الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

بعد غياب سنوات.. السينما الأفريقية تستعيد مهرجانها في «خريبكة»

بعد غياب لأكثر من ثلاث سنوات استعادت مدينة «خريبكة» المغربية مهرجانها السينمائي التاريخي، الذي يعد واحداً من أقدم مهرجانات القارة الأفريقية، وأول مهرجان مخصص للسينما الأفريقية، حيث أقيمت دورته الأولى في 1977.





ويحتفل المهرجان، الذي يقام كل عامين، بدورته الثانية والعشرين خلال الفترة من 28 مايو إلى 4 يونيو، بمجموعة من الأفلام الأفريقية الحديثة، وبجانب مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي ظل مخصصاً ومخلصاً لها طوال 45 عاماً، يضيف المهرجان هذا العام مسابقة للأفلام الوثائقية للمرة الأولى.



تضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 13 فيلماً من 12 دولة، فيلمين من المغرب وفيلماً من كل من مصر، تونس، تشاد، كوت دي فوار، السنغال، الكاميرون، بوركينا فاسو، الجزائر، رواندا، ناميبيا، وزامبيا. أما مسابقة الأفلام الوثائقية فتضم ثمانية أفلام من المغرب، مصر، كينيا، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا ومالي.



بجانب الأفلام، التي يصعب مشاهدتها مجتمعة سوى في مهرجان مخصص للسينما الأفريقية، فإن مهرجان «خريبكة» يتسم بوجه ثقافي جاد، يتحاشى البهرجة والصخب، يهتم بالندوات ومناقشة القضايا السياسية والاجتماعية، خاصة التي تتعلق ببلاد أفريقيا والعالم الثالث. وبعد حفل افتتاح ضم فقرة فنية واحدة لفرقة موسيقية أفريقية، وتكريمات لعدد من السينمائيين الراحلين، على رأسهم السيد نور الدين صايل مؤسس المهرجان ومدير جميع دوراته السابقة، والذي رحل منذ عامين بعد تاريخ طويل من الإنجازات في مجال التنشيط الثقافي السينمائي، بدأت فعاليات المهرجان في صباح اليوم التالي بندوة حول أساليب تمويل الإنتاج في بعض البلاد الأفريقية والصعوبات التي تواجه معظم صناع الأفلام بين قلة التمويل الوطني وشروط التمويل الأجنبي. بعد الندوة بدأ عرض الأفلام في قاعة المركب (المركز) الثقافي، وقاعة الوسائط الإعلامية.



من الأفلام التي لفتت الانتباه خلال أيام المهرجان الأولى الفيلم المغربي «أوليفر الأسود» للمخرج توفيق بابا الذي يدور بالكامل في الصحراء من خلال قصة شاب أفريقي يتسلل بشكل غير شرعي للمغرب أملاً في العمل بالسيرك، حيث يلتقي رجلاً عجوزاً مريضاً يسافر لحضور حفل زفاف ابنته، ولا يجد كل منهما سوى الاعتماد على مساعدة الآخر.

فيلم آخر أثار الإعجاب هو «الخط الأبيض» القادم من ناميبيا للمخرجة ديزيريه كاهيكوبو، والذي يدور خلال فترة الفصل العنصري في ناميبيا من خلال قصة حب «تقليدية» بين فتاة سوداء وضابط أبيض من أصل مخلط أفريقي نيوزلاندي.

من أجمل الأفلام التي شهدها المهرجان أيضاً فيلم «ليلة الملوك» من كوت ديفوار للمخرج فيليب لا كوت، والذي يدور في عالم يمزج بين الواقع والخيال حول سجن يتحكم فيه السجناء، ويقوم فيه كبيرهم باختيار أشخاص يتعين عليهم إلقاء حكاية مسلية طوال الليل وإلا حكم عليهم بالموت!



شهد المهرجان كذلك عرض الفيلم المصري «حدث في 2 طلعت حرب» للمخرج مجدي أحمد علي، وهو آخر فيلم يشارك في بطولته النجم الراحل سمير صبري، ويدور الفيلم خلال حقب زمنية مختلفة داخل شقة تطل على ميدان التحرير. والفيلم، بالمناسبة، يعرض على منصة «شاهد VIP» حالياً.

ومن الأفلام الوثائقية الجيدة التي عرضت خلال اليومين الأول والثاني الفيلم المالي «زابو» للمخرج أبدولاي أسكوفاري الذي يروي القصة الحقيقية لامرأة صعدت إلى سلم المجد خلال سبعينيات القرن الماضي عندما تحولت لنجمة استعراضية في باريس، قبل أن تدير لها الحياة وجهها، وتبدأ في الانحدار حيث تعيش اليوم كمتسولة في بلدها. وكذلك الفيلم المصري «من وإلى مير» الذي تعود فيه المخرجة ماجي مرجان إلى مسقط رأس جدودها في الصعيد لترسم صورة من الحاضر والماضي لمدينة جنوبية نموذجية.



ولكن رغم جودة معظم الأفلام هناك ملحوظة ينبغي على المهرجان تداركها في دوراته القادمة وهي أن اللغة الرسمية للمهرجان هي الفرنسية، فالفيلم الناطق بالفرنسية لا توضع عليه أي ترجمة، بينما الفيلم العربي يترجم للفرنسية، وبجانب أن المشاهد الذي لا يعرف الفرنسية لن يستطيع متابعة الأفلام، فإن الفرنسية التي تنطق بها الأفلام يصعب فهمها أيضاً بسبب اللهجات واللكنات المختلفة في كل بلد أفريقي.