الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

أزمة المناخ تلقي بظلالها على «السدر للأفلام البيئية» بأبوظبي

ينطلق مهرجان السدر للأفلام البيئية 2022 في دورته الثانية بمنارة السعديات، في الفترة من 24 -27 فبراير، بتنظيم مشترك من جامعة زايد وهيئة البيئة- أبوظبي وبدعم من شركة أدنوك والمجلس الثقافي البريطاني في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويقدم المهرجان مجموعة منتقاة من الأفلام الإماراتية والعالمية الحائزة على جوائز، والتي تتناول أزمة المناخ وتأثير التلوث الحضري ومشكلة نقص المياه العالمية والعديد من القضايا البيئية والاجتماعية.

وتتاح جميع العروض والفعاليات للجمهور بشكل مجاني طيلة أيام المهرجان.

وتركز الدورة الجديدة من المهرجان هذا العام على موضوع «المفارقة في الواحة»، وتطرح العديد من القضايا البيئية المتعلقة بالواحات، التي تعد عنصراً أساسياً في تاريخ وجغرافية دولة الإمارات، حيث تجسد معاني الأمل والخصوبة في البيئة الصحراوية القاسية، إلا أن التدخلات البشرية وأعمال التعمير أدت إلى تدهور البيئة، وتأثر صحة الإنسان. وهنا تكمن المفارقة حول قيمة المياه للحياة وخاصة في الواحات، وتسببها في مشكلات خطيرة في ذات الوقت، وهي الظاهرة التي تعرف أيضاً باسم مفارقة الاستدامة.

ويقدم مهرجان السدر للأفلام البيئية 2022 عروضاً حضورية مجانية لمجموعة متنوعة ومتميزة من الأفلام القصيرة والطويلة، ويفتتح فعالياته بعرض فيلم «عسل ومطر وغبار» (2017) الحائز على عدة جوائز للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، وتعرض فيه نخبة منتقاة كفيلم «أنا غريتا» (2020) وهو فيلم وثائقي تم إنتاجه دولياً بالاشتراك مع فريدريك هاينينج وسيسيليا نيسين، ويستعرض الصعود اللافت للناشطة في مجال تغير المناخ جريتا ثونبرج، وفيلم «كويا اناقاتسي» (1982)، من إخراج جودفري ريجيو، والذي يعد أحد أشهر الأفلام البيئية في التاريخ، حيث يركز على الطبيعة والإنسان والعلاقة بينهما.

ويتضمن المهرجان فيلمين روائيين، هما الفيلم اللبناني «كوستا برافا» (2021)، للمخرجة مونيا عقيل، وفيلم «ابن الملوك» لألكسيس جامبيس الأستاذ بجامعة نيويورك أبوظبي.

ويعرض في المهرجان كذلك فيلم «الشياطين غير المرئية»، للمؤلف الهندي راهول جاين، والذي عرض في مهرجان كان للمرة الأولى (2021).

ويختتم المهرجان أعماله بعرض فيلم من جورجيا بعنوان «ترويض الحديقة» الذي أخرجه سالومي جاشي (2021).

وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: «يعتبر الإعلام والفنون المرئية من أكثر الأدوات عمقاً وفاعلية في تحريك الناس وإحداث التغييرات السلوكية الضرورية. لذا أصبح إنتاج الأفلام الوثائقية والروائية أمراً أساسياً لتسليط الضوء على الموضوعات البيئية وتحقيق تقدم إيجابي ومؤثر، حيث تسهم الأفلام في رفع الوعي بالموضوعات المهمة كتغير المناخ، والتلوث، وفقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الطبيعة وذلك على سبيل المثال لا الحصر، وفي الواقع، نحن نواجه قائمة طويلة من التحديات العالمية الخاصة بالبيئة، ويمكن لفعاليات مثل مهرجان السدر للأفلام البيئية أن تدعم هذه القضايا بطريقة ديناميكية وجذابة وذات قيمة تعليمية كبيرة».

وأضافت: «يتفاعل الشباب بشكل أفضل مع الفنون المرئية، وشباب اليوم هم المنوطون بمستقبل البيئة، ومن خلال الأفلام يمكنهم فهم التهديدات البيئية العالمية بشكل أسهل وأفضل، ويمكنهم تعلم سبل التخفيف منها من خلال العمل الاستباقي. وقد تم اختيار موضوع المهرجان هذا العام وهو «المفارقة في الواحة»، والذي يعكس التراث الطبيعي للواحات في الإمارات ويتسق مع أولوياتنا، كما يعبر عن ضرورة إيجاد توازن بين الطبيعة والتنمية البشرية – وهذا هو الهدف الذي يجب أن نسعى إليه جميعاً. فلا يمكننا تحت أي ظرف من الظروف المساومة على الطبيعة أو التخلي عن حمايتها بسبب النشاط البشري الضار. ولكل منا دوره في تسليط الضوء على أهمية حماية البيئة ومن خلال مهرجان السدر يمكننا تحقيق هذا الهدف».

وأشار الدكتور فارس هواري، عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية في جامعة زايد: «مع انطلاق النسخة الثانية من المهرجان، كلنا حماس لجعل مهرجان السدر للأفلام البيئية تقليداً متكرراً في أبوظبي. وتهدف كلية علوم الصحة الطبيعية من المهرجان إلى مناقشة علوم البيئة وقضايا الاستدامة بين المجتمعات المتنوعة في دولة الإمارات، فنحن معنيون بزيادة الوعي بتغير المناخ، من خلال تأسيس علاقات جديدة بين العلوم الإنسانية والفنون والعلوم. وفي هذا الإطار نعرب عن امتناننا للجهود الحثيثة التي بذلتها هيئة البيئة - أبوظبي وللدعم الكبير الذي قدمته قيادة جامعة زايد لإنجاح المهرجان. ولا يفوتني شكر طلابنا الذين قدموا الوقت والجهد لانجاح المهرجان ويساهمون بنشاط فيه وعملوا على مشاركة ما تعلموه مع المجتمع».

وقال الدكتور نزار أنداري، أستاذ العلوم الإنسانية والاجتماعية والمدير الفني للمهرجان: «أردنا، هذا العام، تحت قيادة هيئة البيئة- أبوظبي وجامعة زايد، أن تطرح أفلام المهرجان على أذهان المشاهدين تساؤلات عميقة، وتحرك مشاعرهم في سياق زيادة وعيهم بالبيئة وقضاياها. وإثارة خيال مجتمعنا المحلي للتفاعل مع البيئة، وذلك في قالب سينمائي راقٍ، حيث يهتم مهرجان السدر للأفلام البيئية بالتثقيف والترفيه على حد سواء، ويسعى لتوفير تجربة مؤثرة فريدة لعشاق الأفلام والمتحمسين للبيئة».