لم تستطع السياسة ولا الأيديولوجيا أن تنال من مكانة Doctor Zhivago أو دكتور جيفاغو ذلك الفيلم الذي عرض عام 1965، ورسخ نجومية النجم المصري عمر الشريف في هوليوود بعد أن وضع قدميه فيها بفيلمه لورانس العرب في عام 1962.
الفيلم من بطولة عمر الشريف بدور يوري جيفاغو وهو طبيب متزوج تغيرت حياته بشكل غير قابل للعكس كنتيجة للثورة الروسية والحرب الأهلية اللاحقة، وجولي كرستي بدور حبيبته المتزوجة لارا أنتيبوفا.
يشمل طاقم الممثلين المساعدين جيرالدين تشابلن ورود ستايغر وأليك غينيس وتوم كورتيناي ورالف ريتشاردسون وجيوفان ماكينا وريتا توشينغهام.
نداء القلب
ينسج الفيلم حياة عالم روسي وشاعر متزوج يقع في حب زوجة ناشط سياسي، ويواجه صعاباً شديدة في الحرب العالمية الأولى، والثورة البلشفية. ولعب دور د. جيفاغو النجم عمر الشريف مجسداً ببراعة الرجل الذي ينساق وراء نداء قلبه، ويتحمل في ذلك كل الصعاب، وشاركته في البطولة جولي كريستي التي لعبت دور حبيبته «لارا أنتيبوفا»، ومعهما جيرالدين شابلن، رود ستايغر، أليك غينيس، رالف ريتشاردسون، وتوم كورتيناي.
واضطلع بمهمة الإخراج المبدع ديفيد لين الذي آمن بموهبة عمر الشريف وأخرج له عدة أفلام من بينها الرولزرويس الصفراء، والثلج الأخضر، إلى جانب لورانس العرب الذي كان بمثابة التقديم المبهر له في عاصمة السينما العالمية.
والرواية للمبدع الروسي بوريس باسترناك، أما السيناريو فكتبه روبرت بولت.
خطوط إنسانية
ورغم انتقاد النقاد طول عرض الفيلم الذي امتد لثلاث ساعات، إلا أنهم والجمهور انبهروا بقصة الحب والخطوط الإنسانية التي اشتمل عليها الفيلم وشكلت ستاراً من حرير في مواجهة أحداث جافة قاسية.
واستطاع الفيلم أن يحصد 5 جوائز أوسكار هي أفضل سيناريو، أفضل موسيقى تصويرية، أفضل تصوير سينمائي، أفضل تصميم أزياء، وأفضل تصميم إنتاج.
وأفلتت جائزة أفضل ممثل من عمر الشريف، ولكنه عوضها بحصوله على جائزة الغولدن غلوب عن الدور ذاته.
والغريب أن الفيلم الذي تدور أحداثه في الاتحاد السوفييتي أو روسيا صور في إسبانيا، لأنه لم يكن مسموحاً أن يصور في موطنه الأصلي، باعتبار أن مؤلفة الأصلي باسترناك كان منشقاً على النظام، كما أن الفيلم اعتبر دعاية غربية معادية في أوج الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي آنذاك.
أرقام
وصنف الفيلم في المرتبة الـ39 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما العالمية التي أعدها معهد الفيلم الأمريكي، واحتل المرتبة الـ27 في قائمة أفضل الأفلام البريطانية وفق معهد الفيلم البريطاني.
ويعد الفيلم ضمن أعلى 10 أفلام تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما العالمية بحساب معادل التضخم، بعد أن حقق شعبية هائلة، وتوافد الملايين في أنحاء العالم لمتابعة قصة الحب الخالدة بين عمر الشريف وجولي كريستي التي أعادتهم لذكريات «ذهب مع الريح».
ترشيحات أولية
الطريف أن المنتج الإيطالي كارلو بونتي اقترح زوجته النجمة العالمية صوفيا لورين لتلعب دور حبيبة عمر الشريف في الفيلم، عندما كان سيضطلع بمهمة تمويله، ولكن المخرج ديفيد لين لم يقتنع بها في ذلك الدور، وظل محتفظاً سراً برأيه، وعندما انتقل الإنتاج إلى متروجولدوين ماير، جاهر على الفور بتفضيله النجمة البريطانية جولي كريستي، التي كان مبهوراً بها رغم أنها كانت جديدة وهو ما تحقق له، رغم أن كثيرين رشحوا له أيضاً جين فوندا، وإيفيت ميميو.
وبالنسبة لدور د. جيفاغو كانت الترشيحات الأولية تنصب على العبقري بيتر أوتول، والنجم بول نيومان، ولم يتحمس الكثيرون للنجم عمر الشريف برغم نجاحه في فيلم لورانس العرب.
من جانبه، كانت أقصى أماني النجم العربي أن يشارك بدور بسيط في الفيلم، ولكنه صعق عندما أخبره ديفيد لين بأنه سيلعب دور البطولة.
من الكواليس
ومن كواليس الفيلم، نشوب صراع بين مدير التصوير والمخرج، فقد كان ديفيد لين يرى أن تصور مشاهد الحرب بصورة جمالية، وفي شروق الشمس، بينما تصور لقطات الحب بشكل رمادي وكئيب، وكان مدير التصوير نيكولاس روج يرى العكس.
وحاول المخرج في البداية أن يقنع النظام السوفييتي آنذاك بالتصوير في الأماكن الواقعية، وتلقى دعوة بالفعل لزيارة موسكو، ولكنه اكتشف أنها كانت لإثنائه عن إخراج الفيلم!
وبعد طول بحث عن أنسب الأماكن لتصوير المجاميع والمدافع ومشاهد الحرب اقترح عليه أحد مساعديه إسبانيا، ووافق على الفور وبدأ التصوير في ديسمبر 1964، واستمر لمدة عام كامل.
ومن الحقائق الطريفة والتي زادت من تكاليف الفيلم أن المخرج بنى شارعين كاملين من شوارع موسكو في عام 1922 في مدريد.