ينتاب مخرج أفاتار 2، جيمس كاميرون، نوعاً من القلق المشروع بشأن ما إذا كان الفيلم، الذي يعرض في ديسمبر المقبل، سيتمكن من تحقيق النجاح الذي تمتع به الجزء الأول.
وبميزانية 250 مليون دولار، وعودة الأبطال الأصليين وانضمام نجمة تايتانيك كيت وينسليت، سيترقب عشاق الخيال العلمي والسينما عرض الفيلم في 16 ديسمبر المقبل، ليواصل نجاح سياسة «الحنين للماضي» التي تجتاح السينما العالمية الآن.
وكان الفيلم الأول الذي عرض في عام 2009 قد افتتح الموجة الجديدة من السينما ثلاثية الأبعاد، ومنذ ذلك الحين، دعا المعجبون مراراً وتكراراً إلى تكملة الفيلم.
ولا عجب في أن أفاتار 2 استغرق 13 عاماً ليصل إلى دور السينما، حيث حاول كاميرون منذ البداية إطلاق الفيلم لأول مرة في عام 1999.
وفشل كاميرون في إطلاق الفيلم قبل الألفية لأن ميزانية الفيلم كانت ستتجاوز 400 مليون دولار، معظمها تكاليف المؤثرات الخاصة المطلوبة للقصة.
ويعترف كاميرون أن صناعة جزء ثاني من أفاتار نوع من الجنون، رغم أن الفيلم الأول حقق إيرادات تخطت 2.8 مليار دولار، ولا يزال الفيلم الأكثر ربحاً في تاريخ السينما العالمية متفوقاً على أفلام مثل تايتانيك وأفنجرز.
والحقيقية أن كاميرون قاتل من أحل أن تدور أحداث أفاتار 2 تحت الماء في معظمها، وأجرى عدة بروفات على التصوير، ولكن معظم الممثلين والإنتاج اعترضوا على ذلك المقترح.
الآن ينتظر الملايين من عشاق السينما عرض أفاتار 2 في 16 ديسمبر المقبل، من إخراج مبدعه الأصلي جيمس كاميرون صانع الأفلام الأسطوري الذي يقف رواء كلاسيكيات خالدة مثل تيرميناتور، الاينز.
اللافت للنظر أن كاميرون لم يعلن عن فيلم جديد واحد ولا فيلمين بل أربعة، وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، سنشاهد أفاتار 5 في عام 2028.
ومن المتوقع أن يوفر الفيلم الجديد قفزة هائلة في التقدم التكنولوجي تفوق ما حققه الفيلم الأصلي.
وكان كاميرون قد كشف في سبتمبر من عام 2020 أن العمل على الجزء الثاني اكتمل بنسبة 100%، وأن أفاتار 3 وصلت نسبة إنجازه إلى 95%.
ويعود معظم الممثلين الأصليين إلى أفاتار 2 بقيادة سام ورثنجتون في دور جيك سولي، وزوي سالدانا بدور أميرة نافي نيتيري، وستيفن لانغ الذي يجسد دور العقيد مايلز كواريتش، وسيكون بمثابة الشرير في الأجزاء المقبلة.
كما تشارك النجمة سيجورني ويفر، ولكن في شخصية جديدة تماماً، بعد أن جسدت دور العالمة الجادة التي أشرفت على برنامج أفاتار في الجزء الأول، ولكنها ماتت في نهاية الفيلم.
الجديد في فريق التمثيل هو كيت وينسلت التي يلتئم شملها مع جيمس كاميرون لأول مرة منذ تيتانيك.
التحضير للعرض
وتدور حبكة الفيلم الجديد بعد 14 عاماً من أحداث الفيلم الأول، حيث يصبح جيك ونيتيري قائدين لعشيرتهما، وتركز القصة على الأطفال والجيل القادم من باندورا، في أحداث متماسكة غير معتمدة على الماضي، ما يعني طمأنة المشاهدين الذين فاتتهم مشاهدة النسخة الأصلية.
ويتوقع عشاق الفيلم أن تصدر ديزني مقطعاً دعائياً للفيلم في الصيف المقبل، بعد الانتهاء من عمليه ما بعد المونتاج.
من التشرد إلى الملايين
الغريب أن النجاح الاستثنائي للفيلم السابق لم يكن في أفضل وقت بالنسبة لنجمه ورثنجتون الذي كان بلا مأوى قبلها بستة أشهر، ويعيش في سيارته!
وكشف ورثينجتون أنه، قبل عام تقريباً من بدء إنتاج أفاتار، تلقى مكالمة هاتفية لاختبار أداء فيلم سري جديد، ولم يخبره أحد عن السيناريو، ووافق فقط باعتبار أنها فرصة للتخلص من الملل!
وعندما اتصل به المخرج جيمس كاميرون لإجراء اختبارات التصوير، أخبره أنه موافق بشرط تصليح فرامل سيارته أولاً!
ويعترف ورثنجتون أن كاميرون غير حياته، معرباً عن فخره لأنه كان جزءاً من فيلم أسطوري.
الأكثر من ذلك أن كاميرون رشح ورثينجتون ليلعب بطولة فيلم يخرجه مخرج آخر، وتوالت الأدوار الكبيرة في أفلام مميزة مثل «الإنقاذ»، «كلاش أوف تايتانز»، "راث أوف تايتانز".
ومع توالي الأدوار وارتفاع الأجر، تحسنت أحواله المادية، ومن الفقر والتشرد، وصلت ثروة ورثنجتون الآن إلى أكثر من 30 مليون دولار.
الطريف أنه في عام 2019، كشف كاميرون أنه اختار في البداية كلاً من تشانينج تاتوم ونجم كابتن أمريكا كريس إيفانز لدور جيك سولي، لكنه استقر في النهاية على سام ورثنجتون، وكان أكثر ما شده إليه صوته القوي الملائم تماماً للدور.