وأوضحت جلال خلال حوارها مع «الرؤية» أن المرأة العربية قطعت شوطاً كبيراً في المجال الإعلامي، وتحديداً خلال العقدين الأخيرين من الزمن، وتمكنت من إجراء أهم الحوارات السياسية والاقتصادية إلى جانب التغطيات الميدانية مروراً بتغطية مناطق النزاعات والصحافة الاستقصائية وصولاً إلى رئاسة التحرير.
وأكدت أنه على العكس مما يعتقد البعض من أن السخرية مهمة رجالية، فإن المرأة قادرة على تقديم البرنامج الساخر شريطة أن تمتلك رؤية ومعرفة تريد نقلها في قالب كوميدي أو خفيف الظل لجمهورها، وليس لمجرد اقتحام مجال إعلامي جديد، لافتة إلى أنها تجد في «أبلة فاهيتا» برنامجاً جيداً يحقق نسبة مشاهدة عالية وجماهيرية واسعة.
الرحلة لقناة الشرق
وعن رحلتها لقناة الشرق الإخبارية، قالت: "أؤمن أن الحياة رحلة، ولا يمكن للإنسان البقاء في مكان واحد ويتوقع أن تتغير الأمور لصالحه. فالحياة لا تعرف السكون، والتقدم على المستويين المهني والشخصي من خلال زيادة معارفنا في الحياة وخبراتنا المهنية يتطلب منا التحرك الدائم من نقطة لنقطة ومن محطة لأخرى.
وتابعت: لم أتوجه للشرق فقط سعياً لاكتساب خبرة مهنية جديدة في مؤسسة عربية تجمع إعلاميين ينتمون لأكثر من أربعين جنسية، وليس فقط لإيمانها بأهمية الشعار الذي تتبناه الشرق، (نضع النقاط) أي توفير السياق الضروري لفهم الأحداث من حولنا في وقت تتسارع فيه التطورات وتتعدد مصادرها ويغيب الفهم الحقيقي والوعي بعمقها، لكن لأنها أيضاً تسعى للتطور على المستوى الشخصي من خلال خوض تجربة جديدة خارج المنطقة المألوفة والمعتادة بالنسبة لها.
البرامج الساخرة
وترى جلال أن ما أنجزته المرأة في الساحة الإعلامية العربية، وتحديداً خلال العقدين الأخيرين من الزمن، أكد بما لا يدع مجالاً للشك قدرتها على لعب جميع الأدوار بكفاءة وجدارة، فمن الحوارات السياسية والاقتصادية إلى التغطيات الميدانية مروراً بتغطية مناطق النزاعات والصحافة الاستقصائية وصولاً إلى منصب رئاسة التحرير.
واستطردت: أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا ما قدمه الجيل الأول من الإعلاميات الرائدات، والنجاح الذي حققنه وأنا على ثقة تامة بأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة انطلاق الإعلاميات العربيات إلى العالمية، ونحن نرى تباشيرها مع وجود عدد من الصحفيات العربيات في مناصب متقدمة بوسائل الإعلام الدولية العريقة.
.
الكفاءة والثقافة
وعن وصيتها للشباب من الإعلاميين، أوضحت أنها «توصي الجميع دائماً ونفسها قبل الجميع، بالتركيز على المهنة وأصولها وإحاطتها بما يليق بها من إجلال واحترام بما يتفق مع تطلعات الجمهور، ويأتي في مقدمة ذلك التركيز على العلم والمعرفة كي يتمكن مقدم البرامج من توفير محتوى يقدّم قيمة مضافة لمتابعيه».
وتابعت: لا أؤمن بالتخصص في مجال التقديم الإعلامي والمعيار الوحيد الذي يجب أن يحتكم إليه العمل هو الكفاءة والثقافة، إذا كان مذيع التوك شو يريد خوض السياسة فعليه أن يكون أهلاً لها والعكس صحيح إذا كان مقدم السياسة يريد الاتجاه إلى المنوعات فعليه أن يمتلك مقومات هذا القالب من الخفة واللباقة والقدرة على الارتجال وتنوع دائرة الاهتمام لتشمل المواضيع الفنية والمنوعة والاجتماعية".
وأشارت جلال إلى أن "قدوتها الإعلامية على المستوى العربي القديرة نجوى قاسم رحمها الله، فقد كانت تستمتع بمتابعتها وتعلمت منها الكثير، وأيضاً ملاك جعفر. أما في الساحة الدولية فهناك مذيعة سي إن إن كريستيان أمانبور، التي ترى أنها نموذج مهم من وجهة نظرها.
وتعتقد هبة جلال أن الشهرة مهما بلغت جاذبيتها ليست قيمة مضافة للإنسان، فهي لا تمنحه شيئاً حقيقياً، والقيمة الحقيقية التي يملكها من يعمل في المجال الإعلامي هي أفكاره ومدى تطورها، وعلاقاته الإنسانية وقدرته أن يكون فعالاً ومؤثراً.
منصات التواصل
تتعامل هبة مع منصات التواصل بكثير من الحذر، ورغم أن هذه المواقع قربت المسافات كثيراً وفتحت آفاقا واسعة للناس لكي يقدموا أنفسهم للمزيد من المتابعين من جمهور يصعب الوصول إليه سواء جغرافياً أو اجتماعياً، وفتحت إمكانات لا حدود لها لنشر الأفكار، «لكنها تمثل أحياناً اختراقاً كبيراً للخصوصية ولها أضرار كبيرة وسهلت انتشار ظواهر سلبية كثيرة كالتحرش والتنمر والتعدي على الغير، وحتى نشر الأفكار العنيفة والمتطرفة»، لذلك تحاول التواصل عن طريق هذه المنصات، لكن بحساب، مع تفضيلها المستمر للتواصل البشري.
الرقابة الذاتية
لا تؤمن المذيعة المصرية بالقاعدة التي تقول إن الإعلامي يجب أن يكون محايداً وألا يكشف عن آرائه تجاه القضايا المختلفة أو ميوله الرياضية كتشجيع فريق بعينه، "فالمذيع ليس إنسانا آلياً.. ولا يجب أن يكون مجرد مؤدٍ يقرأ الأخبار أو ينقل أسئلة من دون تأثر أو فهم أو معرفة، ويجب أن يكون للإعلامي رأي وقضية.. لكن هناك فرقاً بين أن يكون صاحب قضية وأن يحاول فرض قضيته على المشاهدين أو يحمل أجندته الخاصة إلى المحتوى الذي يُقدّمه، وجوهر العمل الإعلامي في ممارسة الرقابة الذاتية، فلا رقيب عليه سوى ذاته وإيمانه برسالته، والأساس يجب أن يكون دائماً الموضوعية والاتزان والوعي”.
وعن طموحاتها، قالت جلال إنها تتمنى الوصول لشريحة أكبر من الناس، وأن تساهم في إحداث تغيير إيجابي في الحياة، وأن تعبر عن نفسها بصورة أفضل، وأن تمثل بلدها مصر بطريقة مشرفة وأن تكون قدوة إيجابية لبنات جيلها.