يجسد مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة في أبوظبي حضارة دولة الإمارات، وموروثها الثقافي والإنساني، والتعريف به بطرق عصرية أمام الجمهور من كافة أطياف المجتمع، والزوار الذين يقصدونه للمشاركة في العديد من الفعاليات التراثية والعالمية.
ويستقطب المهرجان أكثر من 40 دولة من حول العالم، وتفوق عدد فعالياته 4500 فعالية على مدى 130 يوماً، في نسخة استثنائية، تشهد رواجاً كبيراً لدى العائلات، لكونها تناسب جميع الأعمار والأذواق.
ودائماً ما يلفت أنظار زوار المهرجان تلك القلعة المستوحاة من التراث الإماراتي الأصيل والتي تحتضن جناح دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الذي يعرف بالتراث الإماراتي الأصيل من خلال رحلة تثقيفية تعليمية يقدمها لزواره، ليعرض لهم الحرف اليدوية والفنون الشعبية، والملفات التي سجلتها دولة الإمارات ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو، وهي (ملف الصقارة، والأفلاج، والمجلس، والسدو، العازي، والرزفة، والقهوة العربية، والعيالة، والتغرودة، والخط العربي، والنخلة).
وقال مدير جناح الدائرة في المهرجان سعيد حمد الكعبي: "يقدم الجناح تجربة حية حول الحرف والفنون والملفات التراثية لدولة الإمارات، من خلال عروض أداء بشكل يومي للفنون الشعبية الإماراتية (الرزفة، العيالة، العازي، اليولة)، وورش عمل لصون التراث ونقله لأجيال المستقبل، وتقديم القهوة العربية لكافة زواره، واستقبالهم في المجلس الإماراتي (الميلس)، كما يقدم لهم مطبوعات وكتيبات تعريفية حول التراث الإماراتي الغني، والتي تشرح تفاصيل أصالة وعراقة التراث غير المادي في دولة الإمارات".
وأكد الكعبي أن الجناح ينظم خلال الفترة القادمة من تاريخ 10 يناير حتى تاريخ 10 مارس 2022، ورش عمل خاصة بتعليم الحرف الإماراتية المهددة بالاندثار والنادرة، حيث يفتح الجناح باب المشاركة في ورش العمل للمواطنات، لتعلم وإتقان حرفة «النقدة» من تاريخ 10 يناير وحتى تاريخ 10 فبراير، وحرفة «البادلة» من تاريخ 10 فبراير حتى تاريخ 10 مارس، وهي حرف نادرة نحاول احيائها في نفوس الأجيال الناشئة، لصونها والحفاظ عليها، وعند إكمال هذه الورش سنمنح المشاركات شهادة متدربة، وعندها تستطيع تطوير نفسها لتصبح حرفية منتجة، ومن ثم خبيرة.
ويستقبل الجناح ضيوفه بالقهوة العربية التي تشتهر دولة الإمارات بها كرمز للكرم والضيافة، فقد خصص الجناح خبير يقدم ورش عمل لزواره حول آلية صنع القهوة الإماراتية، إلى جانب رياضة الصيد بالصقور «الصقارة»، حيث يتيح الجناح فرصة التعرف إلى الصقور والتقاط الصور التذكارية معها، بهدف إحياء هذا التراث وتوثيقه واستدامته إرثاً حضارياً وثقافياً للأجيال المقبلة، وتسليط الضوء عليه وتعريف العالم به.
كما يعد المجلس ركناً أساسياً في جناح دائرة الثقافة والسياحة، بوصفه عنصراً من عناصر البيت الإماراتي التقليدي، إذ يمثل جانباً مهماً وأصيلاً من الحياة اليومية في البيئة الإماراتية بمختلف مناطقها، ويشكل بأهله وزواره والأحاديث المتداولة فيه، فضاءً ثقافياً وأدبياً وتعليمياً، أسهم في نقل القيم الأخلاقية، والموروث الإماراتي عبر الأجيال، ويساهم تسليط الضوء على هذا العنصر الثقافي في التعرف على دوره المهم في الحياة التقليدية في دولة الإمارات.