يعاني عدد من الفنانين حالياً من تجاهل المخرجين والمنتجين والامتناع عن ترشيحهم لأدوار رئيسية أو حتى ثانوية فضلاً عن عدم تكريمهم داخل الوسط الفني، كما يشكون عدم السؤال وغياب الزملاء والأصدقاء عنهم بعد أن كانوا محط الأنظار وملء الأسماع والأبصار، يضحكون ويمتعون الجماهير، إلا أنهم حالياً ومن خلف ستار العزلة يصبون غضبهم على زملاء الكفاح الذين ولّوهم ظهورهم.
رشوان توفيق
يؤكد الفنان رشوان توفيق أن السينمات العالمية، كالفرنسية، لا تتجاهل فنانيها الكبار بل تصدرهم كأبطال للأفلام السينمائية رغم كبر سنهم، وتقدم لهم موضوعات تتناسب مع أعمارهم وقيمتهم الفنية، وأشار في أحد لقاءاته الإعلامية أنه يعتز كثيراً بتكريم وزارة الثقافة له معتبرها بصمة الدولة التي تسهم في إعلاء روحه المعنوية والنفسية بصورة كبيرة، منوهاً إلى أنه قدم أعمالاً فنية لا تزال باقية في وجدان الناس حتى الآن.
وأضاف أنه لن يتنازل عن المكانة الكبيرة التي حققها خلال مسيرته الفنية الطويلة، معرباً عن حزنه الشديد، لوجود فنان كبير بقيمة وقامة أحمد خليل بعد تقديمه تاريخاً فنياً مشرفاً في منزله حالياً ولا يعرض عليه أدوار برغم موهبته الكبيرة وكونه ممثلاً عظيماً وأوضح عدم وجود كتاب يكتبون أدواراً للفنانين الكبار حينما يصلون لمرحلة عمرية معينة.
ولفت إلى ضرورة عدم ترك الفنانين الكبار في منازلهم دون أن تُقدَّمَ لهم أدوارٌ معينة جديدة تليق بهم وبقيمتهم الفنية بعد أن تركوا تاريخاً فنياً مشرفاً.
عبدالرحمن أبو زهرة
تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مع التصريحات «المفاجئة» التي أدلى بها الفنان المصري عبدالرحمن أبو زهرة، على إحدى القنوات المصرية وحديثه بأنه يعاني من اكتئاب شديد بسبب إهماله من قبل المنتجين الجُدد وعدم إشراكه في أعمالهم.
وشكلت تصريحات الممثل المصري، مادة دسمة للنقاش بين المغردين الذين رأوا أنه من المفترض أن يتم تكريم الجيل القديم من الممثلين وليس تجاهلهم بهذه الطريقة «المهينة»، خاصة أنهم يشكلون جزءاً كبيراً من ذاكرتهم عبر الأعمال الكبيرة التي أدوها.
وطالب المغردون بأن يتم إنصاف الممثلين الكبار ومن بينهم أبوزهرة، معبرين عن استغرابهم من تجاهل الممثلين القدماء، ومن بينهم عبدالرحمن أبوزهرة الذي ظهر في أعمال درامية عدة.
وعبّر أبوزهرة البالغ من العمر 60 عاماً في حديثه التلفزيوني أنه يشعر بالغربة في الساحة الفنية، مشيراً إلى أنه يفكر حالياً في اعتزال التمثيل لعدة أسباب، أهمها عدم عرض أعمال جديدة عليه، وثانيها الخوف من الإصابة بفيروس كورونا.
ووجه الفنان المصري رسالة إلى المنتجين قائلاً: «يوجد شخص اسمه عبدالرحمن أبو زهرة نفسه ياخد فرصة في بطولة عمل كوميدي»، مردفاً أنه ممثل كوميدي كبير كما يتعجب من حصره في أدوار تراجيدية.
كما كشف عن تفكيره في الذهاب إلى طبيب نفسي بسبب الاكتئاب الذي يعاني منه مطالباً المنتجين أن يلتفتوا للوجه الجديد «عبدالرحمن أبو زهرة»، ويسمحوا له بالفرصة أن يعمل ممثلاً ويكون ممثلاً صاعداً على حد قوله، موضحاً أنه يحتاج للعمل خاصة أنه يستطيع أن يقدم جميع الأدوار.
حسن يوسف
أعرب الفنان الكبير حسن يوسف عن غضبه الشديد تجاه المنتجين والمخرجين، نظراً لتجاهلهم التام تجاه الفنانين القدامى أمثال عزت العلايلي ويوسف شعبان.
وتابع: المخرجون والمنتجون الحاليون يتجاهلون النجوم كبار السن ذوي القيمة والقامة الكبيرة، على عكس باقي الدول الأخرى، وبالتحديد الأوروبية التي تتمتع بالتقدير الشديد للفنانين القدامى حتى لو كانت أعمارهم تجاوزت الـ90 عاماً.
وعن تعمد المخرجين والمنتجين تجاهل الفنانين القدامى، قال: ليس تعمداً بل هو جهل فني وقلة وعي، وختم حديثه قائلاً: أتمنى أن أقدم عملاً درامياً مؤثراً مثل إمام الدعاة.
محمود الجندي
محمود الجندي تجاهلته كل المهرجانات الرسمية وجاء تكريمه الأول بمهرجان للهواة، مشيراً في أحد اللقاءات الإعلامية قبل رحيله إلى أنه حارب في الصخر وبدأ العمل في الفن ككومبارس مبدياً أسفه أنه بعد مشوار امتد 50 عاماً يتم تجاهله في كل المهرجانات الفنية الرسمية.
كما وجه الراحل عتاباً ولوماً لأكثر من جهة ولأكثر من فنان مؤكداً أنه لا يريد توجيه أي رسالة لهم إذ يكفيه حب الناس وحب الله قبل كل شيء والذي ساعده ومنحه وجهاً لم يشخ بسرعة ساعده على لعب أدوار كثيرة بعمر بعيد تماماً عن عمره الحقيقي وهو ما جعله مستمراً في الفن والعمل حاصداً النجاح وإعجاب الناس وإشادة النقاد، أما عن التكريمات فوصفها بأنها لم تصبح ذات قيمة لأنها غير خالصة وتشوبها شوائب كثيرة.