في أول إنتاج مشترك مع استوديوهات «مترو جولدن ماير» MGM العالمية، وبالتزامن مع عرضه على منصة «برايم فيديو» أمازون العالمية تعرض منصة "شاهد VIP" حالياً المسلسل الأمريكي Billy The Kid أو «الصبي بيلي»، الذي يروي قصة واحد من أشهر الخارجين على القانون في «الغرب الأمريكي»، والذي بدأ حياة الإجرام في سن المراهقة، وأصبح مطارداً لسنوات من قبل السلطات قبل أن يلقى مصرعه وهو لم يزل في الثانية والعشرين من عمره.
ملحمة شعبية
المسلسل قام بتأليفه وإنتاجه وإخراج بعض حلقاته المخرج مايكل هيرست، مبدع مسلسل «الفايكنج» وعدد من المسلسلات الناجحة الأخرى. وقد شارك في إنتاجه كل من Epix Studios وMGM International Production بالشراكة مع NENT’s Viaplay، بينما تتولى توزيعه حول العالم شركة MGM.
المسلسل الذي يقوم ببطولته الممثل البريطاني الشاب توم بلايث في دور بيلي ذا كيد، يحاول أن يقدم صورة أشمل وأكثر واقعية لشخصية «بيلي ذا كيد» التي تحولت لواحدة من ملاحم الغرب الأمريكي، وواحدة من أوائل شخصيات الخارجين على القانون التي يتعاطف معها الفن الشعبي من أغان ومواويل وحكايات وأفلام، وكانت محوراً لعشرات الأعمال الفنية والكتب والبرامج على مدار أكثر من قرن.
ولد بيلي ذا كيد (اسمه الأصلي هنري ماكارتي، وتسمى في وقت ما باسم ويليام ه. بوني، لأبوين أيرلنديين كاثوليكيين في مدينة نيو يورك سيتي 1859. توفي أبوه وهو صغير وانتقلت أمه، مصاحبة إياه وأخاه الأصغر إلى ولاية انديانا، حيث تزوجت مرة أخرى من رجل أفاق كان يسيء معاملتها، ومعه انتقلت الأسرة إلى ولاية نيومكسيكو، حيث توفيت أمه بمرض الربو (أو السل كما كان يطلق عليه). بعد تخلي زوج الأم عنهما تيتم الشقيقان، وفي سن الخامسة عشرة قام بيلي بأول جريمة في حياته بسرقة بعض الطعام ومغسلة صينية، حيث قبض عليه وحكم عليه بالسجن كما جاء في خبر نشرته صحيفة «هيرالد سيلفر سيتي» في اليوم التالي، وهو أول خبر يذكر فيه اسم بيلي. وقد هرب بيلي من محبسه بعد يومين، ليظل «مطارداً» لبقية عمره. ويقال إنه قام بقتل ثمانية أو تسعة أشخاص منهم رجل شرطة قبل أن يقتل على يد أحد رجال الشرطة.
رؤية مختلفة
تختلف الحكاية كما يرويها المسلسل عن المصادر التاريخية، حيث تم تعديل وتغيير ترتيب بعض الأحداث، واختزال وإضافة بعض الشخصيات، منها قصة حب مع إحدى الفتيات، وقصة حب أخرى مع فتاة خارجة على القانون، لا يوجد ذكر لها في المصادر التاريخية، ويمكن أن تكون مستلهمة من شخصية حقيقية لا علاقة لها بقصة بيلي، ويبدو أن هدفها هو إضافة شخصية امرأة قوية للمسلسل، وإثارة مزيد من التعاطف مع البطل.
ولعل أهم ما يميز المسلسل هو أنه يسعى لرسم صورة واقعية للحياة الصعبة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أمريكا، بما في ذلك تدفق المهاجرين من كل مكان والصراعات العرقية وقسوة الطبيعة وعدم توفر الاحتياجات الأساسية للحياة، وضعف قبضة القانون والهيئات المنوطة بتنفيذه، وأيضاً انتشار الفساد والجرائم التي يرتكبها الكبار بحق الضعفاء والفقراء. هذه الصورة التي يرسمها المسلسل تشكل الخلفية التي ساهمت في تعاطف البسطاء مع بيلي ذا كيد وجعلتهم يحولونه إلى أسطورة بعد موته، بطريقة تذكر بالقصص الشعبية عن الخارجين على القانون في الثقافة العربية، كما في قصص أدهم الشرقاوي وريا وسكينة في مصر!
بيلي.. الولد الذي صنع تاريخاً
صنعت السينما الأمريكية أكثر من خمسين فيلماً عن بيلي ذا كيد كان أولها فيلماً صامتاً بعنوان «بيلي ذا كيد» إخراج لورانس تريمبل، 1911. وقد بدأت نزعة الخيال التي أحاطت باسمه منذ هذا الفيلم الذي تخيله فتاة تتنكر في زي رجل. وفي العام نفسه ظهر فيلم آخر بعنوان «مغامرات بيلي» من إخراج رائد السينما الأمريكية دبليو إي جريفيث، يستخدم الاسم فقط ليروي قصة ولد يقوم بخطفه اثنان من المجرمين لاستخدامه في الشحاذة، ولعب دور الصبي ممثلة اسمها إدنا فوستر.
وفي 1930 قدم المخرج كينج فيدور واحداً من أشهر الأفلام عن شخصية بيلي بعنوان «بيلي ذا كيد»، وبعدها توالت الأفلام التي تدور عنه بالكامل أو بشكل جزئي. وقد انتقلت أسطورة بيلي ذا كيد إلى الخارج بفضل السينما، حتى أصبح شخصية معروفة عالمياً، ويمكن أن نذكر الفيلم المصري الكوميدي «فيفا زلاطا» الذي لعب فيه حسين فهمي شخصية بيلي ذا كيد!