السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

«يوتيوب» ملاذ الفنانين.. 58% من عائد الإعلانات على الأغاني

يتجه الكثير من الفنانين إلى موقع الفيديوهات العالمي «يوتيوب» نظراً لقلة حفلاتهم، التي ينظمونها، والتي لا تدر الدخل الكافي لهم، فأصبح «يوتيوب» ملاذ الكثيرين، إذ يحققون نحو 58% عوائد على الإعلانات المطروحة على المحتوى الذي يقدم، ليحققوا أرباحاً وأرقاماً قياسية من وراء مشاهدات أغانيهم، وصلت مع بعض الفنانين الشباب إلى نحو 376 ألف دولار سنوياً.

شروط لتحقيق الأرباح

قال عبدالرحمن إمام، خبير تسويق على «السوشيال ميديا» إن الفنانين يعتمدون على إطلاق أغانيهم عبر «يوتيوب»؛ لاستقطاب نسب مشاهدة عالية، وجني أرباح تقدر بالملايين بمجرد تداول الجمهور للفيديوهات والمحتوى الرقمي التي يطلقونه على قنواتهم الرسمية.

وأضاف أن هناك خطواتٍ على الفنانين اتباعها لتدشين قنواتهم الرسمية، أبرزها تغيير الإعدادات، وضمان وجود واستمرار المتابعين لهم، ثم ربط القناة بحساب إعلانات «غوغل»، والدخول في برنامج شركاء «يوتيوب»، ونشر الفيديوهات بجودة عالية، وغيرها من الشروط التي يجب اعتمادها حتى يمنحهم الموقع -بصفتهم أصحاب قنوات- نسبة 58% من عائد الإعلانات التي تأتي على مقاطع الفيديو الخاصة بهم.

وأشار إلى أنه على الرغم من عدم تصريح أصحاب القنوات، وخاصة المشاهير، بالأرباح التي يجنونها من الإعلانات التي تأتي على أغنياتهم المصورة عبر «يوتيوب»، فإنهم يتسابقون للإعلان عن نسب تداول محتوياتهم الرقمية، وتصدّر أغنياتهم لمحركات البحث، وتوصيفها بـ«التريند»، كما أنهم يروجون لمشاهدة أعمالهم عبر صفحاتهم الافتراضية الأخرى عبر «فيسبوك» و«إنستغرام» و«تويتر» وغيرها.

متنفس وحيد للمطربين الشباب

وأكد الناقد الفني حسين الوسطي أن لموقع «يوتيوب» بالغ الأثر في تحقيق مبتغى الكثيرين من الهواة والمبدعين في مجالات فنية شتى، سواء في الغناء أو الموسيقى أو الشعر والأدب وغيرها، موضحاً أن «يوتيوب» أصبح المتنفس الوحيد لغالبية المطربين، لا سيما الشباب منهم في ظل ما تكابده أسواق الكاسيت في الوقت الحالي من ركود وهبوط في مبيعاتها.

وشدد على أن نسب المشاهدة والاستماع في المواقع الإعلامية مرتفعة جداً، لذلك فإنها تجذب إليها الكثير من الفنانين، عطفاً على سرعتها في نشر الأغاني واتساع شعبية الفنان، كما أنها أسهمت في وصول العديد من المواهب إلى عالم النجومية والأضواء وبمنتهى السهولة، وهو ما لم يتحقق في أسواق الكاسيت التقليدية، مشيراً إلى أن بعض الأغاني المنفردة والألبومات الغنائية تحقق نجاحاً كبيراً في تلك المواقع، بل إنها تجلب للفنان أرباحاً طائلة، خصوصاً إذا حظيت بإعجاب المستمعين والمتابعين.

وعمّا إذا كانت تلك الأرقام مزيّفة، أكد: «هي أشبه بالتسوية، نصفها حقيقي ونصفها الآخر مزيّف. وهي معتمدة من غالبية الفنانين من خلال تعاملهم مع شركات متخصصة، مثلاً عندما طرح سعد لمجرد أغنية (إنت معلّم)، فإنه تعامل مع شركة هندية متخصصة بالنت ويوتيوب، ودفع لها مئات الدولارات كي يروج للأغنية، ومن بعدها عندما بلغتْ أرقاماً عالية وضربت بمساندة هذه الشركة صارت تدرّ عليه الأموال من وراء نسب المشاهدة».

قلة الحفلات والجمهور وراء الاتجاه لـ«يوتيوب»

وأشار مصعب الآغا المتخصص في التسويق الرقمي، إلى أنَّ غالبية الفنانين بمَن فيهم النجوم الكبار يتعاملون مع شركات معيّنة تؤمن لهم نسب مشاهدة عالية، بينما هناك آخرون لا يلجؤون إلى هذه الطريقة، بل يطرحون الأغنية على «يوتيوب» من دون أن يعمدوا إلى شراء متابعين، موضحا أنَّ هناك فنانين يقبلون بنسب مشاهدة معينة وآخرين لا يقبلون إلا بـ20 و30 مليون مشاهدة، وتتحوّل الأغنية إلى سلعة يحاول كل فنان الترويج لها على طريقته، لكن مَن يؤمّن ملايين المشاهدات لا يعني أنه أكبر قيمة ممن يحقق مشاهدات أقلّ، وهذا لا يمثّل معياراً للنجاح، بدليل أن هناك فنانين يحققون 20 مليون مشاهدة على «يوتيوب» ولا يَحضر حفلاتهم عشرات الأشخاص.

وأضاف: «قرابة الـ10 ملايين مشاهدة حققتها أغنية مدتها دقيقتين فقط و24 ثانية، وهي أغنية شيماء التي تصدرت محركات البحث بعد إثارتها الجدل بشكل كبير، وتداولها الكثيرين على نطاق واسع، حتى أصبح مهرجان شيماء تريند مواقع التواصل الاجتماعي»، والقناة التي نُشر عليها مهرجان «شيماء»، بلغت أرباحها المتوقعة شهرياً 38 ألف دولار.

دعاية كاذبة

وذكر كريم علي، المتخصص في التسويق الإعلامي، أنّه بعيداً عن الحفلات والأفلام وغيرها من مصادر الدخل، يلجأ النجوم إلى مصادر غير تقليدية لتحقيق مكاسب مادية وانتشار واسع، ومن بينها موقع مشاهدة الفيديوهات «يوتيوب»، الذي يبلغ متوسط تحقيق ربح النجوم من خلاله من 0.5 إلى دولارين أمريكيين لكل 1000 مشاهدة، وبحسبة أخرى نجد أن الـ15 مليون مشاهدة تحقق ربحاً يصل إلى 10 آلاف دولار.

وعما إذا كانت تسمية نجوم مزيّفين تصحّ على الفنانين الذين يشترون متابعين، قال: «هو نوع من الدعاية الكاذبة.. وهناك نوع من الفنانين ناجحون في السوشيال ميديا وفاشلون في الحفلات، والعكس صحيح أيضاً. مثلاً، وائل جسار ليس حاضراً بقوّة على السوشيال ميديا، لكن حفلاته تؤمّن آلاف الحضور، وفي المقابل قد نجد فنانة لديها ملايين المتابعين على السوشيال ميديا ولا نشاهدها في حفل فني لأن الناس لا يحضرون حفلاتها».

ونوّه بأن عدد المشتركين على قناة «يوتيوب» الخاصة بالمؤدي الشعبي حمو بيكا، يصلون إلى 140 ألف مشترك، أما إجمالي مشاهدات الأغاني فقد بلغت 662 مليون مشاهدة، بينما لا تتجاوز الأرباح السنوية حاجز الـ 376 ألف دولار.