المساعد الخاص به إن لدينا مذيعاً من خريجي معهد التمثيل يمكن أن يقوم بالدور، وبالفعل أديت بطولة السهرة أمام زيزي البدراوي التي كانت في هذا التوقيت أشهر من سعاد حسني، ووافقت أن أكون البطل أمامها وأنا مجهول الهوية وقتها.. وهو الجميل الذي أدين لها به.
أما الإخراج فكنت أعمل في برنامج «من الجاني؟» وفي الوقت نفسه عملت في برنامج «من الحجرة»، وكان برنامجاً يتحدث من حجرة ضابط الشرطة وكنت أنا المخرج للبرنامجين.
وفي العيد الفضي للتلفزيون فوجئت بزملائي الذين استمروا بالعمل كمخرجين يقولون لي إننا اكتشفنا أن أول شخص يسمى مخرجاً بقرار إداري كان أنت.
كنت من مؤسسي مسرح التلفزيون.. ما ذكرياتك عن هذه التجربة؟
كنت والراحلان المخرج أحمد توفيق وعزت العلايلي دفعة واحدة في معهد التمثيل. وقد حصلت على التعيين وعزت في يوم واحد في التلفزيون، ضمن 15 شخصاً من خريجي المعهد العالي للتمثيل. فقلت للعلايلي وتوفيق: لماذا لا نؤسس فرقة مسرحية للتمثيل. وكتب لنا المذكرة حينها المخرج الكبير فايق إسماعيل وبالفعل لاقت المذكرة القبول، واستعان التلفزيون بالمخرج العبقري سيد بدير ليدربنا ويؤسس المسرح. فأسس 3 فرق مسرحية استوعبت نحو 45 ممثلاً. كان فيها يوسف شعبان وصلاح قابيل وحسن مصطفى وحمدي أحمد وغيرهم من كبار الممثلين حالياً.
بدايتك مع فاتن حمامة لم تكن جيدة، ما قصة اللقاء الأول لك مع سيدة الشاشة؟
في فيلم «الباب المفتوح» أراد المخرج هنري بركات تقديم وجوه جديدة فوقع اختياره عليّ أنا ومحمود الحديني ومحمود مرسي، ولكن تم استبعادي من الفيلم ليقوم بدوري لاعب الأهلي الشهير صالح سليم، وأعتقد أن حياتي الفنية كانت ستتغير لو كنت حصلت على الدور.
وبعد 17 عاماً اختارني المخرج صلاح ذوالفقار لفيلم «أريد حلاً»، ولكن بعد مقابلة فاتن حمامة لم أحصل على الدور أيضاً، وحصل عليه شقيق زوجة صالح سليم. وعرفت بعد ذلك أن العلاقة وطيدة بين عمر الشريف وفاتن حمامة وأسرة صالح سليم، وكانت فاتن حمامة هي صاحبة القرار في اختيار الممثلين أمامها، ولكنني عملت معها بعد ذلك في مسلسل «ضمير أبلة حكمت»، وكانت تذكرني جيداً، وكان لقبي عندها «الراجل الطيب».
جسدت أدواراً شريرة قليلة.. لماذا؟
لأن ملامحي يقال عنها إنها ملامح طيبة فلا تليق بأدوار الشر، ولكنني أصلح لأدوار الشر الذي يكون فيها الشرير ملامحه طيبة لكن روحه شريرة، لكن من منة الله علي أنني في أدوار الشر وفي لحظات الانفعال تتغير ملامحي.
هل الملامح الطيبة هي السبب في مشاركتك بالعديد من المسلسلات الدينية التي اشتهرت بها؟
المسلسلات الدينية أعتبرها دعوة إلى الله، لأنها تصل لقلوب الناس بالحكمة والموعظة الحسنة. ومن نعم الله علي أني شاركت في الكثير منها، ولكن للأسف الشديد، المسلسلات الدينية غابت بسبب غياب الدولة عن الإنتاج التلفزيوني لأنها مرتفعة الكلفة والمنتج يريد المكسب، والدراما الآن تشهد الكثير من المشكلات أهمها سيطرة العنف رغم أن التلفزيون هو للأسرة.
لك الكثير من الذكريات مع دولة الإمارات هل لك أن تحكي عنها؟
أعشق دولة الإمارات وقادتها، وما زال اليوم الذي تشرفت فيه بمقابلة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، محفوراً في ذاكرتي، حيث كانت أثناء افتتاح استوديوهات عجمان، وكنت حينها مشاركاً في مسلسل «عمر بن العزيز»، الذي جسد بطولته محمود ياسين. وأذكر أنني أخرجت أول مسلسل ضخم أنتجته الإمارات وهو مسلسل «زيد بن عمرو» الذي شارك فيه نخبة من النجوم المصريين.
كم أذكر أنني تشرفت بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في مدينة دبي للأستديوهات، وكنت حينها أرتدي زي التمثيل، ولكن لم أقم بوضع المكياج فالتفت لي سموه ممازحاً «إيه الشباب ده كله». عامة سافرت إلى الإمارات كثيراً وشاركت في العديد من مسلسلات استوديوهات عجمان، وأحب الإمارات قيادة وشعباً لأنها واحة الإنسانية.