اتفق مشاركون يمثلون مختلف مجالات قطاع الاقتصاد الإبداعي ضمن مشاركتهم في النسخة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، عن أهمية المعرض في الترويج لأعمالهم وإنتاجاتهم وصناعاتهم الأدبية والفنية.
وأشاروا إلى أن المعرض يعزّز من نمو مشاريعهم بنسب تتراوح بين 10 و60% سنوياً، كما يمنحهم الفرصة لعقد الشراكات مع المشاركين المحليين والدوليين، فضلاً عن الاستفادة من الخبراء الاقتصاديين والمبدعين المشاركين عبر الندوات الثقافية والأدبية وورش العمل التي ينظمها المعرض.
وكشف القائمون على معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ31، أن المعرض يدعم الصناعات الثقافية والإبداعية التي تُعد إحدى الركائز الرئيسة لتعزيز ودعم الاقتصاد الوطني، كما أن مبيعات المعرض تشهد نمواً سنوياً يتراوح بين 10 إلى 20%، فضلاً عن زيادة عدد العارضين والناشرين المشاركين في المعرض سنوياً.
ومن جانب آخر، تشير آخر التقارير الصادرة من الجهات المعنية في أبوظبي أن أبوظبي تحرص على بناء قطاع ثقافي مُستدام عبر استثمار 30 مليار درهم في إطار استراتيجيتها الرامية لدعم الصناعة الثقافية والإبداعية وتمكين صنّاعها في جميع أنحاء العالم، فيما كشف تقرير صادر عن هيئة الثقافة والفنون في دبي إلى أن الاقتصاد الإبداعي حقق في الإمارة إيرادات تجاوزت 37 مليار درهم في عام 2019.
والتقت «الرؤية» مجموعة من العارضين المشاركين في النسخة الحالية من المعرض والتي تختتم أعمالها الأحد 29 مايو الجاري، والذين أكدوا على أهمية استمرار تلك النوعية من المعارض الدولية التي تتماشى مع اهتماماتهم ومشاريعهم الإبداعية.
وأفادت رائدة الأعمال الإماراتية الشابة، علياء جلبي "أحرص على المشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب لاستعراض منتجاتي الإبداعية الجديدة والمتطورة باستمرار، وتُعد مشاركتي الحالية في المعرض الثانية على التوالي."
وتابعت "بدأت مشروعي التجاري بميزانية 3 آلاف درهم، ولكنني استطعت أن أحقّق أرباحاً عالية لا أحصيها من خلال بيع واستعراض منتجاتي الفنية بالمعرض بما فيها الشمع الخالي من المواد أو العطور الكيميائية، كما ازداد أعداد المتابعين على الصفحة التي أنشأتها عبر منصات التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة بعد مشاركتي في الدورة الحالية من المعرض."
وقالت "إن معرض أبوظبي للكتاب ساهم في نمو مشروعي الاقتصادي الإبداعي بنسبة 60% في أقل من عام، وأتوقع أن يستمر نمو المشروع بعد كل مشاركة في المعرض، علماً أن أي مشروع اقتصادي إبداعي يتطلب من صاحبه أن يؤسس ويطلق مبادرات ومنتجات جديدة تلبّي طلب الفرد والمجتمع، كما يُعد الابتكار شرطاً أساسياً من أساسيات نجاح أي مشروع اقتصادي."
من جانبها، كشفت المسؤولة في منصة «أبجديات» التابعة إلى مشروع ألف للتعليم، سلمى حمدان، "إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب والمعارض الدولية الأخرى التي تنظمها الدولة تسهم في سرعة انتشار المشاريع الإبداعية الناشئة في مختلف القطاعات المجتمعية."
ولفتت إلى منصة أبجديات من المشاريع الاقتصادية الإبداعية والمعرفية التي تقدم للجمهور محتوى تعليمياً أدبياً وفنياً رقمياً باللغة العربية، مختصة بالمرحلة التعليمية الأساسية ونواتج التعلم ذاتها، ولكن بمحتوى مقاطع فيديو وأنيميشن ومصادر مرئية وسمعية تناسب الطلبة في المدارس.
وذكرت "استقطبنا على مدار السنوات الـ 4 الماضية نحو 90 مدرسة للاستفادة من المنصة، وبنمو سنوي يتزايد من عام إلى آخر، كما نخطط لإطلاق برامج جديدة تستهدف الأفراد من طلبة المدارس وأولياء الأمور، بالإضافة إلى تقديم خدماتنا على مستوى عالمي بما يعزز من انتشار مشروعنا الاقتصادي الإبداعي المعرفي."
وعن أهمية تعزيز الاقتصاد الإبداعي في الإمارات، أكد رئيس جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، فهد المعمري، إن حكومة الإمارات تولي اهتماماً بارزاً بالكتاب والمبدعين في الدولة وبقطاع الاقتصاد الإبداعي، وتُعدُّ المكتبات إحدى الجهات البارزة التي تسهم في تنمية مهارات ومعرفة أفراد المجتمع ليكونوا مؤهلين ومؤثرين في مجالات الصناعات الإبداعية.
وتابع "إن الجوائز الأدبية والمبادرات والمعارض التي تنظمها المكتبات في الدولة تسهم أيضاً بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تعزيز الاقتصاد الإبداعي في الإمارات، ونشهد ارتفاعاً في أعداد المكتبات العامة والخاصة والتجارية بصورة مستمرة على المستوى المحلي، ما يؤكد على أهمية ذلك القطاع الذي يخدم الاقتصاد الإبداعي في الدولة.
وأكّد أحد مدراء ومؤسسي شركة «نشانك» المتخصصة في تصنيع المنتجات الإبداعية ومستلزمات الكتب، سلمان مصدر، أن معارض الكتب العالمية مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب تعزز من قطاع الاقتصاد الإبداعي سواءً على المستوى المحلي أو العالمي.
وتابع مصدر "إن المشاريع الإبداعية تنمو بصورة سريعة على مستوى العالم، وبمتوسط 50% سنوياً، لذا قررت أن نؤسس المشروع الإبداعي بالتعاون مع عدد من الشركاء، وجميعنا كانت لدينا أعمال أخرى في مجال الهندسة والإعلام."
ودعا الشباب ورواد الأعمال في مجالات الصناعات الإبداعية بضرورة الحرص على المشاركة في المعارض الدولية المتخصصة في المجالات الإبداعية الأدبية والفنية، بما يفتح لهم أبواب لعقد شراكات مع مختلف المتخصصين في المجال ذاته، فضلاً عن تسهيل الوصول إلى أفراد المجتمع والفئات المستهدفة من المشروع، مما يسهم في زيادة الأرباح والمبيعات سنوياً، ذلك إلى جانب الاهتمام بالترويج لمشاريع الصناعات الإبداعية الناشئة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ومن جهة أخرى، تشهد النسخة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب تنظيم مجموعة من الجلسات التي تسلط الضوء على دعم الاقتصاد الإبداعي على المستوى المحلي والدولي، ومن بينها جلسة أدبية حول حقوق النسخ وتأثيرها على الاقتصاد الإبداعي في الإمارات، وجلسة أخرى جاءت بعنوان "التحول العالمي وصعود الشرق ومستقبل القوة الناعمة".
وألقت الجلسة الضوء على أبرز التغيرات في ميزان القُوى العالمية، والتي تلقي بظلالها على السياسة والاقتصاد والثقافة، ومن جانب آخر، شهدت النسخة الحالية من المعرض تنظيم النسخة الأولى من نوعها لمؤتمر يسلط الضوء على الصناعات الإبداعية ويناقش أبرز التحديات والحلول التي تعزز من أداء ذلك القطاع.
واستضاف المعرض كذلك العديد من حفلات توقيع الكتب لرواد الأعمال الذين قرروا أن ينقلوا خبراتهم الاقتصادية لأفراد المجتمعات من خلال الكتب الأدبية التي تخلّد تلك الخبرات عبر التاريخ، ومنها على سبيل المثال تنظيم جلسة وحفل توقيع كتاب لرائد الأعمال الشاب محمد عبدالعزيز السقا لكتابه «أنا والقاتل في بيت واحد»، والكاتب فراس المسعدي عن كتابه الصادر بعنوان «REAL ESTATE» المتعلق بقطاع العقارات.