الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

«أبوظبي للكتاب».. تميز يعكس جهود الإمارات في صناعة النشر

«أبوظبي للكتاب».. تميز يعكس جهود الإمارات في صناعة النشر

زائر لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب. (تصوير: محمد بدرالدين)

شهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ31 التي نظّمها مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، خلال الفترة من 23 إلى 29 مايو الحالي بمركز أبوظبي الوطني للمعارض حضوراً لافتاً من الجمهور، كما شهدت مبيعات الكتب والإصدارات المختلفة ارتفاعاً كبيراً، وعبرت العديد من دور النشر المشاركة في المعرض عن رضاها عن حجم المبيعات الذي حققته خلال الفترة الماضية.

واستقطب المعرض آلاف الطلبة من مختلف مدارس الدولة، الذين شاركوا بتفاعل وحيوية ونشاط في أركانه المتنوعة، الطفل والفن والرسّامين واطلعوا على آلاف الكتب في شتى المجالات المعرفية والثقافية.





طرح نوعي

امتازت دورة هذا العام بنوعية الطرح وشمولية التوجّه وكثافة الفعاليات التي تميزت بمحتواها النوعي والجاد وشملت برنامجاً مهنياً واحترافياً للناشرين وورشاً لصقل مهارات الكتابة الإبداعية، حيث استضاف المعرض 1130 ناشراً من أكثر من 80 دولة، ونخبة من الأسماء الأدبية والفكرية والمعرفية من حملة أرفع الجوائز مثل نوبل وجائزة الشيخ زايد للكتاب والبوكر وبوليتزر وغيرها، الذين شاركوا في تقديم أكثر من 650 فعالية متنوّعة، كان أبرزها برنامج الاحتفاء بالشخصية المحورية، عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الذي اختارته إدارة المعرض هذا العام لتسليط الضوء على منجزاته وأعماله الخالدة وتعريف الأجيال الجديدة بها.

مشاركة نوعية

وقدمت جمهورية ألمانيا الاتحادية -ضيف الشرف- مشاركة نوعية وجديدة لتقريب الثقافة الألمانية من خلال فعالياتها المتنوعة، بما عكس الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في عالم صناعة الكتاب والمؤتمرات والصناعات الإبداعية وتعزيز حركة القراءة وحماية حقوق الملكية الفكرية، سعياً إلى تعزيز حضور معرض أبوظبي الدولي للكتاب في كبريات معارض الكتب العالمية.

وسعى مركز أبوظبي للغة العربية في دورة هذا العام إلى تعريف أفراد المجتمع المحلي والسياح وضيوف المعرض من محبي القراءة على إبداعات الثقافة العالمية، وجماليات الأدب، وروعة الفنون القادمة من مختلف أنحاء العالم، التي عكست ثقافات وخصوصية الشعوب.

حراك ثقافي

واحتفت جائزة الشيخ زايد للكتاب بالفائزين في دورتها الـ16؛ بحفل خاص في متحف اللوفر أبوظبي، تخلله تكريم المفكر الدكتور عبدالله الغذّامي، تقديراً لمسيرة طويلة من العطاء أنجز خلالها الكثير من الدراسات والمشروعات البحثية المهمّة التي أسهمت في إثراء الحراك الثقافي إقليمياً وعربياً، بلقب شخصية العام الثقافية ومنحه ميدالية ذهبية تحمل شعار الجائزة وشهادة تقدير، بالإضافة إلى مبلغ مالي بقيمة مليون درهم، في حين حصل الفائزون في الفروع الأخرى على ميدالية ذهبية وشهادة تقدير وجائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم.

صورة مشرّفة

أكّد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية "نأمل أن نكون قد تمكنا من تحقيق تطلعاتنا الاستراتيجية في نقل صورة مشرّفة تليق بمكانة دولة الإمارات وإمارة أبوظبي بشكل خاص كحاضنة لأهم الفعاليات الثقافية التي تهتمّ ببناء الإنسان على الإبداع والمعرفة والثقافة.

وتابع: جسّد المعرض رؤية مركز أبوظبي للغة العربية ودائرة الثقافة والسياحة في رعاية ودعم الناشرين وفتح المجال أمامهم للعودة من جديد إلى سوق المنافسة، فكان المعرض أشبه بعودة الحياة من جديد إلى أروقة الثقافة، والشعاع الذي أضاء من إمارة أبوظبي بوهجه الإبداعي والثقافي العالم بأسره معرّفاً بأصالة هويتنا ومشروعنا الثقافيّ الكبير".

وأضاف: لقد شهدنا هذا العام مناقشات ثقافية وأدبية لأول مرة في تاريخ المعرض، وأردنا أن نقدم فعاليات بمحتوى مهم وأساسي، في سبيل الوصول نحو أجمل معرض للكتاب في العالم من حيث التنظيم وإعطاء الكتاب حقه من العناية والاهتمام من منطلق حرصنا على السير على خطى الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي آمن بأهمية الكتاب ودوره في تقدم وتطور المجتمعات".



كنز الجيل

وشهدت الدورة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب انعقاد الدورة الأولى لـ«المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية» الذي شارك فيه 300 متحدّث وناشر ومتخصص من مختلف أنحاء العالم، وإطلاق الدورة الأولى من جائزة «كنز الجيل»، التي تهدف إلى تكريم الأعمال الشعرية النبطية، والدراسات الفلكلورية، والبحوث التي تمنح للدارسين والمبدعين الذين قدموا أعمالاً تناولت الموروث المتصل بالشعر النبطي وقيمه الأصيلة.

وتستلهم الجائزة -التي استمد اسمها من إحدى قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتسعى إلى إعلاء مكانة الشعر بوصفه مرآة للمجتمع، ولما تُجسده أشعاره من مكانة في الوجدان الإماراتي والعربي. كما استضاف المعرض «الاجتماع الـ19 لمديري معارض الكتاب بدول مجلس التعاون الخليجي» الذي خرج بمجموعة من التوصيات الفاعلة للارتقاء بمعارض الكتب وواقع النشر العربي.

أكثر احترافية

من جانبه قال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة «يعكس نجاح دورة هذا العام المكانة التي بات يجسدها المعرض، فهو اليوم أكثر احترافية وأكثر عالمية منه دولية. حرصنا من خلال برامجنا المتنوعة على دعم الثقافة بكل أنماطها ومختلف فروعها، واستقطاب جميع الشرائح المجتمعية على اختلاف ذائقتها الأدبية واهتماماتها الفكرية حيث كانت الجلسات الحوارية عن شخصية المعرض المحورية عميد الأدب العربي «طه حسين» محل اهتمام الزوار حيث استمعوا إلى مجموعة من الأدباء والمفكرين الذين تناولوا سيرته الأدبية.

وتابع: كما كان لألمانيا الدولة ضيف الشرف مشاركة متميزة حرصنا خلالها على تعزيز علاقات التعاون الثقافية لترسيخ مكانة المعرض وحضوره عالمياً، وفي هذه المناسبة، نتوجه بالشكر لجميع شركائنا وجميع فريق عمل المعرض على جميع الجهود التي قدموها."

وشهد المعرض سلسلة من الجلسات والندوات الحوارية الثرية التي جمعت حولها الشاعر أدونيس الذي أبحر في عوالم الشعر وقضاياه، وغويدو إمبينز الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2021، إلى جانب الجلسات الحوارية للتعريف بالفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2022 والفائزين بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، فضلاً عن مجموعة واسعة من المعارض الفنية كان أبرزها معرض الفنان الياباني عاشق الخطّ العربي فؤاد هوندا، إضافة إلى مجموعة متكاملة من الجلسات والفعاليات الثرية وورش العمل التي استهدفت جميع فئات الزوّار وعشّاق الكتاب.