حول رائد الأعمال الشاب والفنان التشكيلي نائل الحج، شغفه بعالم الفن إلى مشروع مربح، حيث يمتلك موهبة كبيرة في رسم الشخصيات بتقنيات فنية متطورة، أحدها يعتمد على استخدام الخيوط والمسامير وهو الفن المسمى بـ«الفيلوغرافيا»، بينما تندرج التقنية الأخرى ضمن فن «الريزن» المعتمد على مادة «الإيبوكسي».
أسس الحج شركته الاستثمارية التي تحمل اسم «SSG» اختصاراً لـ«خطوات ثابتة إلى المجد»، بهدف عقد شراكات مع المجتمع الفني الإماراتي، حيث تتبنى الشركة الفنانين الناشئين ليكونوا مبدعين في المستقبل، حيث تعمل الشركة على مساعدة الشباب الموهوب على الترويج لأعمالهم الفنية في أهم المعارض التي تعقد على المستوى المحلي والعربي والعالمي.
دقة وجهد
ويعد فن الرسم بالخيوط والمسامير الذي برع فيه الحج أحد الفنون التي اكتشفت في بدايات العهد العثماني، ويعتمد ذلك الفن على تثبيت المسامير على قطعة خشب ومن ثم يتم مشابكة الخيوط بالمسامير لإبداع الأعمال الفنية المطلوبة.
ويعتبر فن الرسم بالخيط والمسمار من الفنون التي تتطلب جهداً ودقة كبيرين من الفنان، وكذلك فن «الريزن» يحتاج إلى جهد ودقة وإتقان لتشكيل العمل الفني.
موهبة مبكرة
وعن بداياته الفنية قال نائل الحج لـ«الرؤية»: «اهتمامي بالفنون التشكيلية ظهر لدي منذ الطفولة، إذ أبدعت في رسم الشخصيات الكرتونية بالرصاص والألوان الخشبية ومن ثم تطورت موهبتي قبل 4 أعوام بالرسم بتقنية الـ STRING ART»أي رسم البورتريه بالخيوط والمسامير.
وتابع «أحرص دائماً على خوض العديد من التجارب الفنية، كان آخرها تجربة الرسم بمادة «الإيبوكسي» الكيميائية ضمن نوع من الفنون التي تدعى فن «الريزن»، وفيها يتم صب طبقات من تلك المادة عند الرسم لتشكل مجموعة من الطبقات، بحيث تمنح المشاهد للعمل الفني شعوراً بكونها ثلاثية الأبعاد.«
تحفة العهد
وأوضح الحج «أن التحفة الفنية التي تحمل اسم «العهد» تعد أحد أعمالي الفنية الأخيرة التي تندرج ضمن فن «الريزن» وتتكون من 6 طبقات من مادة «الإيبوكسي» وتم تشكيلها من 80 لتراً من تلك المادة.«
وتابع: «وزن اللوحة يبلغ نحو 70 كلغ، في حين يصل طولها إلى نحو 2.3 متر وعرضها 1.20 متر، بينما يصل سماكة اللوحة 3 سم، حيث تبدو للمشاهد وكأنها ثلاثية الأبعاد، وفيها أبدعت في رسم أصحاب السمو حكام الإمارات على مدى 30 يوماً، وحالياً هذه اللوحة معروضة للبيع مقابل 70 ألف درهم».
استلهام التراث
وقال نائل الحج «معظم أعمالي ولوحاتي الفنية مستوحاة من التراث الإماراتي، كما تحمل مسميات تعكس الثقافة الإماراتية المتفردة ومنها على سبيل المثال عمل فني يدعى «الصقار الأول» وتم تشكيلها من الخيوط والمسامير على الخشب وفيها يظهر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حاملًا أحد الصقور».
وأشار الفنان الشاب إلى أنه استطاع أن يطور فن «الفيلوغرافيا» التراثي ليتماشى مع رسم «البورتريه» باتباع استراتيجيات وخطوات ذكية ومبتكرة.
وتابع «أنجز إبداعاتي الفنية بفن «الفيلوغرافيا» عادة في فترة زمنية تراوح بين 40 و50 ساعة حالياً، بينما كنت أستغرق شهوراً في بداياتي مع ذلك الفن، ولكن الخبرة وإعادة التجربة لأكثر من مرة ساعدتني على إنجاز تلك الأعمال الفنية في مدة زمنية وجيزة.«
وأردف «أطرح بعض أعمالي الفنية بأسعار متفاوتة ولكنها تبدأ عادة من 3 آلاف درهم، ولكن تلك القيمة قد تتغير في المستقبل القريب أو البعيد بناءً على عدة عوامل أبرزها حجم العمل الفني والجهد الذي تطلبه إنجاز ذلك العمل وكذلك حجم الطلب ومدى الانتشار.«