تحت عنوان «مكتبات عربية صغيرة»، استعرض جناح إمارة الشارقة، ضيف شرف الدورة الـ59 من معرض بولونيا لكتاب الطفل، الجهود الدولية التي تقودها الشارقة لتعزيز حضور كتاب الطفل العربي في المكتبات العالميّة، ودعم تجربة تعلم الأطفال العرب بلغتهم الأم في البلدان الأجنبية، حيث توقف عند تجربة مشروع مؤسسة كلمات «»تَبَنَّ مكتبة«»، وحجم مساهمتها في دعم مساعي المجلس الإيطالي لكتب اليافعين، لتوفير مكتبات عربيّة في المدارس والمراكز التي تضم أطفالاً من أصول عربية.
جاء ذلك خلال جلسة حواريّة، استضافت كلاً من ريم الجاسم، مدير المبادرات الخاصة في مؤسسة كلمات، وفلافيا كريستيانو، رئيس المجلس الإيطالي لكتب اليافعين، وسيلفانا سولا ومارسيلا تيروسي منسقي المشاريع في المجلس الإيطالي لكتب اليافعين، وماريا لويزا آلبانو، إحدى المعلمات في مدرسة مستفيدة من مبادرة «تَبَنَّ مكتبة»، وأدارتها فيرونيكا سيروتي، مديرة مكتبة بولونيا.
واستهلت الجلسة فلافيا كريستيانو، رئيس المجلس الإيطالي لكتب اليافعين، بالحديث عن المشروع الذي قاده المجلس بالتعاون مع مؤسسة كلمات لتوفير مكتبات صغيرة تضم كتباً عربية في المدارس ومراكز التعلم الإيطالية، بقولها: «إن هذه التجربة تعبّر عن رؤية المجلس في تعزيز تعلم الأطفال بلغتهم الأم، وتوسيع معرفتهم بحجم المشتركات الإنسانية التي تجمع شعوب العالم.»
وأضافت كريستيانو: «أن اللغة العربية واحدة من بين أكثر 7 لغات يتحدث بها الإيطاليون، وحجم اهتمام الإيطاليين بها نابع من عدة عوامل، أهمها أننا نحن الإيطاليون نشعر بأننا قريبون جداً مع الثقافة العربية، ونتشارك معها الكثير من السمات والقيم الحضارية».
بدورها أوضحت ريم جاسم، مدير المبادرات الخاصة في مؤسسة كلمات: "أن مبادرة "تَبَنَّ مكتبة" التي أطلقتها مؤسسة كلمات تعمل على التبرع بمكتبات مخصصة للأطفال في مختلف بلدان العالم، وتضم كل واحدة من مكتباتها 100 كتاب تم اختيارها لتعبر عن قيم وجوهر الثقافة العربية، مشيرة إلى أن المبادرة وزعت 122 مكتبة ووصلت إلى 152 ألف طفل حول العالم".
وشهدت الجلسة عرض فيلم وثائقي، يكشف ثمار تعاون المجلس الإيطالي لكتب اليافعين مع مبادرة «تَبَنَّ مكتبة»، حيث عرض تفاعل الأطفال العرب في المدارس والمراكز التعليمية الإيطالية مع المؤلفات العربية، وتجربتهم في تعلم لغتهم الأم، والاستفادة من القصص التي تحملها في تقدير هويتهم الأصيلة، وتقدير الهوية الإيطالية، والوصول إلى المشترك بينهما.
بدورها توقفت مارسيلا تيروسي عند أهمية تجربة التعاون والعمل المشترك بين «مؤسسة كلمات» و«المجلس الإيطالي لكتب اليافعين»، بقولها: «إن مؤسسة كلمات قدمت الكثير لإنجاح مشروع المجلس في تعزيز تعلم الأطفال بلغاتهم الأصلية، ورفع وعيهم بالقيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب، وما كان ذلك ليتحقق لولا مبادرة وجهود الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، ودعوتها للمشاركة في فعاليات إمارة الشارقة المعنية بكتاب الطفل».
وأضافت: «لقد نجحنا بفضل دعم مؤسسة كلمات في الوصول إلى العديد من المدن والبلدات الإيطالية، وكان ذلك تحدياً كبيراً خاصة في ظل ظروف الجائحة التي شهدها العالم، ولا زلنا نعمل ونتعاون للوصول إلى مراكز تعلم ومدارس جديدة، ونوسع من تجربة المشروع وأثره».