أطلقت المطربة بلقيس فتحي، أحدث أعمالها الغنائية المصورة «انتهى» من ألبومها الجديد «حالة جديدة»، واستطاعت خلال أغنيتها كسر حاجز الـ8 ملايين مُشاهدة على منصة «يوتيوب»، جمهور بلقيس لم يدع الأمر يمر مرور الكرام، خصوصاً أن الأغنية جاءت بعد الفنانة الشهيرة رفعها قضية خلع على زوجها في وقت سابق، واعتبروا أن الأغنية تعبر عن حالتها تلك، وهو ما أكدته بلقيس في تصريحات صحفية قالت فيها إن الأغنية تمسها بشكل شخصي، وكتب عبر «ستوري» على حسابها بـ«إنستغرام»: «لازم الواحدة فينا تعرف متى تقول انتهى».
وأوضحت بلقيس في تصريحات صحفية أن رسالة أغنيتها رسالة لكل امرأة أن تكون شخصيتها قوية، وأن تُنهى علاقتها بأي شخص لا يحترمها سواء في حياتها الشخصية أو العملية.
من ناحية أخرى طرح المطرب المصري محمد رشاد، أغنية جديدة حملت اسم «أنا مش شمتان»، قبل أن ينشر جزءاً منها عبر حسابه على «إنستغرام»، وهو الأمر الذي جعل الجمهور يربط بين طرح الأغنية في هذا التوقيت ومشكلاته مع زوجته السابقة المذيعة مي حلمي.
ويبدو أن شكل كليب الأغنية والتي بدأ برسائل من حبيبة محمد رشاد السابقة، وهي ترجوه أن يُعطيها فرصة جديدة في علاقتهما، وإبداء ندمها دون أن يرد برسالة مُقابلة ويكتفي بالغناء، هو ما استدعى مي حلمي مرة أخرى، حيث كانت علاقتها برشاد مليئة بالشد والجذب والرسائل المتبادلة على الـ«سوشيال ميديا» إضافة لاسم الأغنية نفسها، وهو ما عبر عنه الجمهور في المقاطع الترويجية على حساب رشاد على «إنستغرام» قبل أن يطرح الأغنية على «يوتيوب».
إيصال المطرب أو الملحن أو حتى الكاتب رسائل الشوق والحب وحتى الفراق عبر نغمات الأغنية التي يُقدمها ليست جديدة، وربما كانت رسائل الملحن العبقري بليغ حمدي للمطربة وردة الجزائرية أبرز الأمثلة على ذلك، حتى يُقال إن كثيراً من أغنياته التي لحنها للسيدة أم كلثوم كانت رسائل لوردة، ومنها: «كل ليلة وكل يوم- سيرة الحب- ظلمنا الحب» حتى جاءت أغنية «بعيد عنك» عام ١٩٦٥، فعلمت الست أم كلثوم أن بليغ يبث شوقه وغرامه من خلال أغنياتها، فقالت له: «إيه يا بليغ.. أنا حاشتغلك بوسطجى».
وكانت أغنية «لا تكذبي» التي غنتها الفنانة نجاة رسالة هيام من الشاعر كامل الشناوي لها، ولم تكن نجاة تُبادله نفس المشاعر الرقيقة التي كان يكنها لها، فكتب الأغنية واصفاً حالة حبه لها مُعبراً عن مشاعره تجاهها.
ومن معاني الغرام إلى حب الأبناء وهو ما قدمه الفنان عمرو دياب في أغنياته، فمثلاً عندما أنجب توأميه عبدالله وكنزي غنى لهما «قمرين»، وغنى كذلك «نور العين» لابنته نور.
الفنان هاني شاكر قدم أغنية «صعب جداً» عقب وفاة ابنته دينا وأهداها لروحها، وهو ما فعلته الفنانة ليلى غفران في غنائها «مشتاقة ليك حبيبي» وأهدتها لابنتها هبة التي توفيت في حادث أليم على يد لص بعد محاولة سرقة منزلها.
معاني صادقة
يرى الناقد الموسيقى محمد حسين الشيخ صاحب «بودكاست» «الشيخ والمقام» الباحث في تاريخ الموسيقى أن أساس الأغنية التعبير عن الحالة النفسية لمُبدع العمل خصوصاً الكاتب إلى جانب المطرب الذي قد يطلب كتابة حالة نفسية معينة يمر بها.
وأضاف الشيخ في حديثه مع الرؤية «تلك الحالة موجودة منذ عصور ما قبل الاحتراف وحتى مُنذ الحضارة المصرية القديمة ثم عصور الإغريق والرومان، وكان الموسيقي هو الشاعر وهو الخطيب وهو العاشق وهو رجل الدين، وكثير من أغاني الحب عند قراءة نصوصها عند الفراعنة ستجد أنها تحكي تجارب واقعية، وفي الحضارة العربية الإسلامية أيضاً كانت دوافع المغني النفسية في أوقات كثيرة هي الدافع لأغانيه مثل إبراهيم الموصلي، وهو من أشهر المغنين والملحنين في العصر العباسي الأول، كان يحب جارية عنده اسمها ذات الخال، وكثير من أغانيه ألّفها بنفسه حباً لها».
عبدالوهاب ونهلة القدوسي
ويحكي الباحث في تاريخ الفن للرؤية بعضاً من حكايات الحب التي سجلتها أغنيات المُطربين تأثراً بحبهم، ومنهم محمد عبدالوهاب الذي كان مُتزوجاً من السيدة إقبال نصار (أم أولاده)، وعندما قابل السيدة نهلة القدسي أحبها وقرر أن يتزوجها، لكنها في البداية كانت رافضة ذلك.
ويستطرد «تملك عبدالوهاب إحساس أنه يترك زوجته (إقبال) التي كانت حريصة عليه رغم خلافاتهما الزوجية، ويبحث عن حب ربما لا يهتم بمشاعره هو حبه لنهلة القدوسي، فطلب من الشاعر حسين السيد كتابة تلك المشاعر، فكانت أغنية بفكر في اللي ناسيني، وفهمت نهلة القدوسي الأغنية، وحدث الزواج».
بليغ وردة
قصة أخرى يذكرها الشيخ بطلاها الملحن بليغ حمدي والفنانة وردة ويقول: «كانت وردة قد تركت مصر في الستينيات لأسباب سياسية، فشرح بليغ لصديقه الشاعر محمد حمزة مشاعره فكتب حمزة أغنية العيون السود، ومثلما عبر بليغ لوردة عن مشاعره بأغنية فارقها أيضاً بأغنية، حينها طلبت وردة الطلاق، وبعد الطلاق دخل بليغ في حالة حزن شديدة أخرجت أغنية الحب اللي كان الذي كتبها ولحنها وغنتها ميادة الحناوي».
ويختم الشيخ «يُمكننا القول إن الأغنية النابعة من تجربة حقيقية تكون أكثر حرارة وتلقائية من الأغاني المصنوعة لأكل العيش «فقط».