أكد مديرو ومسؤولو دور نشر تشارك في النسخة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أنهم حققوا قفزة كبيرة على مستوى المبيعات التي ارتفعت بنحو 100% مقارنة بالدورات السابقة أو بالفترة التي سبقت موعد انعقاد المعرض.
واعترف مسؤولو دور النشر لـ«الرؤية» أنهم لم يكونوا يتوقعون هذا الإقبال الكبير من قبل الجمهور على هذه النسخة، نتيجة أن الجائحة لم تختفِ بنسبة 100%، مشيرين إلى أن أعداد الزوار فاق توقعاتهم، حيث ارتفعت الزيارات على دور النشر الخاصة بهم بنسبة تفوق 60%.
وشهد المعرض الذي أسدل الستار عليه اليوم، الأحد، طرح عروض ترويجية وخصومات على الكتب تراوحت بين 20 و50%، بينما بادرت جهات بتوزيع كتب علمية ومصاحف بصورة مجانية، ومنها على سبيل المثال، جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا التي ساهمت في توزيع نحو 4 آلاف كتاب علمي في الهندسة والعلوم، بينما وزعت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم قرابة 30 ألف مصحف على زوار المعرض.
وثمن المشاركون جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» الداعمة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، مؤكدين أن تلك الجهود تسهم في تسريع نمو سوق صناعة النشر والاقتصاد الإبداعي ككل، كما عززت من مكانة المعرض على المستوى المحلي، وجعلته وجهة عالمية لاستقطاب الشغوفين بالأدب والثقافة والتراث والفنون.
وحدد مشاركون مجموعة من المقترحات ليستمر المعرض في تألقه خلال النسخ المقبلة، من بينها تخصيص جناح يجمع الناشرين باللغة الإنجليزية أو باللغات الأخرى.
فيما طالب زوار بضرورة تمديد مدة انعقاد المعرض، وزيادة العروض والخصومات على الكتب والمصادر الأدبية المطبوعة وطرح عروض أخرى على الاشتراكات على الكتب الرقمية بما فيها الصوتية.
معرض عالمي
وصف المدير التنفيذي لدار «الهدهد» للنشر والتوزيع علي الشعالي، المعرض بالمبهر، مشيراً إلى أن الشراكة بين معرض أبوظبي للكتاب ومعرض فرانكفورت أثمرت عن خروج المعرض بذلك الشكل المهني الذي يضاهي أي معرض عالمي، لافتة إلى أن أكثر ما يميز المعرض أن أنشطته موزعة على كافة أنحاء المعرض.
وأكّد أن المعرض في نسخته الـ31 قفزة نوعية في أعداد الزوار والمبيعات، لافتاً إلى أن ارتفاع المبيعات وصل إلى 100%، نتيجة الحضور الكبير من مختلف الفئات والمستويات العمرية، مثنياً على الزخم الكبير الذي شهده المعرض صباحاً من قبل طلبة ومعلمي المدارس.
ولفت إلى أن إدارة المعرض دعمت الكثير من الناشرين عبر إطلاق مبادرات أسهمت في نجاح مشاركتهم، مشيراً إلى أن داره شاركت في الدورة الـ31 من المعرض بمجموعة من الكتب الأصلية والمترجمة حول مواضيع محلية وإقليمية وعالمية والقيم، وتتماشى مع الكتب الدراسية والقراءة الليلية وتلبي شغف الأطفال والشباب والكبار.
حضور كبير
أكّد مدير دار سما للنشر والتوزيع، أحمد سالم، أن هذه النسخة شهدت إقبالاً كبيراً يفوق التوقعات، لا سيّما أن آثار الجائحة لم تنتهِ بعدُ، لافتاً إلى أن داره شهدت زيادة كبيرة في عدد الجمهور الذين استقبلتهم بنسبة تزيد على 50%، منوّهاً بأن داره شهدت زيادة في المبيعات تصل إلى أكثر من 60%.
وأكّد حرص دار «سما» على المشاركة في معرض أبوظبي للكتاب بصورة سنوية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تمتلك حضوراً كبيراً على صعيد قطاع النشر، حيث تتوافر البِنَى التحتية والدعم الذي يخوّلها لأن تكون بيئة حاضنة ومثالية لقطاع النشر.
وتابع: تطرح دار سما للنشر كتباً تعليمية وسلاسل أدبية مخصصة للطفولة المبكرة ووسائل تعليمية ترفيهية، ومصادر أدبية أخرى للمعلمين والمدربين.
كوبونات للطلبة
أكد مدير عام دار «بلاتينيوم بوك»، جاسم أشكناني أن النسخة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب ناجحة بكل المقاييس ومن مختلف الجوانب، مثنياً على فكرة توزيع الكوبونات على الطلبة ليتمكنوا من شراء الكتب والمصادر الأدبية المختلفة التي تلبي اهتماماتهم.
وذكر أن الكوبونات تضمنت عدة فئات بما فيها فئة الـ20 والـ50 درهماً والـ100 درهم، الأمر الذي ساهم في تعزيز مبيعات الناشرين وأفادت المجتمع بوجه عام عبر ترسيخ علاقة الطلبة مع الكتب والتعلم، بعيداً عن المدارس.
وأكّد أن نسب مبيعات «بلاتينيوم بوك» ارتفعت بنحو 100% عن الفترة التي سبقت انعقاد المعرض، ويعود ذلك إلى دعم القيادة الحكيمة لدولة الإمارات ونتيجة لزيادة الإقبال من الزوار على «أبوظبي للكتاب».
نوّه مسؤول المبيعات في دار المطبوعات، معز صالح، إلى أن الأقبال على المعرض وعلى دور النشر ارتفع بنسبة 50 إلى 60% عن الدورات الأخيرة التي عقدت خلال جائحة كوفيد – 19.
وأكّد حرص الدار على المشاركة بصورة دورية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب على مدى أكثر من 14 عاماً، لافتاً إلى أن الدار تخصص خصومات مباشرة على جميع إصداراتها خلال فترة انعقاد المعرض والتي تراوحت بين 20 و50%.
ودعا إلى تخصيص قسم أو جناح في المعرض للناشرين بغير اللغة العربية، بما يعزز من استقطاب القراء غير الناطقين باللغة العربية.
من يجرؤ على الحلم
شهد معرض أبوظبي للكتاب إطلاق النسخة الإنجليزية من كتاب «من يجرؤ على الحلم» للإعلامي رائد برقاوي، حيث يفسح هذا الإصدار المجال أمام القراء من غير العرب للتعرف على رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» في قيادة دبي والإمارات نحو العالمية، كما يجسد الكتاب رؤية سموه في ترسيخ ثقافة التفكير الاستباقي ومدّ ملايين العرب بالأمل لمستقبل أفضل.
ويحمل الكتاب عنوان «Dare to Dream: How Sheikh Mohammed bin Rashid Made his Dreams Come True»، كما سلط الكتاب الضوء على صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من عدة جوانب بما فيها طفولته وأحلامه التي تحولت وأصبحت حقيقة عن كثب، فضلاً عن تقديم سرد لنظرة سموه في تحويل الخيال إلى واقع، وترسيخ مسيرة من النجاحات الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى تقديم نهج ملهم في القيادة والإدارة.
وأفاد «الرؤية» الإعلامي رائد برقاوي بأن فكرة ترجمة الكتاب إلى لغات أُخرى يعود إلى الإقبال الكبير على اقتناء النسخة العربية منه، حيث احتل الكتاب قوائم الأعلى مبيعاً في عدد من مكتبات الدولة خلال الأشهر الأخيرة، وفي المستقبل قد يتم ترجمة الكتاب إلى اللغة البرتغالية وبعض اللغات الأخرى.
ولفت إلى أن إيرادات الكتاب ستخصص لمركز النور لتدريب الأشخاص من أصحاب الهمم.