الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

«توب جان» يحقق 270 مليون دولار في 4 أيام

مفاجأة مدوية حققها فيلم Top Gun: Maverick بتحقيقه 151 مليون دولار في أمريكا فقط خلال عطلة عيد «إحياء الذكرى»، من الجمعة إلى الاثنين، ليصبح أنجح إطلاق لفيلم من بطولة توم كروز في تاريخه الفني، وثاني أكبر فيلم يحقق إيرادات خلال عطلة «الذكرى» بعد فيلم «قراصنة الكاريبي: نهاية العالم» من بطولة جوني ديب الذي حقق 153 مليون دولار في 2007.

نجاح متعدد الوجوه

حقق «توب جان» رقماً قياسياً في عرضه العالمي أيضاً يقترب من 120 مليون دولار (بالرغم من عدم عرضه في كل من روسيا والصين)، ومن الطريف أن يأتي هذا النجاح التاريخي لتوم كروز قبل أيام من بلوغه سن الستين في يوليو القادم.

وكان أقصى نجاح لتوم كروز وهو «حرب العوالم» قد حقق 64.9 مليون دولار خلال عطلة الأسبوع الأول من إطلاقه في 2005، يليه فيلم «مهمة مستحيلة» بـ61.2 في 2018.

ويزيد من وقع المفاجأة أن «توب جان» تعثر عرضه 3 سنوات، حيث كان يفترض أن يعرض في يوليو 2019، ولكن تأجل بسبب جائحة «كوفيد»، في البداية لعدة أيام، ثم عدة أشهر، ثم لأكثر من عامين. وقد رفض كروز طوال هذه الفترة أي أفكار بشأن عرض الفيلم على إحدى المنصات، في الوقت الذي استغلت فيه شركة «كولومبيا» المنتجة للفيلم هذه التأجيلات في تحسين مشاهد القتال بالطائرات، التي يعتمد عليها الفيلم، مثلما اعتمد عليها الجزء الأول الذي عرض منذ 36 عاماً، في بداية حياة كروز الفنية.

المفاجأة لا تتعلق بنجاح توم كروز أو الفيلم فقط، ولكن بعودة ظاهرة الـBlockbuster، أو الأفلام التي تحقق إيرادات هائلة من دور العرض السينمائي، والتي اعتقد البعض أنها انتهت بسبب المنصات، خاصة بعد جائحة «كوفيد»، وبالأخص مع ظروف الأزمة الاقتصادية الحالية.

من ناحية ثانية يبدو أن أجواء الحرب «العالمية» الدائرة حاليا في أوكرنيا، وعيد إحياء ذكرى الجنود الأمريكيين، قد ساعدا على نجاح الفيلم الذي يدور حول قيام نخبة من الطيارين الأمريكيين بتفجير مفاعل لتخصيب اليورانيوم في بلد (غير محدد) يهدد البلاد المجاورة التي تربطها مصالح بالولايات المتحدة.

عودة الشارد

يحمل الجزء الجديد من «توب جان» اسم الشخصية الرئيسية النقيب طيار «بيت ميتشيل مافريك»، وكلمة «مافريك» تعني الشارد أو المستقل عن القطيع، وهي الصفة الأكثر التصاقا باسم النقيب بيت، الذي يرفض طاعة أوامر قادته ويتحداهم طوال الفيلم، ومع ذلك لا يملكون سوى احترامه واجلاله في النهاية بسبب مهاراته كطيار مقاتل لا نظير له.

يبدأ فيلم «توب جان: مافريك» بعبارة مكتوبة على الشاشة تقول:

«في الثالث من مارس 1969 أسست البحرية الأمريكية معهداً للنخبة يضم 1% من أفضل طياريها من أجل تعلم فن القتال الجوي، بهدف أن يصبح خريجيه من الرجال والنساء أفضل طيارين مقاتلين في العالم، وقد نجحوا في ذلك بالفعل. واليوم تطلق عليه البحرية اسم معهد الأسلحة القتالية، أما الطيارون فيسمونه توب جان مافريك.

تبدأ أحداث الفيلم في صحراء موهافي كاليفورنيا، حيث يسعى عدد من الطيارين بقيادة النقيب مافريك الوصول إلى سرعة جديدة بالطائرات المقاتلة، ولكن يصل قائدهم الأدميرال شستر (إيد هاريس) ليخبرهم بأن المشروع سيتم إيقافه لعدم وصولهم إلى السرعة المطلوبة وأن الطائرات المقاتلة بدون طيار هي المستقبل، وعندما يصر مافريك ليس فقط على تحقيق السرعة المطلوبة ولكن تجاوزها ليحافظ على بقاء المشروع، يتسبب في احتراق الطائرة التي كان يقلها، مما يغضب قائده والتخلص منه قائلا: «الانقراض مصير أمثالك»، ولكن يتم تكليف مافريك بتدريب عدد من الطيارين الشباب لتدمير مصنع لتخصيب اليورانيوم مشدد الحماية.

يذكر الفيلم أن مافريك هو الوحيد الذي أسقط ثلاث طائرات وأنه حارب في البوسنة والعراق (مرتين)، ومع ذلك لم يتجاوز رتبة نقيب بسبب خروجه الدائم على القواعد، وعندما يوافق مافريك على الاكتفاء بتدريب الطيارين الشباب بدلاً من المشاركة في المهمة، سرعان ما تدب الخلافات مع قائده الجديد بسبب اصراره على تدريبهم على الخروج بسلام عقب تنفيذ المهمة.

يعود مافريك إلى «نورث أيلاند» حيث جرت أحداث الجزء الأول، ليلتقي مجدداً بحبيبته القديمة «بيني» (جنيفر كونلي)، وكذلك بالملازم الشاب «روستر» (مايلز تيلر) ابن صديق مافريك برادشو الذي لقى مصرعه في الجزء الأول.

ينفق الفيلم أكثر من نصف زمنه الذي يتجاوز الساعتين في تفاصيل قصة حب مافريك وبيني، وعلاقة مافريك بابن صديقه، وهي علاقة متوترة يشوبها سوء الفهم، وينفق نصفه الآخر في مشاهد التدريب على المهمة وتنفيذها. ومثل الجزء الأول يعتمد الفيلم على مشاهد الطيران والأغاني الايقاعية الشعبية، وبالطبع على شعبية توم كروز وحضوره الساحر على الشاشة.

لا يذهب «توب جان: مافريك» إلى أبعد من الابهار والتشويق، وجمهوره، الذي يتكون معظمه من محبي الفيلم القديم، لا ينتظر منه أكثر من الاستمتاع بمشاهد القتال «الفضائية» وقصة الحب والأغاني وجاذبية ومهارات بطله، مضافاً إليهم جرعة من الحماس ودغدغة مشاعر الوطنية، حتى لو كانت الصورة التي يقدمها الفيلم عن النساء والأعداء نمطية وسلبية، وحتى لو كان تغنيه بعظمة أمريكا وتبريره للحرب يحملان خطاب استعلاء وكراهية.

إقرأ أيضاً:

Top Gun: Maverick.. تعرف على الميزانية والحبكة والوافدين الجدد