رغم وفاتها منذ يومين ما زالت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر تنعى الإعلامية ملك إسماعيل التي توفيت مُتأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، حيث تم تداول مقاطع فيديو لأعمالها التليفزيونية التي كانت تجسد بها يوميات الشارع المصري، إضافة لبصمتها الواضحة خلال مشوار إعلامي استمر لنحو 30 عاماً.
وتُعتبر ملك إسماعيل من الجيل الذهبي لماسبيرو، حيث قدمت عدداً من البرامج التي قامت على التفاعل مع الناس بشكل مُباشر ومنها برنامج دائرة الضوء وفرصة العمر وانتهت ببرنامج سلوكيات وعلى الطريق، وهي البرامج التي كانت صداعاً في رأس الفاسدين ومخالفي القانون حتى وصل الأمر لتهديدات تلقتها بحرق سيارتها وتهديدها بالقتل.
وناقشت ملك قضايا مهمة خلال مشوارها الإعلامي مثل إجبارها بعض شركات المياه المعدنية بتغيير مصطلح «مياه معدنية» على عبواتها بعد خوض ملك مغامرة لتحليل المياه لتكتشف أنها ليست معدنية، وناقشت عدداً كبيراً من القضايا المسكوت عنها في مصر في فترة الثمانينات فأسست بذلك لمدرسة الصحافة الاستقصائية التلفزيونية.
كما شاركت الإعلامية الراحلة في عمل فني وحيد وهو فيلم «نفوس حائرة» عام 1968، من تأليف وإخراج أحمد مظهر وظهرت فيه بشخصيتها الحقيقة كمذيعة.
واختتمت ملك إسماعيل مشوارها الإعلامي في ماسبيرو في عام 1997 بعد إذاعة القناة الأولى التي كانت ترأسها في ذلك الوقت خبراً عن وفاة الفنان فريد شوقي وهو على قيد الحياة ليتم التضحية بملك وإقالتها من منصبها على إثر تلك الشائعة.
وقد نعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر، وأكد المجلس أن مصر فقدت إعلامية كبيرة ورمزًا من رموز الإعلام المصري والعربي.
كما نعتها وسائل التواصل الاجتماعي في مصر خصوصاً ممن عاصروها في فترة الثمانينات، وقال الكاتب عماد الدين عبدالهادي: «رحلت الإعلامية ملك إسماعيل في الوقت المناسب للرحيل، من الإعلاميات اللي أدركت مبكراً أن التغيير الثقافي والاجتماعي مش عاوز قعدة في الاستوديو وتجيب نخباويين يتكلموا، لا بل لازم تشيل كاميرتك وتنزل «ع الطريق» «عشان تعرف» «سلوكيات» الناس حصلها تغيير مداه قد إيه... فاكر من زمان موسيقى برنامج سلوكيات وصوت ملك إسماعيل المميز وحديثها مع جميع شرائح الشعب، من موظف لبائع روبابكيا، ومن بنوته راجعة من مدرستها، لسيدة كانت راكبة عربية مرسيدس.. إلى رحمة الله يا ست ملك».